فيلم “الأمير عبد القادر”.. بين الإرادة السياسية وأنانية السينمائيين

فيلم
فيلم "الأمير عبد القادر".. بين الإرادة السياسية وأنانية السينمائيين

أفريقيا برس – الجزائر. يحظى الفيلم السينمائي المقرر إنتاجه حول مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، بعناية خاصة من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث ترأس أخيرا اجتماعا خصّص لمشروع الأمير، طالب من خلاله ببعث قطاع الصناعة السينماتوغرافية في الجزائر.

ويراوح المشروع مكانه منذ أكثر من عشرين سنة، رغم وجود نية حقيقية من قبل السلطات الجزائرية لإنجاز الفيلم، وتخصيص ميزانية كبيرة له، إلا أنه لم ير النور سواء من ناحية كتابة السيناريو أو اختيار المخرج، أو حتى الجهة المنتجة.

ومباشرة بعد انتخاب الرئيس تبون رئيسا للبلاد قرر سنة 2021، إنشاء مؤسسة الجزائري وإعطائها مهام حصرية تتعلق بإنتاج الفيلم وهي مخصصة للإشراف عليه وهي سابقة في تاريخ الجزائر، المؤسسة يسيرها حاليا الناقد السينمائي سليم أغار، ومهمتها الأساسية إنتاج الفيلم وتوزيعه وترويجه، أسست في 2021، وبدأت تشتغل بعدها وفقا لمراحل محددة منها اختيار السيناريست، والشروع في دراسة مشروع مع مخرجين دوليين، مع ممثلين من وزارة المجاهدين وروائيين وكتاب.

وكتبت أربعة سيناريوهات في تاريخ الجزائر حول شخصية الأمير عبد القادر، أول سيناريو كان بطلب من الرئيس الجزائري الأسبق الراحل هواري بومدين سنة 1978، لكنه لم ير النور، ثم في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد كتبه الكاتب بوعلام بسايح في الثمانينات، لكن الجزائر مرت بأزمة اقتصادية لم تسمح بإنجازه، مع مطلع التسعينات عاشت البلاد العشرية السوداء التي أثرت على الصناعة السينمائية، وصولا إلى عهد وزيرة الثقافة خليدة تومي التي بعثت المشروع، حيث كتب السيناريو وقتها السيناريست زهير خنشلاوي مع كاتب أمريكي لم يكتمل الفيلم وواجه عدة مشاكل، وصولا إلى عهد الرئيس عبد المجيد تبون الذي أعلن عن تشجيعه السينما وأعلن عن تجسيد الفيلم وقرر إنشاء مؤسسة خاصة بالفيلم، سواء من ناحية الكتابة، الإخراج، والإنتاج والتسويق.

المستشار بوزارة الثقافة عبد القادر جمعة: نسعى لإنجاز فيلم بمقاييس عالمية

قال المستشار بوزارة الثقافة الجزائرية عبد القادر جمعة: “لا شك أن التأخير الذي عرفه مشروع فيلم الأمير عبد القادر هو تأخير غير طبيعي، حيث أنه البدايات الأولى لفكرة الفيلم تعود إلى حوالي عشرين سنة، وأعتقد أنه ليس من المجدي الخوض في الأسباب، والأجدى الحديث عن هذه الانطلاقة الجديدة للمشروع الكبير”.

مضيفا أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، منذ 2021، أعلن عزمه على رعاية الفيلم، وصرح أن سبب تأخر الفيلم تنافس السينمائيون وأنانيتهم، وهي صفة كل المبدعين مع رغبتهم أن يكون لكل واحد شرف المشاركة في إنجازه، وهذا التنافس تسبب في تأخير الفيلم لفترة أطول.

واعتبر جمعة أن الخطوة الأساسية اتخذت، لأن مشروع أي فيلم سينمائي يبدأ بمؤسسة إنتاج تقرر تبني الفكرة لتحويلها إلى فيلم، وهذا تحقق من خلال مؤسسة الجزائري، التي هدفها الوحيد إنتاج وتوزيع فيلم عن الأمير عبد القادر والكرة في ملعبها الآن، لأن السلطة السياسية اتخذت ما هو ضروري من التمويل الذي تم توفيره للمؤسسة، على أن يتحقق هذا المشروع إذا قامت المؤسسة بالقيام بعملها علما أن كل الإمكانيات متوفرة لإنجاحه.

وأضاف المتحدث أن المشروع هدفه الأساسي التعريف على المستوى العالمي بالتاريخ الجزائري وتاريخ المقاومة الجزائرية، وهي الفترة التاريخية التي تعتبر أقل بروزا من ثورة التحرير من خلال الشخصية الاستثنائية للأمير عبد القادر المتعددة الأبعاد من السياسية إلى الصوفية و الأدبية و الشخصية العسكرية.

ومن ناحية كتابة السيناريو، قال جمعة: “هناك لجنة من المؤرخين قامت بجمع المادة وتقديمها لمن سيكتبون السيناريو، وهم من الكتاب المحترفين، اللجنة سابقا مهامها جمع المادة وتحديد الأحداث التاريخية التي يتم إبرازها، ليس من مهامها كتابتها، السيناريو سيكتبه أشخاص مختصون، نظر لنقاط الخلاف والتضارب بين الباحثين والمختصين، لكن أظن في شخصية الأمير عبد القادر الكثير من نقاط الإشعاع التي تغطي على نقاط الاختلاف”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here