أفريقيا برس – تونس. لا يزال بعض الحقائق المرتبطة بيوم 14 كانون الثاني/ يناير 2011، الذي شهد سقوط نظام زين العابدين بن علي في خضمّ ثورةٍ شعبية عارمة، مجهولا بعد مرور أكثر من عقدٍ على ذلك الحدث المفصلي في تاريخ تونس المُعاصر، ولا يزال ما حدث في ذلك اليوم يستدعي كتاباتٍ وشهادات تعود إليه بالتوثيق والتحليل؛ آخرها كتابُ محمد الطيّب اليوسفي، “دولة الغنيمة من سقوط نظام بن علي إلى مأزق الانتقال الديمقراطي”، الصادر قبل أيّام عن “دار ليدرز” في تونس، والذي يقدّمه مؤلّفُه عند الحادية عشرة من صباح الأحد المقبل في “مكتبة الكتاب” بتونس العاصمة.
يكتب اليوسفي عن الأحداث التي عاشتها تونس في تلك الفترة بوصفه شاهد عيان؛ بالنظر إلى أنّه كان مديراً لديوان الوزير الأوّل حينها، واستمرّ في منصبه بـ”قصر القصبة” (مبنى الحكومة) حتى تسلُّم حكومة الترويكا السلطة في كانون الأوّل/ ديسمبر 2011، قبل أن يعود مُجدَّداً إليه مع تعيين الحبيب الصيد رئيساً للحكومة في 2015.
يتضمّن العملُ أربعةَ أقسام؛ هي: “ما قبل الإعصار” الذي يتناول الفترة التي سبقت الثورةَ في 2010، و”الانهيار”، ويعود فيه إلى سقوط منظومة حُكم بن علي، و”مأزق الجمهورية الثانية والانتقال الديمقراطي”، ويتناول مسار “الجمهورية الثانية” وما واجهته من تحديات وأزمات، و”الطريق إلى الجمهورية الثالثة بين تصحيح المسار ومنزلق الانحدار”، ويتناول ظروف وملابسات الطريق الى “الجمهورية الثالثة” وما يواجهه من مصاعب ومطبات.
وتضمُّ هذه الأقسام مجموعةً من الفصول، وتنتهي بخاتمة يستعرض فيها الكاتب أبرز الأحداث التي شهدتها تونس بين 17 كانون الأوّل/ ديسمبر 2010 و25 تمّوز/ يوليو 2021.
استناداً إلى الوثائق والدراسات والوقائع والشهادات الحية، يتناول الكتاب الظروف والملابسات الدولية والإقليمية والمحلّية لسقوط نظام حكم زين العابدين بن علي، وتداعياته، وكيف جرى الحفاظ على الدولة وضمان استمراريتها في خضم الانفلات والفوضى، مضيئاً على مسار تونس خلال العقد الماضي وما شهده من أزمات وانتكاسات، وما اتّسم به من ممارسات “كرّست منطق دولة الغنيمة ورذّلت الحياة السياسية وتردّت بالانتقال الديمقراطي في مأزق”، وفق تعبير الكاتب.
يُذكَر أنّ محمد الطيّب اليوسفي من مواليد مدينة سيدي بوزيد عام 1956، وهو حائز على شهادة دكتوراه في العلوم السياسية. ومن مؤلّفاته الأخرى كتاب “المخاض العسير: خفايا حكومة الحبيب الصيد”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس
