قيل قديما، ضرب الجثة حرام..

13
قيل قديما، ضرب الجثة حرام..
قيل قديما، ضرب الجثة حرام..

افريقيا برستونس. حياة بن يادم تتساءلون لماذا النهضة دونا عن بقية الاحزاب ترصدين مسيرتها الإجابة بسيطة: مسيرة النهضة، مسيرة تدعو للبناء والوحدة، حيث واكب الشعب التونسي من خلال صورها الناطقة، الحشود الهائلة والتنظيم اللوجستي المحكم، والطوفان البشري الهادر في انضباط وتحضر قلّ نظيرهما. وكانت راية الوطن أعلى من راية الحزب، والشعارات المرفوعة هي المحافظة على مؤسسات الدولة من أجل المصلحة العامة وأن تونس تتسع للجميع. على خلاف بقية المسيرات التي تدعو للهدم والإقصاء. حيث التقت جميعها على استفزاز النهضة وترذيل شيخها. ولم يكتفوا بذلك بل مارسوا العنف على المؤسسة الأمنية، محترفين ثقافة المجون والفوضى، إذ تلحفت مسيراتهم برايات غريبة عن هوية الوطن.

مسيرة النهضة، جاءت كردة فعل عن محاولة خصومها الأغبياء استفزازها وحشرها في الزاوية واستغلال ظهور بوادر انشقاق في صفوفها، لكن فرحتهم لم تدم. حيث جاء الرد مزلزلا، إذ لملمت شتاتها مستحضرة محرقة الماضي، والتفت حول قيادتها وحول مبادئ ثورة الحرية والكرامة، على أمل بأن القادم سيكون بإذن الله أفضل. مسيرة النهضة،

مسيرة الرعب، صور ناطقة من الزحف الجماهيري الذي غصّ به شارع محمد الخامس ذات صباح ربيعي، من يوم النصف من شهر رجب الأصم لسنة 1442 هجري، الموافق ل 27 فيفري من سنة 2021، حيث كانت منصة إطلاق الصواريخ في كل الاتجاهات نحو الداخل والخارج معلنة بأنها غيرت التكتيك من الدفاع إلى الهجوم وأنها رقم صعب في الملعب السياسي لا يمكن إقصاءه. مسيرة النهضة،

شظايا صواريخها اربكت قرطاج حيث أرغمت ساكنها على الخروج إلى القيروان ليعلن من هناك “هم لا يستحقون حتى مجرد الانتباه إليهم و حساباتهم لا تدخل ابدا في تقديرنا للأوضاع”. والحال وانه خصص 7 دقائق كاملة للحديث عن المسيرة، وانتبه إليها وقضي الأمر. يتضح وأن رسالة الغنوشي هذه المرة أصابت الهدف بدقة وعنوانها “فيق يا صاحب شعار “الشعب يريد””، ها هو الشعب الحقيقي المتحضر الموجود على الميدان الذي تصرّف برقي مع مؤسسات الدولة، و ليس شرذمة تخصصت في المجون و الفوضى، و اتخذت من العالم الافتراضي مكانا لها، و أن النهضة هي الحزام السياسي الصلب الذي لا تستطيع تجاوزه بأحزمة متهالكة.

مسيرة النهضة، مسيرة الرعب واستعراض القوة والانضباط والحرب النفسية ضد خصومها. حيث خاطب راشد الغنوشي، حمة الهمامي، المتزعم الكرتوني للمعارضة، و صاحب الشعارات الممجوجة والتافهة، التي أكل عليها الدهر و شرب، “سحقا سحقا للرجعية دساترة وخوانجية” و صاحب المسيرة التي فضحت حجمه في الطرف الآخر من الشارع ،”كنّا نتمنّى أن يلتحق بنا ونحن مستعدّون أن نمنحه الكلمة ليخاطب الجماهير”. و كأني بلسان حال الشيخ الثمانيني، الداهية، يردد “يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه..”. يتضح و أنه بهذا النداء أراد أن ” يجلطهم” و يقول لهم هذا حجمنا فأروني ماذا أنتم فاعلون؟.

مسيرة النهضة، مسيرة معركة البقاء على عرش باردو، رسالة للخصوم كما للأصدقاء المرتبكين، مفادها نحن الأقوى في البرلمان وفي الشارع، وشهادة وفاة مسبقة قبل الميلاد لعريضة سحب الثقة المجددة. مسيرة النهضة،

ضربة قاسمة لأشباه مؤسسات سبر الآراء والإعلام، المدفوع الأجر لإحباط العزائم وبث السموم وزرع الكآبة في نفوس الشعب التونسي، والمستثمر في تدمير التجربة التونسية، مفادها أن الشارع هو “الباروماتر السياسي” الحقيقي وليس الغرف المظلمة التي تدار فيها الحسابات “السياسوية” والمصلحية الضيقة والحملات الخبيثة الممنهجة ضد النهضة. وما على ما يعرف ب “الزرقونيات وأخواتها” أن ينطقوا حقا أو ليصمتوا للأبد.

مسيرة النهضة، شتان بين مسيرة تقاس بالكليومترات وبقية المسيرات المجهرية. في الواقع لم تكن مسيرة النهضة ناجحة، لولا غباء خصومها، وكأني بلسان حال النهضاويين يرددون “ولو كان موش عماهم ما نعيشو معاهم”. ولا أظن أنهم سيستوعبون الدرس ليقيني وأنهم حقا أغبياء وحمقى وعناوين للفشل. ماذا فعلتم يا نوابغ النهضة في خصومكم؟.. قيل قديما، ضرب الجثة حرام..

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here