يساري تونسي: “طوفان الأقصى” أجهض مخططات تهويد القدس

4
يساري تونسي:
يساري تونسي: "طوفان الأقصى" أجهض مخططات تهويد القدس

أفريقيا برس – تونس. اعتبر السياسي التونسي أحمد الكحلاوي أن عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة “حماس” على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي “تمثل تطورا نوعيا في النضال الوطني الفلسطيني”.

وقال الكحلاوي (يساري ماوي)، إن “ما حدث في 7 أكتوبر هو تطور نوعي لأنه أجهض الرقص (من المستوطنين اليهود) في المسجد الأقصى، ونية تهديمه لبناء الهيكل المزعوم”.

كل الفصائل الفلسطينية بوضع نوعي

وأضاف: “في مؤتمر المصالحة الفلسطينية الوطنية بالجزائر (أكتوبر 2022)، تمت الدعوة لتوحيد صفوف الفصائل، وتم الاتفاق بالعمل يدا بيد بين الفصائل المقاومة وبعمل نوعي رائع”.

وتابع: “خلال عملية طوفان الأقصى المقاومة عثرت على كل مخططات الموساد، والصهاينة فُجعوا ولم يكن بإمكانهم عمل أي شيء، لذلك العمل الجماعي جيد فليست (حركة) حماس وحدها، بل هناك الجهاد (الإسلامي) وغيرها من الفصائل”.

وأكد الكحلاوي أن “هذا تحول نوعي، فيما قبل كنا نعاني من التشتت التنظيمي داخل العمل الفلسطيني”.

وقال إن “عملية طوفان الأقصى جاءت لتصفع مخطط صهيوني كبير، والفلسطينيون يدافعون عن أنفسهم، والطارئ الجديد هو النقلة النوعية من حيث الإمكانيات ومن حيث التخطيط”، مضيفا: “هناك تحول نوعي، والتسمية مرتبطة بالتهديدات الخطيرة للأقصى”.

ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري 18 ألفا و800 شهيد، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

الماويون مع القضية الوطنية

وعن دور اليسار التونسي بالدفاع عن القضية الفلسطينية، قال الكحلاوي “اليسار التونسي يساران، والصراع الأيديولوجي هو أخطر سلاح يشق القوى التي ترفع شعار المقاومة والنضال”.

وأضاف: “اليسار دخل محنة صراع أيديولوجي وهو سلاح مدمر”، مبينا أن “اليسار هو مجموعات، وهناك تحريفيون مثل الأحزاب الشيوعية والاستعمار الفرنسي لتونس أتى بالنقابات والحزب الشيوعي الذي مسكه اليهود”.

أما اليسار الثاني حسب الكحلاوي، “فهو اليسار التروتسكي له علاقة بالتروتسكية التي لها علاقة بالحركة الصهيونية”.

ولفت إلى أن “هناك اليسار الماوي في تونس المتأثر بماو تسي تونغ (الزعيم الصيني 1893- 1976) الذي كان يحترم الإسلام، ونحن منهم”.

واستدرك قائلا: “في الصراع داخل اليسار نحن كنا مشبعين بالقضية الفلسطينية”.

يساريون تونسيون بصفوف المقاومة الفلسطينية

وقال الكحلاوي إن “اليساريين الوطنيين التونسيين ساهموا في الكفاح الفلسطيني، وعدد منهم كانوا منتمين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وبأعداد كبيرة، بلغت نحو 3 آلاف”.

وأضاف: “جميع أبنائنا من الماويين شاركوا مع الجبهة الشعبية – القيادة العامة، ولنا 9 شهداء عملوا معها”.

واستطرد: “تواجدنا مع هذا الفصيل لأننا رأينا أنه الأقرب لنا لأنه لا يعادي أي قوة صادقة في وطنيتها وقيمتها ونضالها من أجل التحرير”.

التونسيون مع فلسطين منذ “حطين”

وحول تفاعل التونسيين مع أحداث غزة قال الكحلاوي: “نحن التونسيين لنا علاقة تاريخية بفلسطين، في معركة حطين شاركنا عام 1187 التي قاد فيها صلاح الدين الأيوبي الحرب ضد (الملك) ريتشارد قلب الأسد وانهزم البريطانيون”.

وأضاف: “التونسيون كانوا يقصدون فلسطين في شكل عائلات، ولنا حي المغاربة الذي دمره الصهاينة”.

وحارة المغاربة هي أحد أحياء القدس القديمة أوقفه القائد صلاح الدين الأيوبي عام 1193 على المغاربة الذين كانوا يشكلون بين 20 و25 بالمئة من جيشه، وفق مصادر تاريخية.

وأشار الكحلاوي إلى أن “الشيخ التونسي عبد العزيز الثعالبي، كان مؤسس حزب الدستور (عام 1920) وكان مرجعه الإسلام ثم تطور مرجعه إلى العروبة باعتبار أن المسيحيين فيهم عرب وهم أكثر أناس ثقة ودافعوا عن الأمة بالصفوف الأمامية لكن لم يأخذوا حقهم”.

و”ترأس الثعالبي أول مؤتمر عربي إسلامي للقضية الفلسطينية في القدس عام 1931، وحذّر فيه من أنه إذا لم ندافع عن فلسطين ستتطور الأمور إلى ما هو أخطر، وكان يصاحبه دائما محيي الدين القليبي (قيادي في الحزب الدستوري) الذي باع بيته وأراضيه وكل ممتلكاته، بغية السكن بحي المغاربة، وبنى حائطا لحماية المصلين من الغدر الصهيوني”، وفق المتحدث.

القضية الفلسطينية بوابة الوحدة العربية

وأردف الكحلاوي: “دورنا في الدفاع عن القضية الفلسطينية تاريخي ومؤسس، لأننا عرب صادقين ونعرف أن بوابتنا للوحدة العربية هي القضية الفلسطينية، ونحن متمسكين بإعادة بناء هذه الأمة رغم ما يفعله بنا المعادون لها”.

وأضاف: “شاركنا في حرب العام 1948 (النكبة) بـ 12 ألف مقاتل، مات منهم نحو 7 آلاف في الطريق، وقدمنا تضحيات للدفاع عن فلسطين”.

الغرب حاضنة الصهيونية

وبشأن الدعم الغربي لإسرائيل في حربها على غزة قال إن “الحركة الصهيونية بناها الإنجليز وشاركت فيها عدة أطراف وهم الذين أتوا بمخطط سايكس بيكو وأعلنوا وعد بلفور” .

وتابع: “السؤال المطروح لماذا فلسطين؟ والإجابة واضحة لأنها قبلتنا الأولى ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي المكان المقدس لكل المسلمين، وهم يجب أن يفرضوا علينا وجعا بضربنا في أقدس مكان لنا”.

سقوط إسرائيل نهاية مشروع الغرب بالمنطقة

ولفت إلى أنه “من أجل احتلال فلسطين صار مؤتمر في بريطانيا لمدة ثلاثة سنوات بقيادة رئيس الوزراء كامبل بنرمان (انعقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن)”.

وأردف: “حكومات الغرب اتفقت على أن تمنع وحدة العرب، لذلك زرعوا كيانا غريبا عن المنطقة والغرب مشكلته الوحدة العربية، واليهود لم يكن لهم يوما ما وطنا”.

وأكد أن “الغرب أحرص من الإسرائيليين على بقاء إسرائيل لأنهم يسيطرون على النفط وغيره وإذا سقطت إسرائيل انتهى مشروع أوروبا وأمريكا كله في المنطقة”.

الشعوب الغربية إنسانية وتكره الظلم

واعتبر أنه “في مقابل هذا، غير وارد الحكم على الشعوب، فشعوب الغرب إنسانيون وفيهم الكثير من الصادقين المنصفين”.

وأضاف: “وبالتالي طبيعي أن نرى جزءا من الأمريكان يثورون ضد دولتهم لأنها ظالمة، وشعاراتهم تؤكد ذلك، إذ يتهمون الحكومة بالصهيونية، والعالم كله يطالب بإنهاء هذه العصابات الصهيونية (في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي) التي يمكن أن ترتكب جرائم غير معقولة”.

مواقف عربية رسمية لا تفهم

وحول مواقف الدول العربية وحركة تضامن الجماهير مع غزة، قال الكحلاوي إن “في الجزائر هناك عدم تفاعل مع الأوضاع في غزة وأسئلة تثار حول ما يقع في الجزائر حيث لا مظاهرات”.

وبخصوص مصر، تساءل: “كيف تنتظر (القاهرة) موافقة إسرائيل لفتح المعبر (رفح)، مع الأسف الشديد موقف مصر بلاد الـ 120 مليون غير مفهوم”، وفق تعبيره.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here