فتحي العيادي: خطاب سعيّد يستهدف النهضة ويُهدّد بحرب أهلية

9
فتحي العيادي: خطاب سعيّد يستهدف النهضة ويُهدّد بحرب أهلية
فتحي العيادي: خطاب سعيّد يستهدف النهضة ويُهدّد بحرب أهلية

افريقيا برستونس. اعتبر فتحي العيادي الناطق الرسمي باسم حركة النهضة اليوم الاثنين 19 افريل 2021 ان تصريحات رئيس الجمهورية خلال إشرافه على موكب الاحتفال بالذكرى 65 لعيد قوات الأمن الداخلي “تؤشر بمضي سعيّد في تدمير التجربة الديمقراطية واصبحت تُهدد بحرب اهلية “.

واكد ان “سلوك سعيّد تجاوز مرحلة التعطيل وانتقل الى مرحلة اعاقة مؤسسات الدولة” ملاحظا ان خطابه تغير بعد عودته من مصر متهما رئيس الجمهورية بامكانية “الانخرط في حلف مضاد للثورة” و”أجندة تستهدف تونس وتجربتها” .

وقال العيادي لدى حضوره في برنامج “ميدي شو” :”للاسف الشديد خطاب سعيّد يوم امس لم يكن موفقا وكان خارج التاريخ والجغرافيا وليس فقط خارج السياق مثلما أكد ذلك رئيس الحكومة هشام المشيشي ..البلاد تمر بفترة صعبة وبأزمات كثيرة ومن المفترض ان يعبر رئيس الجمهورية عن وحدة الدولة وان يجمع التونسيين والا يغرق البلاد في أزمة سياسية تستند الى حدّ كبير الى تأويل دستوري غير صحيح …نحن لا نتحدث عن اي بلد وانما نتحدث عن تونس التي قامت فيها ثورة وأصبحت تستند الى دستور جديد الا وهو دستور 2014 وليس دستور 1959 وبالتالي خطاب سعيّد غير معقول وغير مفيد لتونس في هذه الفترة” .

واضاف”مخاوف الحركة من خطاب سعيّد انه جاء اثر سلسلة من الخطابات الاخرى التي تؤشر ان سعيّد يمضي في تدمير التجربة الديمقراطية بتونس وخرق الدستور وتغييره وتغيير النظام السياسي بالطريقة التي يراها هو مناسبة… بطريقة الافتكاك وتوسيع الصلاحيات وهذا منطق غير معقول وغير مقبول ..على من يريد تغيير الدستور وتوسيع الصلاحيات ان يقدم مشاريع قوانين او ان ينتظر سنة 2024 ويترشح على قاعدة تغيير الدستور والنظام السياسي …سلوك سعيّد غير مناسب لانه عمّق الانقسام بالبلاد والانقسام بين مؤسسات الدولة والاَن شمل أجهزة الدولة والتي من المفترض ان تكون محايدة وبعيدة عن التجاذبات السياسية والان تجد نفسها في قلب التجاذبات السياسية وهذا الامر لن يساعد البلاد على تجاوز مشاكلها الحالية “.

وعما ان كان يُفهم من خطاب سعيّد تصديه لتعيينات حركة النهضة داخل الدولة قال العيادي “لم اسمع بأية تعيينات مرتقبة وحتى ان كانت هناك تعيينات فلها إطارها القانوني ..ولم اسمع بالاسماء التي تحدث عنها زهير المغزاوي ..المغزاوي يريد فقط تبرير سلوك رئيس الدولة لا أكثر ولا اقل”متسائلا”لماذا لم يتحدث سعيّد عن التعيينات من قبل؟” متابعا “هناك قانون يتعلق بالتعيينات وما علينا سوى احترامه ولسنا في حاجة لتبرير كل خطاب ..من المفترض ان تخرج حركة الشعب عن مثل هذا الخطاب وعن مثل هذه السياسة وان تقف الى جانب الديمقراطية في تونس “.

وفي ما يتعلق بردّ الحركة على تصريحات سعيّد اجاب المتحدث”ردّنا السياسي سيكون بمزيد دعم الحكومة وتوسيع حزامها السياسي وانا انصح رئيس الحكومة بأن يمارس كل صلاحياته مثلما ضبطها الدستور والقانون وان يأخذ مشاكل وقضايا الناس بعين الاعتبار والا يشغل نفسه بخطاب سعيّد وحركة النهضة ستقف مع كل القوى الوطنية في هذا الاتجاه ..صف حماية الدستور والتجربة الديمقراطية في تونس وأعيدها من يريد ان يغير الدستور فهناك اليات دستورية…لو كان هدف سلوك سعيّد التعطيل فقط لكنا تعاملنا معه وبحثنا عن حلول قانونية اخرى للخروج من الازمة ولكن من الواضح ان سعيّد تجاوز سلوك التعطيل الان وانتقل الى خطوة أخرى لا تتعلق فقط بعدم الاعتراف بالتحوير الوزاري أو بتعطيل المحكمة الدستورية وانما انتقل الى مرحلة جديدة وهي مرحلة اعاقة مؤسسات الدولة وهو ما سمعناه في جزء من خطابه الاخير عبر تقسيم الاجهزة الامنية ومحاولة السيطرة عليها بطريقة من الطرق ومن الممكن ان يمر الى خطوات أخرى “.

وبخصوص تصريح سعيد بوجود من يتمسك بالحصانة او بالقرابة لممارسة القذف والكذب والافتراء في تلميح لرفيق عبد السلام قال العيادي “هناك مؤشرات لتكميم الافواه ومصادرة حق الناس في التعبير والنقد …مزية الثورة انها وفّرت حرية التعبير بطبيعة الحال في اطار معقول دون سب او شتم أو مس باي مقام من مقامات الدولة والمطلوب اليوم حماية هذه الحرية ..من المفترض على كل الاطراف ومنها رئيس الجمهورية حماية هذه الحرية “.

وعن امكانية اتخاذ سعيّد قرارا بوضع سياسيين او اعلاميين او قضاة تحت الاقامة الجبرية قال العيادي” لا يمكن لسعيد القيام بذلك ..هناك قانون يحمي البلاد ولا اظن ان التونسيين سيساندوه خاصة في ما يتعلق قضايا الحريات وحقوق الانسان ولا أعتقد ايضا ان المنظمات الوطنية والهيئات المدافعة عن حقوق الانسان ستسكت عن هذه التجاوزات ..هذا لن يحدث في تونس”.

وتابع “نحن خائفون من حرب اهلية لا قدر الله وتهديد السلم المجتمعي الى حد كبير ..من الواضح ان خطاب سعيّد اصبح يُهدد بحرب اهلية واصبح يُقسّم ويدعو الى اتخاذ خطوات وشن حرب على بعض الاطراف السياسية ..في فترة ما كان العنوان طرفا واحدا تتعلق به شبهات فساد… الان أصبح عنوان اخر وهو الاسلام السياسي ..خطاب سعيّد يستهدف حركة النهضة رغم عدم وجود عداء بين الحركة ورئيس الجمهورية ..الحركة انتخبت سعيّد ووقفت الى جانبه ..لاحظنا ان خطاب رئيس الجمهورية تغير بعد عودته من مصر وتحوّل الى مفردات جديدة على غرار الاسلام السياسي وضرورة القضاء عليه واستحضار البعد الهووي والايديولوجي ..هذا تغير غير محمود في خطاب سعيّد وفي سلوكه وكأنه انخرط في حلف مضاد للثورة ويفهم من زيارته ومن خطابه ان هناك أجندة تستهدف تونس وتجربتها وكأن سعيد انحاز بتونس وعلاقاتها الخارجية نحو هذا الحلف وهذا غير مقبول”.

وختم العيادي بالقول”لسنا مع المواجهة ..حركة النهضة لا تدعو الى المواجهة باعتبارها خيارا غير مناسب خاصة في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد ونحن لا نعتبر سعيّد عدوا حتى نمر الى منطق المواجهة “.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here