مُصابون بـ”الخلعة” يُسارعون لشُرب دواء الضغط المزمن

7
مُصابون بـ”الخلعة” يُسارعون لشُرب دواء الضغط المزمن
مُصابون بـ”الخلعة” يُسارعون لشُرب دواء الضغط المزمن

أفريقيا برس – الجزائر. يُفضّلون شرب الدواء على القيام بحمية غذائية وعلاج نفسي، ما يجعلهم يدخلون في متاهة تناول الأدوية المزمنة، التي لها مضاعفات عديدة على صحتهم مستقبلا، إنهم فئة يعانون من ارتفاع الضغط الدّموي المؤقت، وغالبيتهم مصابون بنوبات هلع أو “خلعة”، ومعدل ضغطهم سيتحسن بمجرد تأقلمهم مع حالتهم المرضية النفسية، ولكن الغالبية يلجأ إلى الدّواء كأوّل الحلول العلاجية، وهذا ما يعتبره الأطباء إضرارا بالصحة.

يُعاني كثير من الجزائرييّن من مرض نوبات الهلع أو كما تسمى بالعامّية “الخلعة”، التي تحدث نتيجة تعرّض الشّخص لصدمة كبيرة، وغالبيتها متعلق بحالة وفاة شخص عزيز أو التعرض لموقف يهز المشاعر بقوة.

و”الخلعة” ظاهرة مرضية تتداخل فيها الكثير من الأعراض الجسدية والنفسية، ومنها اضطراب القولون العصبي، شدّ المعدة والإحساس بوجود كرة صلبة وسطها ونبض شديد فيها، زيادة نبضات القلب، الدّوخة وعدم التوازن عند المشي والوقوف، شدّ أو تيبّس العضلات، إحساس بنبضات القلب في نقاط عديدة بالجسد وضيق التنفس.

أما أعراض نوبة الهلع النفسية، فتشمل الوسواس القهري، الاكتئاب، البكاء دون سبب، الخوف الشديد من بعض الأماكن ومن التجمعات البشرية، الخوف من السفر، كوابيس النوم. وصولا إلى التفكير في الانتحار عند بعض الأشخاص ممّن تتأزم وضعيتهم، نتيجة تعرضهم لصدمة كبيرة، وعدم مُسارعتهم للعلاج النفسي والعصبي.

ومن أبرز أعراض نوبة الهلع، ارتفاع الضغط الدموي أو انخفاضه، وإن كان الانخفاض يمكن علاجه بتناول مقويات وفيتامينات وطعام مالح، ولكن ارتفاع الضغط هو الإشكال.

شباب في مُقتبل العمر يتناولون دواء الضّغط

ويُسارع العديد من المصابين بارتفاع الضغط الدموي المؤقت، إلى تناول الأدوية التي يطلبونها شخصيا من الطبيب، الذي يراقب وضعيتهم، ولا يجد تحسّنا لديهم بسبب وضعيتهم النفسية الصعبة والتي ترفع دوما مُعدّلات الضّغط الدموي لديهم.

بينما يؤكد مرضى مصابون بنوبات الهلع، أنّ بعض الأطباء يوجهونهم مباشرة لتناول أدوية الضغط المرتفع، حتى ولو كان الشخص صغيرا في السّن. ولهذا السبب بتنا نرى شبابا في مُقتبل العُمر يتناولون أدوية ارتفاع الضغط الدّموي المزمنة.

وفي هذا الصّدد، يؤكد الطبيب العام بمصلحة الاستعجالات بمستشفى قالمة، عبد الرحمان توايمية، أن كثيرا من المرضى الذين يقصدونهم في مصلحة الاستعجالات، يُعانون من ارتفاع ضغط دموي عصبي، وينصحهم الأطباء غالبا بالراحة الجسدية والنفسية، والابتعاد عن جميع مُثيرات القلق.

وقال: “في بعض الحالات يكون ارتفاع الضغط الدّموي، سببه المباشر اضطراب الهلع أو كما تسمى بالعامية “الخلعة”، وهذا الارتفاع يزول بزوال سببها، وبالتالي، لا يعد هذا العارض مرضا مزمنا بل حالة عابرة، ولا تستدعي تناول أدوية أو مُخفضات الضغط”.

وبحسبه، تُعتبر زيارة طبيب القلب آخر الحلول بالنسبة للمعانين من ارتفاع ضغط الدّم العصبي، إذ لابد عليهم أولا من علاج حالتهم النفسية، سواء بزيارة مختص في الأمراض النفسية والعصبية، وشرب مهدئات خفيفة إن استلزم الأمر.

وينصح الأطباء أيضا باللجوء إلى سلوكات جديدة، ومنها تغيير نمط الحياة عن طريق الابتعاد عن كل شيء يجلب الطاقة السلبية والحزن، ممارسة الرياضة والمشي في الأماكن المفتوحة مثل الغابات، السفر إلى أماكن جديدة، مخالطة أشخاص إيجابيين، تناول غذاء صحي. وقبلها الإيمان بالقضاء والقدر وكثرة قراءة القرآن وترديد الأذكار والصلاة في وقتها، ومع مواظبة المريض على هذه السلوكات، يعود ضغطه الدموي إلى معدله الطبيعي تدريجيا، دون الحاجة إلى دواء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here