الدراجات النارية قنابل قاتلة بمحيط المؤسسات التربوية

0
الدراجات النارية قنابل قاتلة بمحيط المؤسسات التربوية
الدراجات النارية قنابل قاتلة بمحيط المؤسسات التربوية

أفريقيا برس – الجزائر. يشهد الدخول المدرسي كل سنة، عودة الحركة والحيوية إلى الشوارع والأزقة القريبة من المؤسسات التعليمية، حيث يغدو التلاميذ نحو مدارسهم في أجواء يغلب عليها الحماس والأمل، غير أنه وسط هذه الديناميكية الإيجابية، تبرز مخاطر الدراجات النارية كعامل مقلق يهدد أمن وسلامة الأشخاص والتلاميذ، خاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، ويأتي هذا في ظل تزايد مستعملي هذه الدرجات النارية، والتي أضحت عند بعض المنحرفين، وسيلة للاعتداء والسرقة.

وتعرف العديد من المناطق الجزائرية، خاصة الحضرية منها، استفحال ظاهرة استعمال الدراجات النارية بطريقة عشوائية وغير قانونية، فبعض السائقين، خصوصا الشباب، يقودون بسرعات مفرطة من دون احترام لقواعد السير، مما يعرض التلاميذ، وخاصة الصغار منهم، لحوادث خطيرة قد تؤدي إلى إصابات بليغة أو حتى وفيات.

وقد ارتفعت حصيلة الوفيات جراء حوادث الدرجات النارية في الآونة الأخيرة، فيما تعرف الاعتداءات والسرقات باستعمال هذه الوسيلة، هي الأخرى زيادة ملحوظة، وذلك حسب القضايا التي تعلن عنها مصالح الأمن.

وما يزيد من خطورة الوضع هو أن كثيرا من سائقي الدراجات النارية لا يمتلكون رخص السياقة، ولا يضعون الخوذة الواقية، كما يتعمد البعض القيادة بين السيارات أو فوق الأرصفة، غير آبهين بالمارة أو بالأطفال المتوجهين إلى مدارسهم، خاصة أن العديد من المؤسسات التعليمية، تتمركز على جهات طرق تعرف ازدحاما مروريا في أوقات الدخول والخروج، مما يجعلها نقاطا سوداء للحوادث، وقد تم تسجيل حالات دهس أمام أبواب المدارس، أغلبها تسبب فيها سائقو دراجات نارية متهورون.

وفي سياق الموضوع، قال مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، إن مشكل الدرجات النارية ليس مرتبطا فقط بالدخول الاجتماعي، فهناك تجاوزات خطيرة تتمثل في عدم الاحترام لقانون المرور والمشاة وسائقي السيارة، مضيفا “لقد رأينا تجاوزات يندى لها الجبين.. تعطيل للسير وبعض المناورات الخطيرة.. إزعاج سائقي السيارات من خلال مطالبتهم بالابتعاد في وقت الازدحام حتى يتمكن أصحاب الدرجات النارية من المرور”.

وأكد زبدي، عشوائية قيادة السيارات عند بعض مستعمليها، تثير المخاوف خلال الزحمة، وأمام المؤسسات التربوية، فهناك حسبه، سلوكيات مقززة، أدت إلى مشادة بينهم وبين المشاة وبين سائقي المركبات، وجرائم اعتداء، موضحا أن بعض مستعملي الدرجات النارية وصل بهم الأمر لضرب أو ركل السيارة التي تعطلهم لكي يبتعد بها سائقها، ويفسح لهم الطريق.

وأشار زبدي، إلى أن الدراجات النارية معمول بها في شتى بقاع العالم، لكن للأسف، حسبه، هناك أشخاص واغلبهم شباب، حولوا هذه الوسيلة إلى أداة للسرقة والاعتداءات، خاصة أمام المؤسسات التربوية، أين يسوقون بهمجية، تهدد سلامة التلاميذ والأساتذة، فلا يمكن ملاحقتهم، لأنهم يختفون بسرعة ويجتازون زحمة المرور، او مسالك ضيقة لا تدخلها السيارات.

ومن جانبه، أكد الدكتور موسى بودهان، أستاذ جامعي وبرلماني سابق، أن هناك غيابا للوعي وعدم احترام القانون من طرف بعض مستعملي الدراجات النارية، واغلبهم شباب، حيث يتطلب الأمر تضافر الجهود من أجل حماية التلاميذ، من خلال تعزيز التوعية المرورية داخل المدارس وخارجها، ومراقبة صارمة لسائقي الدراجات النارية من طرف السلطات المختصة، علاوة إلى تهيئة محيط المؤسسات التعليمية بممرات راجلة واضحة وتشوير مروري مناسب، أي مجموعة من العلامات والإشارات الموجودة في الطريق لتنظيم حركة السير وضمان سلامة مستخدمي الطريق.

ودعا المحامي، بودهان، إلى دعم ثقافة احترام الطريق لدى التلاميذ والسائقين على حد سواء، قائلا هناك ثغرات في قانون المرور ينبغي استدراكها، وإعادة النظر في تعديلها حسب متطلبات الواقع الاجتماعي الجزائري.

ويرى أن الردع واجب، ولكن ينبغي أن تتكاتف الجهود بين جميع الجهات المختصة والمجتمع المدني لنشر الوعي، وتنظيم حملات تحسيسية، خاصة مع الدخول الاجتماعي، مطالبا بتكثيف تنصيب الكاميرات على الطرق السريعة وأمام المؤسسات التربوية، لرصد التهور الذي يقوم به أصحاب الدراجات النارية، وعمليات السرقة والاعتداءات.

وقال الدكتور موسى بودهان، إن السلامة المرورية، وتوفير الأمن في محيط المدارس، مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد وتنتهي عند المجتمع، فمع بداية كل سنة دراسية جديدة، يجب أن نكون، حسبه، جميعا في مستوى المسؤولية لحماية فلذات أكبادنا من حوادث قد تغير مجرى حياتهم للأبد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here