أفريقيا برس – الجزائر. تنظر محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء وهران، الأسبوع القادم، في قضية الهجوم الانتحاري الذي استهدفت به جماعة إرهابية موالية لتنظيم “داعش”، قبل نحو سبع سنوات، مقر أمن ولاية تيارت، موقعة فيه قتلى وجرحى في صفوف جهاز الشرطة، وقد برمج تحديدا موعد هذه المحاكمة على الجدول التكميلي المعلن للدورة الجنائية الجارية بتاريخ 28 فيفري الجاري.
تعود وقائع هذه القضية، التي سبق لمحكمة الجنايات الابتدائية بوهران معالجتها، وأصدرت أحكاما تراوحت بين البراءة والسجن المؤبد في حق المتهمين فيها، إلى تاريخ 31ـ08ـ2017 بولاية تيارت، أين قام الإرهابي (ب. ع)، وهو شقيق أحد المتهمين الستة الموقوفين، بتنفيذ عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف وسلاح رشاش، خلّفت مقتل الشرطيين (ع. ب) و(ع. ط)، مع إصابة 5 موظفين من نفس السلك بجروح، منهم امرأة، كما أسفر الانفجار أيضا عن خسائر مادية أضرت بمبنى مقر الأمن الولائي والعتاد الخاص به.
وبعد التحريات التي أعقبت الحادث، تم التوصل إلى هوية عدد من المتورطين في الهجوم والإطاحة بهم واحدا تلو الآخر، حيث تبين أن الإرهابي الانتحاري كان على اتصال بالجماعة محل المتابعة القضائية، والتي كانت تمثل له شبكة دعم وإسناد، بتقديمها تسهيلات مكّنته من تفجير مقر الأمن المذكور، ويتعلق الأمر بالمدعو (م. م)، (ب. ن)، (ق. ع)، (ت. م)، (ح. ب)، (م. م)، (م. ع)، (م. ع)، (ع. م) وشقيقه (ع. مهدي) و(ج. ح)، إلى جانب أخ منفذ العملية الانتحارية (ب. م).
كما توصلت التحقيقات إلى الكشف عن وجود علاقة بين المتهم (ب. ن) الشهير بـ”عبد القادر” والانتحاري منفذ التفجير، بحيث اتضح أنهما التقيا قبل تاريخ الواقعة لعدة مرات في مسكن أحدهما، وأيضا في المنطقة الغابية المعروفة بالرادار بتيارت، قبل أن يسلمه الأول أحذية من نوع (غوداس) وبعض الألبسة ليوزعها على إرهابيين كانوا برفقته، مثلما سبق للمدعو (ب. ن) أن قدّم تفاصيل عن مسار نشاط المسمى (ب. ع)، موضّحا أنه أخبره عن انشقاقه عن مجموعة الونشريس لتنظيم القاعدة، ورغبته في مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، والذهاب إلى ليبيا، ليقوم هو بالاتصال عبر تطبيق (بال توك) بشخص يدعى (أبو عبيدة)، ليساعده في ذلك، ثم اقترح عليه هذا الأخير عبر ذات التقنية الاتصال بجماعة في سوريا ويربط علاقة مع سرية “الغرباء” في الجزائر.
بعد تكثيف التحريات، تبين أن “أبو عبيدة” يقطن في منطقة البرواقية بولاية المدية، وهو نفسه المتهم (م. م)، الذي قام بربط اتصالات عبر تطبيقي (بال توك) و(التليغرام) مع العديد ممن يسمون بـ”المناصرين”، والعمل على تجنيدهم عبر تقنية (الذئاب المنفردة) لصالح “داعش”، وتدريبهم على تحضير المتفجرات، ما مكّنه من رصد بعض الأهداف التي يتواجد بها أجانب لفائدة ذات التنظيم الإرهابي عن طريق تصوير مواقعها.
وفي تصريحات المدعو (م. م) أمام الضبطية القضائية، قال إنه طلب من المسمى (أبو حمزة) إرسال فيديو يظهر مبايعة الإرهابي (ب. ع) قبل تنفيذه عملية تيارت، كما ظهرت من خلال ذات التطبيق “ذئاب منفردة” أخرى وهي تتصل بالمسمى (م. م) من الجزائر، ويتعلق الأمر بـ(م. ع)، الذي ألقي عليه القبض في مدينة مسعد، و(ج. ح)، القاطن بنقاوس في ولاية باتنة، ليتم من خلال الخبرة العلمية الكشف عن باقي المتهمين والقبض عليهم تباعا.
يذكر أن كل واحد من المتهمين الموقوفين، كان قد أنكر عند مثوله في سنة 2021 أمام محكمة الجنايات الابتدائية علاقته بالجماعة الإرهابية سالفة الذكر، وأيضا بواقعة تفجير مقر الأمن الولائي لتيارت، ليتم بعد المداولة النطق بإدانة المتهمين الرئيسيين بعقوبات تراوحت ما بين السجن المؤبد و15 سنة سجنا، فيما تمت تبرئة أربعة آخرين من جميع التهم المنسوبة إليهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس