“كلنا غزة”… مسيرة تونسية من مختلف الأطياف رفضا للإبادة

3
"كلنا غزة"... مسيرة تونسية من مختلف الأطياف رفضا للإبادة

أفريقيا برس – تونس. من أمام المسرح البلدي في قلب العاصمة وعلى ضفتي شارع الحبيب بورقيبة، تعالت هتافات تونسيين نصرةً لأهالي غزة وتنديدا بالحرب الإسرائيلية الضارية على القطاع.

وعلى مدار ساعتين، لم تتوقف الحناجر عن الهتاف، صغارا وكبارا رجالا ونساء ومن مختلف الأطياف، يوحدهم شعار واحد وهو “كلنا غزة”، الذي يحمل رسالة تضامن للفلسطينيين.

دعا المحتجون خلال هذه المسيرة الاحتجاجية الليلية المجتمع الدولي والقوى الفاعلة إقليميا إلى التدخل السريع لوقف ما وصفوه بأشنع حرب إبادة عرفها التاريخ البشري، معتبرين أن قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار لا يكفي، مطالبين بوقف دائم للحرب والاعتراف بحق الفلسطينيين في أرضهم.

وتبنى، مساء أمس الاثنين، مجلس الأمن الدولي قرارا يقضي بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في قطاع غزة، بموافقة 14 عضوا وبامتناع الولايات المتحدة التي استعملت سابقا حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار قرار مماثل.

“كلنا غزة”

يقول الناشط الحقوقي مروان بالضيافي، إن هذه المسيرة هي رسالة تآزر مع الشعب الفلسطيني ومع أهالي غزة خصيصا الذين يعانون منذ حوالي نصف السنة من ويلات الحرب.

وأضاف: “هنا لا فرق بين سياسي أو حقوقي أو يساري أو يميني، فكلنا غزة وجميعنا يحمل رسالة واحدة وهي التنديد بجرائم إسرائيل ورفض الإبادة المسلطة على أهالي غزة”.

وحمل المتظاهرون شعارات من قبيل “وكلاء الإمبريالية ارفعوا يدكم عن القضية”، و”الفرنسيون والأمريكيون شركاء في العدوان”، محمّلين الدول الغربية مسؤولية تواصل العدوان على قطاع غزة.

كما استنكر المشاركون في هذه الوقفة صمت جل الدول العربية عما يحدث في غزة واقتصار تحركاتهم على بيانات التنديد والاستنكار، قائلا: “هذه البيانات الخجولة لن تمنع الموت عن الغزيين ولن تسكت جوع الأطفال الفلسطينيين”.

وقال بالضيافي إن هذه المسيرة ترفع ثلاثة مطالب، وهي إدخال المساعدات، ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح كل الأسرى، معتبرًا أن قرار مجلس الأمن لا يمكن أن يكون حلا.

ولفت بالضيافي إلى أن إسرائيل أفلتت من العقاب في أكثر من مناسبة بفضل الدعم الأمريكي اللامحدود الذي شجعها على المضي في طريق الإبادة ضاربة المواثيق الدولية وحقوق الإنسان عرض الحائط.

صرخة في وجه الإمبريالية

بدوره قال الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، إن حركة الشعب تشارك في هذه المسيرة من منطلق إيمانها بأن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية كونية.

وتابع: “نحن نقف هنا مجددا نصرة لأهالينا في قطاع غزة وللوقوف إلى جانب المقاومة الصامدة “.

وشدد المغزاوي على أن هذه الوقفة هي صرخة في وجه العرب المستسلمين والخانعين الذين أغلقوا المعابر في وجه الفلسطينيين، وهي أيضا صرخة في وجه الإمبريالية الأمريكية والقوى الغربية الداعمة لهذا العدوان، وفقا لقوله.

وأضاف: “هذه الوقفة هي تحية للمقاومة ومشاركة لآلام الفلسطينيين، وعيًا منا في حركة الشعب وكل القوى التي تشارك في هذه المسيرة أن المعركة التي تدور في غزة هي معركتنا ونحن شركاء فيها وأن مصير العالم سيتحدد بمصير هذه المعركة”.

وتعليقًا على قرار مجلس الأمن الدولي، اعتبر المغزاوي أن وقف إطلاق النار هو خطوة إيجابية رغم سلبيته وغياب التنصيص على وقف دائم لإطلاق النار وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي احتلتها في غزة وفتح المعابر.

وأضاف: “رغم كل المحاولات الأمريكية فإن القرار مرّ، وهذا يعكس العزلة التي تعاني منها إسرائيل في العالم”.

تمسك برلماني بتجريم التطبيع

ونوّه النائب في البرلمان عن كتلة الخط الوطني السيادي الطاهر بن منصور، إلى أن هذه المسيرة وكل المسيرات التي شهدتها الشوارع التونسية عبارة عن “فسيفساء” تعكس حالة من التناغم بين الأطياف السياسية والاجتماعية من منظمات وطنية ومحامين وأحزاب سياسية ونواب الشعب.

وأضاف: “جئنا لنقول كلنا غزة، لأن المعركة هي معركة واحدة، ومعركة فلسطين هي جزء منا، فدماء التونسيين اختلطت بدماء الفلسطينيين منذ العام 1948”.

وقال بن منصور إن مشاركة النواب في هذه المسيرة هي تعبير عن إرادة الشعب التونسي التي سعت كتلة الخط الوطني السيادي إلى ترجمتها من خلال تمرير مشروع تجريم التطبيع على أنظار البرلمان في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وتابع: “للأسف شهد هذا المشروع صعوبات حقيقية من داخل البرلمان ومن خارجه، وهناك ضغوطات سواء من السفراء أو من أطراف مستفيدة من العلاقة مع إسرائيل من رجال أعمال وسياسيين ومنظمات لها علاقات أجنبية حاولوا يحبطوا هذا المشروع”.

وأكد بن منصور أن كتلته مصرة على تمرير هذا المشروع على الجلسة العامة من أجل المصادقة عليه، وأنها منفتحة على كل التعديلات من داخل البرلمان ومن خارجه، على أن لا يتم المساس من جوهر القانون وهو تجريم كل محاولات التطبيع والاتصال والتفاعل مع إسرائيل التي تضفي مشروعية عليه، حسب قوله.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here