ماذا يقول “علم السياسة” عن اليد المغربية الممدودة للجزائر؟

1
ماذا يقول “علم السياسة” عن اليد المغربية الممدودة للجزائر؟
ماذا يقول “علم السياسة” عن اليد المغربية الممدودة للجزائر؟

أفريقيا برس – الجزائر. يستند الكثير من المغربيّين البسطاء إلى عبارة “اليد الممدودة” التي دأب ملكهم على تكرارها في خطاباته الموجهة إليهم، للتأكيد على أن نظامهم يريد فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر، وأن الأخيرة هي التي ترفض ذلك.

يمكن تفهم هذا الموقف السطحي من المواطنين غير المدركين للأبعاد السياسية الحقيقية، ولكن الغريب والعجيب أن بعض النخب الأكاديمية المغربية في العلوم السياسية انطلقت من العبارة نفسها لنسج تحليلات حولها بوصفها منظورًا استراتيجيًّا نابعًا من إدراك الأبعاد التاريخية والجغرافية والديمغرافية لبناء التكامل المغاربي وغيرها من الأهداف. فهل حقا هذه الأهداف المعلنة هي أهداف حقيقية للسياسة الخارجية المغربية كما تزعم هذه النخب؟

بالعودة إلى أدبيات تحليل السياسة الخارجية في علم السياسة، يشير الدكتور محمد سيد سليم، رحمه الله، في كتابه “تحليل السياسة الخارجية”، إلى أن دارسي السياسة الخارجية توافقوا على تحديد ما هي أهداف السياسة الخارجية؟ من خلال رصد الأهداف المعلنة لصانعي السياسة الخارجية في الوحدة الدولية عبر فترة زمنية طويلة، واستخلاص الأهداف التي تمت تعبئة موارد السياسة الخارجية لتحقيقها، على أنها تمثل الأهداف الحقيقية لتلك الدولة.

فإذا عبّر صانع السياسة الخارجية عن هدف معلن، بينما لم يخصص أيًّا من موارد وحدته لتحويل هذا الهدف من مجال التعبير اللفظي إلى التطبيق الفعلي، فإنه من الصعب إدخال هذا الهدف ضمن الأهداف الحقيقية للوحدة.

السؤال الذي يطرح انطلاقا من هذا التأسيس العلمي المنهجي، ما هي الموارد التي خصصتها المغرب لتجسيد سياسة اليد الممدودة على أرض الواقع؟

تجيب النخب الأكاديمية المغربية نفسها عن هذا السؤال حين تعرض الإنجازات التي حققتها ديبلوماسية بلادهم، حيث تتمحور جل محصلتها بشكل أساسي على مكاسب في تصورهم ضد الجزائر في مختلف المجالات. هذه الإجابة تعني بمفهوم المخالفة، ومن منظور علمي دقيق، أن الأهداف الحقيقية التي يعمل المغرب على تحقيقها ويخصص لها موارده تدور جلها ضد الجزائر.

مما يعني أن الجار الغربي لا يتوقف عند التصريح برغبته في تحسن العلاقات دون أن يعمل على ترجمتها في ممارسات عملية بل الأسوأ من ذلك أنه يخصص جل موارده لهدف حقيقي معاكس تماما وهو مناكفة الجزائر والسعي لإضعافها وضرب مصالحها ومواجهتها، وهذا في تناقض مطلق مع خطاب اليد الممدودة.

هذه المفارقات التي تناقض فيها النخب الأكاديمية المغربية بديهيات التحليل السياسي العلمي، تعبّر عن حالة الفصام وتهافت الخطاب السياسي الرسمي الذي ينطلي على الكثير من البسطاء المغربيّين، وغيرهم ممن وقع في فخ البروباغندا التي تروجها نخب أكاديمية باسم العلم.

المصدر: الشروق

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here