أفريقيا برس – الجزائر. مباشرة بعد البدء في عملية تسويق لحوم البقر المستورد، في مدينة قسنطينة، حتى تراجعت أسعار أسواق اللحوم الحمراء، بما فيها أسعار لحوم الغنم، حيث تميزت قصابات بلدية عين السمارة، وهي أكبر منطقة في قسنطينة، يتواجد فيها العشرات من الجزارين والتي يلجأ إليها الزبائن من مختلف مناطق الشرق، برفع ملصقات وأفيشات كبيرة جدا عليها أسعار اللحوم بأنواعها مع تراجعها بما لا يقل عن 200 دج للكيلوغرام.
وحتى اللحم المفروم والنقانق تراجعت إلى الوراء، بالرغم من ان منطقة عين السمارة التي تبعد عن قسنطينة بحوالي 15 كلم، لم يسوق فيها اللحم المستورد، ولكنها تأثرت بالأصداء التي وصلتها من عاصمة الولاية التي وجدت اللحوم المستوردة فيها شغفا من المواطنين، بعد أن بلغ سعرها 1290 دج للكيلوغرام فقط، وبالمدينة الجديدة علي منجلي التي بيع فيها اللحم المستورد بالوحدتين الجواريتين 14 و18.
يقول الجزار بوهروم، وهو أحد أشهر الجزائريين بوسط مدينة قسنطينة “سان جان”، بأن المواطنين منذ حوالي عقدين، صاروا يسألون عن السعر بمجرد دخولهم إلى أي قصابة، وكانوا في السابق يعاينون النوعية أولا، لأجل ذلك هو يرى بأن تقديم لحم من دون شحم ولا عظم، بسعر 1290 دج للكيلوغرام الواحد، سيخفض ولو نسبيا في الأسعار الموجودة حاليا والتي لم تضرّ بالمستهلك فقط، وإنما الجزار أيضا، فهناك مواطنين من ذوي الدخل المحترم، لم يعودوا يقتنون اللحم بنفس الكمية السابقة، والجزار بريء من هذه الأسعار، وقد لاحظ السيد بوهروم اهتمام غالبية الجزارين ببيع اللحوم المستوردة إذا توفرت طبعا بالكمية الكافية مع احتفاظهم باللحوم المحلية، وهو ما يضع المواطن أمام خيارات مختلفة.
توجهنا صباح الثلاثاء إلى قصابة السلام في المنطقة الصناعية بالما والتي كانت أول قصابة استقبلت كمية من اللحوم المستوردة، وقال المشرف عليها بأن هناك إجماعا على نوعيتها الجيدة، وكل زبون استغلها بالطريقة التي أراد، وحتى بقية اللحوم المحلية وجدت طريقها للزبائن بعد أن عرفت بعض الانخفاض، وقد صادف تواجدنا أمام القصابة التي تبيع اللحوم المستوردة مرور فرقة رقابة تابعة لمديرية التجارة، والتي وصفت مرورها بالعادي، حتى لا يتحول اللحم المستورد إلى مجال آخر كما حدث في سنوات سابقة، وبالضبط في مارس الماضي الذي تزامن مع شهر رمضان المبارك، حيث تم توقيف جزارين خلطوا كمية من اللحوم المستوردة مع المحلية، وباعوها بأثمان المحلية التي تفوق الـ2300 دج بدلا عن 1200 دج التي حددت في رمضان الماضي سعرا للحوم المستوردة.
وعموما بدا الجميع متقبلا للحوم الحمراء المستوردة ببصمة من مفتشي البيطرة الذين أكدوا جودتها، إلى المستهلكين الذين عادوا إلى اللحوم الحمراء، ومرورا بالجزارين الذين لم يروها معيقة لتسويق اللحوم المحلية وإنما وضعها كمنافس يجعل الزبون الرابح الأول.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس