أفريقيا برس – الجزائر. أضحت الجزائر شريكا لا مناص منه، وفاعلا مـحوريا إقليميا ودوليا. بفضل سياستها الحكيمة، وسعيها المستمرّ من أجل استتباب الأمن والسلم في العالم، وتعزيز التنمية المستدامة، وفق مبادئ ثابتة”.
جاء هذا في افتتاحية مجلة الجيش، في عددها الأخير الخاص بشهر أوت 2025، التي تطرقت، تحت عنوان “إجلال وإكبار”، إلى إحياء الذكرى الرابعة لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي.
حيث اعتبرت الافتتاحية أن “اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، الذي أقره رئيس الجمهورية قبل 3 سنوات، يُرصِّع سجل الأيام والمناسبات الوطنية، تجسيدا لمعاني الوفاء والتقدير لـ:
– تضحيات الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال حتى اليوم،
– وإسهامه الفعال والمتميز، إلى جانب مـختلف المؤسسات الأخرى، في دعم ركائز الدولة الجزائرية المستقلة والسيدة”.
فهذا اليوم “هو تكريم من الجزائر لجيشها الوطني الشعبي، واحتفاء للجزائريين بأبنائهم المنخرطين في صفوفه. فهو جيش متلاحم مع الشعب، يزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة”.
وفي الشأن الدولي، نوّهت الافتتاحية “بسياسة الجزائر الحكيمة، التي ترتكز على احترام الشرعية الدولية، ومساندة القضايا العادلة. وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية”.
“أما بخصوص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فبلادنا تشهد انتعاشا كبيرا، وذلك بشهادة عديد المؤسسات والهيئات المالية الدولية والإقليمية”، تضيف الافتتاحية.
النص الكامل لافتتاحية مجلة الجيش:
نحيي هذا الشهر الذكرى الرابعة لليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي، الذي أقره رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد المجيد تبون قبل ثلاث سنوات، تخليدا لتحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي يوم 4 أوت 1962، ليُرصِّع سجل الأيام والمناسبات الوطنية المجيدة والخالدة، تجسيدا لأسمى معاني الوفاء والتقدير لتضحيات الجيش الوطني الشعبي منذ الاستقلال حتى اليوم، وإسهامه الفعال والمتميز، إلى جانب مـختلف المؤسسات الأخرى، في دعم ركائز الدولة الجزائرية المستقلة والسيدة.
إن هذا اليوم الذي يعد مناسبة لشحذ الهمم وتقوية العزائم لمواصلة مسار تعزيز قدرات منظومة دفاعنا الوطني وجاهزيتها العملياتية، الذي قطعت قواتنا المسلحة على دربه أشواطا كبرى بكل حزم وإصرار، هو تكريم من الجزائر لجيشها الوطني الشعبي واحتفاء للجزائريين بأبنائهم المنخرطين في صفوفه، فهو “جيش متلاحم مع الشعب، يزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة، ويزداد تمرسا واقتدارا لما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المنتسبين إليه من وطنية والتزام”، مثلما أكده السيد رئيس الجمهورية.
ولا شك أن ما تم بلوغه من تطور واحترافية لم يكن مـحض صدفة، بل مـحصلة لرؤية متبصرة تستند على مقاربة شاملة ومتكاملة ومترابطة الحلقات في مـختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بالتدريب والتحضير القتالي أو بالتكوين، أو بتطوير المنشآت والتجهيز بأحدث المعدات والأسلحة، أو بتواجد وانتشار وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر كل ربوع الوطن. رؤية تعكس صوابيتها النتائج النوعية المحققة، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها وتأمين حدودنا الوطنية المديدة، وهي مهام جليلة يؤديها أبناء الجيش الوطني الشعبي بكل إخلاص والتزام واقتدار، بما يضمن حفظ أمن الجزائر واستقرارها والذود عن سيادتها واستقلالها، صونا لأمانة أسلافنا الميامين، وهو ما أبرزه السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني في تهانيه بالمناسبة قائلا: “إنكم يا أبناء الجيش الوطني الشعبي، تحقيقا لهذه الغايات النبيلة والسامية، المستلهمة من إرث آبائكم وأجدادكم الميامين، مطالبون بمواصلة العمل، بكل عزيمة وإصرار، لجعل قواتنا المسلحة مظلّة الأمن والأمان، التي تحتمي بها الجزائر في كافة الأوقات والظروف، وتقيها من كافة المخاطر، التي تتربص بها وتحيط بها من كل جانب. هذه التهديدات، التي أصبحت سمة بارزة من سمات هذا الزمن المتغير وغير المأمون بل والغادر، تستدعي مواجهة تداعياتها بالنجاعة والفعالية اللازمتين”.
إن ما يؤديه الجيش الوطني الشعبي هو واجب مقدس تمليه عليه المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه في حماية الوطن والدفاع عن حدودنا ووحدتنا الترابية والشعبية، تعزيزا لاستقرار بلادنا وسكينة شعبها، الذي يخوض مسار بناء الجزائر الجديدة المنتصرة والقوية، المتمسكة بمرجعيتها الوطنية، العصية على أعدائها المتربصين، والتي تشق طريقها بكل ثبات وعزيمة نحو آفاق واعدة، إذ تشهد بلادنا تحولات بارزة وديناميكية حثيثة على كافة المستويات، حيث عادت من جديد لتتبوأ مكانتها المستحقة، بحضورها القوي والفاعل في مـختلف المحافل والهيئات الإقليمية والدولية، على غرار عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وعضويتها في مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الذي تولت رئاسته هذا الشهر، إلى جانب ظفرها بنيابة رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي ونيابة رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، فضلا عن الزخم الذي تشهده علاقاتها الثنائية مع مـختلف دول العالم، وهو ما يؤكد أن الجزائر أضحت شريكا لا مناص منه وفاعلا مـحوريا إقليميا ودوليا، بفضل سياستها الحكيمة وسعيها المستمر من أجل استتباب الأمن والسلم في العالم وتعزيز التنمية المستدامة، وفق مبادئ ثابتة، ترتكز على احترام الشرعية الدولية ومساندة القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية. أما بخصوص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فتشهد بلادنا انتعاشا كبيرا، وذلك بشهادة عديد المؤسسات والهيئات المالية الدولية والإقليمية.
والأكيد أن ما تحقق ليس بالأمر الهين، بفضل الجهود الكبرى المبذولة على مـختلف المستويات، إلا أن الطريق مازال طويلا وشاقا، في خضم تحولات ومتغيرات متسارعة في بيئة إقليمية ودولية متوترة وغير مستقرة، وهو ما يستدعي الإحاطة بمقتضيات ما يتطلبه رفع التحديات الراهنة وما قد يفرزه المستقبل من مستجدات ورهانات، في ظل وحدة وطنية صلبة وجبهة داخلية قوية ومنسجمة، وملتفة حول المصلحة العليا للوطن، حتى نكون جميعا في مستوى ثقة من ضحوا في سبيل هذا الوطن بأعز ما يملكون، وتطلعات وآمال أجيال المستقبل.
ونحن نحيي هذا اليوم الأغر، نتوجه بتحية إجلال وإكبار لكل أبناء الجيش الوطني الشعبي المرابطين على الثغور، الساهرين على صون أمن الجزائر واستقرارها، متسلحين وهم ماضون في هذا النهج النبيل بتصميم قوي وإرادة فولاذية، حاملين في أعناقهم أمانة شهدائنا الأبرار وشهداء الواجب الوطني، الذين صنعوا تاريخنا الحافل بالتضحيات والبطولات، متحَدّين كل الصعاب مهما عظمت، يدفعهم في ذلك التماسك والانسجام والتلاحم بين الجزائريين وجيشهم، تلاحم سيبقى إلى الأبد شوكة في حلق أعداء الجزائر وصمام أمنها واستقرارها وقاطرة رُقيِّها ونَمائها وانتصاراتها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس