رئيس تونس ينتقد “إغفال” ملف فلسطين من القمة الإيطالية الإفريقية

12
رئيس تونس ينتقد
رئيس تونس ينتقد "إغفال" ملف فلسطين من القمة الإيطالية الإفريقية

أفريقيا برس – تونس. انتقد الرئيس التونسي قيس سعيّد، الاثنين، عدم إدراج ملف غزة ضمن جدول أعمال القمة الإيطالية الإفريقية المنعقدة في روما.

جاء ذلك في كلمة لسعيّد خلال أعمال القمة الإيطالية الإفريقية المنعقدة بروما، نشرتها الرئاسة التونسية عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”.

وقال سعيد: “من المواضيع التي لا يتضمنها صراحة جدول أعمال هذا الاجتماع، ولكن يقتضي عدم إغفالها، هي حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني في فلسطين، ضد كل شعب فلسطين”.

وأضاف سعيّد: “لا تكاد تمر دقائق معدودات حتى يرتقي شهيد أو يصاب جريح أو يهدم بيت، أو يقصف ملجأ أو يدمر مشفى”.

وأكد أن “السلام لن تستتب إلا بتحرير كل فلسطين وإقامة دولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. ومن يعمل من أجل وضع شعب في شقق أو عمارات أو مربعات، فهو كمن يضع على الجمارِ الملتهبة حطبا حتى تزيد النار اشتعالا.”

​​​​​​​ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الاثنين 26 ألفا و637 شهيدا و65 ألفا و387مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.

وعن مشكلات القارة الإفريقية، قال سعيد إن القارة الإفريقية على وجه العموم، انتشرت فيها جمرات الحروب منذ اتفاقيات برلين في أواخر القرن التاسع عشر، ولازالت منتشرة فيها نتيجة لتدخلات أجنبية في أغلب الأحيان”.

وأضاف: “خلال أقل من ثلاثة عقود، عرفت عدة المناطق في إفريقيا أكثر من 35 حربا أهلية، أما عن عدد اللاجئين والمهجرين، فهو يستعصي على الإحصاء”.

وأشار إلى أن “من قضى من الأفارقة من المجاعات وتفشي الأوبئة والأمراض، ليس أقل عددا من الذين سقطوا في الحروب، وأمل الحياة في إحدى الدول الافريقية اليوم لا يتجاوز الأربعين إلا بقليل.”


الرئيس قيس سعيد يدعو الى إرساء مجتمع انساني يقوم على العدل ويتم فيه القضاء على كل أنواع التمييز

ودعا رئيس الجمهورية في كلمة له، الى إرساء مجتمع انساني يقوم على العدل وعلى القضاء على كل مظاهر التمييز والبؤس والفقر.

وقال سعيد اننا “نلتقي اليوم بفكر جديد بمبادرة حميدة من رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني وبمقاربات مخالفة لخيبات الماضي والامه ومستشرفين لمستقبل جديد يقوم على التعامل مع افريقيا لا بمنطق العربات المجرورة ولكن بمنطق سياقة القاطرة معا”.

ولاحظ رئيس الدولة أن هذه القاطرة تكون “في الاتجاه الذي نرسمه معا من اجل مجتمع انساني جديد”.

وأضاف أن أهداف ” خطة ماتي ” لافريقيا لا تنحصر فقط في ارساء تعاون في جملة من القطاعات بل هي طريق في اتجاهين وبها العديد من المحطات. واوضح ان هذه المحطات تتعلق بكل المطالب المشروعة لكل فرد قائلا “انها تعد مناسبة يتصافح فيها الشمال والجنوب وتتصافح فيها افريقيا مع إيطاليا لفتح صفحة جديدة في التاريخ “.

واستطرد رئيس الجمهورية بالقول “اننا لا نضع اليوم ركائز بنية أساسية بل نساهم مساهمة فاعلة في وضع بنية فكرية تقطع مع مفاهيم قديمة وتفتح افاقا جديدة أسمي وأرقى يتساوى فيها البشر ولا يوجد فيها لترتيب تفاضلي للمجتمعات والدول “.

وذكر رئيس الجمهورية بان المؤتمرات السابقة تعددت ولكن في كل مناسبة تقريبا لا تنبثق عنها سوى الإعلانات، من عاصمة الى أخرى، “فكل يريد ان يكون قاطرة والدول الافريقية عربات مجرورة في الاتجاه الذي يحدده أصحاب القاطرة”، وفق توصيف رئيس الدولة.

ولاحظ سعيد ان كل الماسي بافريقيا حصلت وتحصل في الوقت الذي تمتلك فيه افريقيا ثلث ثروات العالم وحوالي 2 فاصل أربعة تيرليون دولار امريكي، مشيرا الى انه من المتوقع ان يرتفع هذا الرقم على مدى السنوات العشر المقبلة وفقا لاخر تقرير للثورة في افريقيا لعام 2023.

يذكر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني افتتحت في وقت سابق أشغال القمة الايطالية الأفريقية بهدف إطلاق مرحلة جديدة من التعاون، لاسيما في قطاع الطاقة.

وقالت ميلوني، أن بلدها يريد بعث جملة من المشاريع في القارة الإفريقية من بينها مشاريع في تونس مؤكدة أن إيطاليا تفكر في إحداث مشروع لمحطات لمعالجة المياه المستعملة بأساليب غير تقليدية بهدف ري 8 آلاف هكتار في تونس، إضافة إلى تحسين التصرف في المياه وإنشاء مركز للتدريب في مجال الغذاء الزراعي.

وتبحث القمة التي يشارك فيها حوالي 23 رئيس دولة وحكومة افريقية من بينها تونس القضايا التي تؤثر في القارة السمراء وأوروبا في مجالات التغيرات المناخية، والأمن الغذائي، والهجرة، والتحول الطاقي.

ويشارك سعيد في القمة الإيطالية الإفريقية التي تنعقد بالعاصمة الإيطالية روما، يومي الأحد والاثنين، و يشارك فيها حوالي 27 رئيس دولة وحكومة من أوروبا وإفريقيا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here