أفريقيا برس – الجزائر. شهدت عمليّة التلقيح ضدّ شلل الأطفال خلال اليومين الأوّلين من انطلاق الحملة، إقبالا معتبرا على مختلف مراكز الصحة الجوارية عبر الوطن، لدرجة أن الطّواقم الطبية تفاجأت بمسارعة العائلات لتلقيح وإعادة تلقيح أطفالها، خوفا من عودة بعض الأمراض المُعدية، واستجابة لنداء وزارة الصحة.
استحسن الأولياء إطلاق وزارة الصحة، حملة التلقيح ضد شلل الأطفال “البوليو” والتي ستكون عبر ثلاث مراحل، بحيث سارعت العائلات مع أطفالها لتلقي جرعة التلقيح “الفموية” في مراحلها الأولى.
“الشروق” رافقت العائلات داخل قاعة العلاج “محمد أمالي” التابعة للمؤسسة العمومية للصّحة الجوارية القبة بالعناصر، أين استقبلنا منسق قاعة العلاج رابح آيت سوقر، وحقيقة تفاجأنا بالإقبال الكبير في اليومين الأوّل والثاني للحملة.
ففي اليوم الأول لانطلاق الحملة بتاريخ 30 نوفمبر والمتواصلة إلى غاية 6 ديسمبر الجاري، بدأ توافد العائلات منذ فتح قاعة تلقي اللقاح التابعة لمصلحة حماية الأمومة والطفولة، منذ الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الرابعة مساء، وهنالك استقبلت الطبيبة والممرضات الآباء والأمّهات المرفقين بأطفالهم بين سن الشّهرين إلى غاية 5 سنوات.
وكعادة الأطفال “المُتخوفين” دوما من دخول المؤسسات الطبية، وخاصة البالغون بين 3 إلى 5 سنوات، والذين يهابون الحقن عادة، وهو ما لاحظناه على وجوه كثير منهم، حيث اضطر أولياؤهم “إلى جرّهم جرا” وآخرون لم يتوقفوا عن البكاء، لدرجة وجدت الممرضة سعاد بن مهوب، بعض الصعوبات في إقناع الأطفال خاصة الصغار بفتح أفواههم لتلقي القُطرتيْن.
107 ملقح خلال ساعتين فقط…
ولحسن حظ هؤلاء، أن تلقيح شلل الأطفال في المرحلتين الأوليين يؤخذ فمويا عن طريق تقطير قطرتين في الفم، وهو ما يبدو أنه أسعد الأطفال، ما عدا في المرحلة الثالثة أي يكون اللقاح محقونا.
وبعد الانتهاء من التلقيح يُلوّن أحد أصابع الطفل بحبر أزرق، وهدفه التأكيد بأن هذا الطفل ملقح ولا حاجة له للتلقيح عندما تقصد حملات التلقيح مختلف دور الحضانة. وهذا الحبر يدوم غالبا أسبوعا أي يستمر إلى غاية اقتراب حملة التلقيح الثانية.
وفي الموضوع، أكدت الطبيبة العامّة، ليليا موزاوي، أن حضور الأولياء لحملة التلقيح في يومها الأول بقاعة العلاج محمد أمالي، كان ” مُعتبرا” أين شهدنا حرصا كبيرا منهم على تلقيح أطفالهم في الوقت المُحدّد.
وكشفت بأنّ عدد المُلقحين في صبيحة اليوم الأول بلغ 144 طفلا، بينما وصل في اليوم الثاني ومن الساعة 8 إلى 10 صباحا فقط، حوالي 107 طفلا، وهو دليل حسبها ” على وجود وعي صحي لدى العائلات بأهمية تطعيم الأطفال، حماية لهم من الأمراض الفيروسية”.
وناشدت الطّبيبة العائلات، بضرورة ضمان تلقي أطفالهم لكامل الجرعات الضرورية، وترى محدثتنا، بأن تسجيل رقم مثل 330 و400 طفل ملقح عبر بعض مراكز الصحة الجوارية عبر الوطن في اليوم الأول للحملة فقط، هو “مؤشر إيجابي، على أن الحملة ستكون ناجحة بإذن الله”.
ويُشار، أن الحملة الوطنية “معا متحدون ضد شلل الأطفال”، ستكون عبر ثلاثة مراحل، الدورة الأولى من 30 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2025، الدورة الثانية من 21 إلى 27 ديسمبر 2025، وتكون الدورتان بلقاح فموي، أما الدّورة الثالثة والتي تبدأ من 25 إلى 31 جانفي 2026 فتكون بلقاح محقون.
المصدر: الشروق
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





