أفريقيا برس – الجزائر. دعا مختصون في طب النساء والتوليد، إلى مزيد من المجهودات للوصول إلى سياسة كاملة وقوية تحمي الصحة الإنجابية والخصوبة عند المرأة في الجزائر، مؤكدين على ضرورة تشجيع مشروع بنك “تجميد البيوضات”، بسن قوانين تحمي هذه الخلايا الجنسية الأنثوية، وتضمن استرجاعها بعد تخصيبها، إلى رحم المتزوجة في مرحلة اليأس.
وقالت الدكتورة أمال بونباش، مختصة في أمراض النساء والتوليد والصحة الإنجابية، إن واقع “بنك تجميد البيوضات” في الجزائر، مؤسف، لأن الخطوات الأولى له اختصرت، بحسبها، على المريضات بالسرطان، وبشكل محتشم، في حين إن هناك مريضات ببطانة الرحم المهاجرة، اللواتي نسبة 40 بالمائة منهن مهددات بالعقم، بالإضافة إلى شريحة واسعة من الجزائريات معرضات لليأس المبكر، لأسباب وراثية، ولتغيرات في نمط الحياة.
وخلال يوم دراسي، حول “مرض بطانة الرحم المهاجرة، بفندق “أتلنتيك” ببوزريعة، تزامنا مع عيد المرأة، أوضحت بونباش، أن التلقيح الاصطناعي، يلقى إقبالا في الجزائر، لكنه يقتصر في الغالب، على العيادات الخاصة التي تستقطب أزواجا يرغبون في الإنجاب عن طريق تجميد الأجنة، غير أنه بحسبها، هناك الكثير من هذه التقنيات المكلفة ماليا، لا تحقق نجاحا في مرحلة يكون فيها مخزون المبايض بنسبة ضعيفة، أو بوجود مشاكل في رحم المرأة كالالتهابات الحادة، حيث ترى من الضروري، الخضوع لفحص دقيق.
وفي السياق، قال الدكتور فريد بن عيبوش، رئيس جمعية الأطباء الخواص لطب النساء والتوليد، إن 2 مليون ونصف مليون امرأة جزائرية تعانين مرض بطانة الرحم المهاجرة، والأرقام تبقى، بحسبه، بعيدة عن الواقع، لأن مثل هذه الأمراض يصعب تشخيصها عند الكثير الأطباء، وتتداخل في أعراضها مع قصور الغدة الدرقية، وآلام البطن، والقولون، وتكيس المبايض، وفقر الدم عند وقوع النزيف للعادة الشهرية، وقد تكون بطانة رحم داخلية، تعاني منها نساء بعد الإنجاب.
ودعا المختص إلى حملات توعوية وتحسيسية حول هذه الأمراض في المؤسسات والمجالات النسوية، لما تسببه بطانة الرحم من مشاكل عند الفتيات اللواتي تعاني من آلام العادة الشهرية، والتعب ومشاكل في الجماع عند المتزوجات.
ومن جانبها، كشفت رئيسة الجمعية الجزائرية لمكافحة بطانة الرحم المهاجرة، الدكتورة أسيا بلحسين، عن معاناتها مع هذا المرض، الذي يؤثر بحسبها، على الجانب الصحي والاجتماعي والاقتصادي، حيث لم تعرف أنها مصابة به في سن 33 سنة، وبعد 4 سنوات من زواجها، لدى رحلة علاج تأخر الحمل.
وتأسفت لجهل الكثير من المصابات ببطانة الرحم المهاجرة، بهذا المرض، الأمر الذي يكبدهن تكاليف باهظة بسبب عدة تشخيصات طبية وعلاجات لأمراض وهمية قد يصفها الطبيب بالخطأ وتنتهي في الأخير باستئصال الرحم كمرحلة متطورة للمرض الذي يوصف بـ”السرطان غير القاتل”.
وقالت إن اليوم التحسيسي المتزامن مع عيد المرأة فرصة للتعريف بهذا المرض المجهول عند اللواتي يعانين منه، حيث يضطر أطباء لوصف حبوب الحمل لمراهقات تتراوح أعمارهن بين 15 سنة و19 سنة، لتقليل حدة الآلام الحادة التي تؤثر على مشوارهن الدراسي أو العملي.
للإشارة، فإن مرض بطانة الرحم المهاجرة، يتميز بنمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارجه، ويؤدي إلى الالتهاب وتكوين نسيج ندبي داخل الحوض، وبشكل نادر في أجزاء أخرى من الجسم، وخاصة في منطقة الحوض، ومن هذه الأعضاء المبيضين، وقناة فالوب، والمثانة والأمعاء، والمستقيم والمهبل.
ويمكن أن تتسبب بطانة الرحم المهاجرة في آلام وتجعل الحمل أكثر صعوبة، كما يمكن أن يظهر المرض منذ بداية أول دورة شهرية للمريضة المصابة به ويدوم حتى انقطاع الطمث.
ولا توجد طريقة معروفة للوقاية منه، ولا يتوفر دواء لعلاجه غير أن أعراضه يمكن مواجهتها بالأدوية وبنظام غذائي صحي أو عن طريق العمليات الجراحية واستئصال الرحم عند من كان لها فرصة الإنجاب وتضطر للتخلص من الألم نهائيا.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس