حذر مركز الأزمات الدولية في تقرير نشر الخميس 11 جانفي 2018 من الانجراف نحو التسلط والعودة إلى نظام الاستبداد في تونس، بعد سبعة أعوام على الثورة التي وضعت حدّا لعقود من الديكتاتورية.
واتهم المركز رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بـجعل النظام رئاسيا وتشريع الأصوات التي تدعو إلى تعديل دستور 2014 بهدف توسيع صلاحياته.
واعتبر أن ضعف المؤسسات لا يعود إلى الدستور إنما إلى عدم تطبيقه، داعيا القادة التونسيين إلى عدم القيام بمراجعات دستورية قد تدفع الحكم في تونس إلى أن يصبح أكثر اختزالا في يد الرئيس أو يقسم الساحة السياسة بعنف في وقت تدخل تونس في مرحلة من الغموض الانتخابي.
واستمرت الاحتجاجات لليوم الخامس في عدة مدن تونسية وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية خليفة الشيباني إن السلطات قد ألقت القبض على 803 شخصا منذ بدء الاضطرابات الاجتماعية احتجاجا على الاجراءات التقشفية بتهم الجنوح إلى السرقة والنهب وارتكاب أعمال عنيفة أثناء المظاهرات، علاوة على جرح 97 من أفراد الشرطة، لكنه لم يذكر عدد الجرحى من المتظاهرين. .
وأعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة عن قلقه إزاء العدد الكبير من المحتجزين عقب المظاهرات في تونس.
لكن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قال: “إن وسائل الإعلام الأجنبية تبالغ في وصف الاضطرابات وتشوه صورة البلاد أثناء تغطيتها للأحداث الأخيرة”.
وقال الشيباني انه لم تسجل اعمال عنف او نهب مساء الخميس في البلاد. واكد ان الصدامات بين الشبان ورجال الشرطة كانت “محدودة” و”غير خطيرة”. لكنه اضاف ان 151 شخصا متورطين في اعمال عنف اوقفوا الخميس في البلاد، ما يرفع عدد المعتقلين حتى الآن الى 803 شخصا منذ الاثنين.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في سليانة المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد، ان عشرات الشباب رشقوا بالحجارة لثلاث ساعات ليل الخميس الجمعة عناصر قوات الامن الذين ردوا باستخدام الغاز المسيل للدموع.
في المقابل، بقي الوضع هادئا في القصرين وتالة وسيدي بوزيد في وسط البلاد الفقير ووكذلك في طبربة المدينة التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا غرب العاصمة وشهدت تظاهرات وصدامات في الايام الماضية، حسب مراسلين لوكالة فرانس برس ووسائل اعلام محلية. وبقيت ضاحية تونس ايضا هادئة ليل الخميس الجمعة.
واندلعت الاضطرابات الاثنين مع اقتراب الذكرى السابعة للثورة التي طالبت بالعمل والكرامة واطاحت بالدكتاتور زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011.
وشهر كانون الثاني/يناير معروف تقليديا في تونس بانه فترة تعبئة اجتماعية في تونس، لكنه يتزامن هذا العام مع توتر استثنائي بسبب ارتفاع الاسعار وانتخابات بلدية هي الاولى بعد الثورة مقررة في ايار/مايو 2018.