أفريقيا برس – الجزائر. أكد مصطفى ياحي الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، السبت من بسكرة، أن حزبه سيعمل على متابعة الحكومة الفرنسية أمام الهيئات القضائية الدولية على جرائمها المرتكبة في إفريقيا، وذلك بالتعاون مع كل القوى السياسية والحقوقية في الدول الإفريقية التي كانت ضحية للاستعمار الفرنسي، من أجل توحيد الجهود، وخاصة بعد اعتماد الاتحاد الإفريقي في قمته الأخيرة قرارا يصنف الاستعمار كجريمة حرب ضد الإنسانية، وجريمة إبادة جماعية ارتكبت في حق الشعوب الإفريقية.
وتطرق ياحي خلال تجمع شعبي، بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس الحزب، التي تتزامن مع ذكرى تأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، إلى استفزازات الحكومة الفرنسية الخاضعة للوبيات يمينية متطرفة، تعمل على تسميم العلاقات الثنائية بين الدولة الجزائرية ونظيرتها الفرنسية، وتأزيم الوضع في المنطقة المغاربية واستهداف الأمن القومي، مطالبا بهذا الصدد الحكومة بوضع استراتيجية لمواجهة الحرب الإعلامية العدائية التي تستهدف الجزائر من عدة مخابر وغرف مظلمة، تحتضنها وتمولها عدة أنظمة وكيانات معادية، على حد تعبيره.
كما جدد ياحي عزم “الارندي” على العمل مع كل القوى الحية لمطالبة فرنسا بالاستجابة للمطالب الجزائرية المتعلقة بملف الذاكرة، بدء من اعترافها بجرائمها المرتبكة على مدار قرن وثلاثين سنة في حق الشعب الجزائري، وتعويض ضحايا تلك الجرائم الوحشية بما فيها التفجيرات النووية، واسترجاع رفاة المقاومين و الأرشيف والمنهوبات، وهي أفعال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي، على حد وصفه.
وثمن ياحي بالمناسبة المواقف القوية والمشرفة للدبلوماسية الجزائرية تحت قيادة وتوجيه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والانجازات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية في إسماع صوت الجزائر، ومواقفها المدافعة عن القضايا العادلة في العالم، لاسيما القضيتين الفلسطينية والصحراوية، والدفاع عن مصالح شعوب الدول العربية والإفريقية أمام الأطماع الاستعمارية القديمة والجديدة.
وعاد ياحي؛ خلال كلمته، إلى إرهاصات تأسيس الحزب، مستذك كل أبناء التجمع الوطني الديمقراطي “الذين فارقونا من مؤسسين، إطارات ومناضلين، وفي مقدمتهم شهداء الواجب الوطني الذين صمدوا في وجه الإرهاب الأعمى، وضحوا بأرواحهم ليظل هذا الوطن المفدى موحدا، سيدا، شامخا في وجه الإرهاب، وماض نحو مستقبل مشرق يسوده الرقي والازدهار”.
وقال المتحدث إن تأسيس الحزب لم يكن رقما مضافا في الساحة السياسية، إنما جاء لتقوية الرواق الوطني الجمهوري في تلك الفترة الحالكة من تاريخ الجزائر، وليكون فضاء لكل الوطنيين المقتنعين بوحدة المصير وإنقاذ الجزائر من مخالب التطرف و الإرهاب، من المجاهدين الأخيار، من أبناء الشهداء الأبرار، من أبناء المجاهدين، من النساء، من الفلاحين، من الشباب، من العمال، من الصحفيين وغيرهم من الوطنيين المخلصين، وعلى رأسهم الشهيد عبد الحق بن حمودة ضحية الإرهاب الهمجي، وفق تعبير ياحي.
من جهة أخرى، سجل الحزب، على لسان أمينه العام، ارتياحه لمجهودات الحكومة في ضمان وفرة المواد واسعة الاستهلاك في الأسواق الوطنية، على مقربة من حلول شهر رمضان، ودعاها إلى العمل على استقرار الأسعار.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس