أفريقيا برس – الجزائر. برز مطلب ملح للجالية الجزائرية في ايطاليا وخصوصا العائلات المقيمة بهذا البلد الأوروبي، يتعلق بإطلاق الخط البحري المباشر لنقل المسافرين بين البلدين، الذي دفع غيابه المئات منهم سنويا للتوجه نحو موانئ فرنسا أو عبر الوجهة التونسية، مع ما يمثله ذلك من إرهاق وتعب ومصاريف إضافية تثقل كاهلهم.
شكل تواجد “الشروق” بمدينة “تشيتا دي كاستيلو” بمقاطعة بيروجيا بإقليم أومبريا بوسط ايطاليا، الفرصة للعديد من أبناء الجالية المقيمة بهذه المنطقة وخصوصا من العائلات، والذين كان جلهم مرفقا بأبنائه، لمناشدة السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ووزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، سعيد سعيود، للفصل في ملف الخط البحري المباشر لنقل المسافرين بين الجزائر وايطاليا، مشيرين إلى أن غيابه يدفع الكثيرين لقضاء العطلة الصيفية خصوصا في ايطاليا وعدم العودة إلى أرض الوطن بالنظر لما يكابدونه من عناء التنقل إلى ميناءي مرسيليا وسات بفرنسا أو القدوم عبر الوجهة التونسية المتعبة جدا حسبهم.
وخلال حديثنا مع أبناء الجالية وجلهم مقيم مع عائلته بهذه المدنة، خلال لقاء جرى بالمركز الثقافي الجزائري في تشيتا دي كاستيلو، وهو الأول من نوعه في ايطاليا، لمسنا أملا كبيرا لديهم في أن تستجيب السلطات العليا للبلاد لهذا المطلب، خصوصا بالنظر للخطوات والمبادرات غير المسبوقة لصالح الجالية، التي دأب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على اتخاذها منذ سنوات، وأيضا بالنظر للعلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المتميزة بين الجزائر وروما في السنوات الأخيرة، التي تسهل حسبهم إتمام إجراءات فتح الخط.
وحسب أبناء الجالية بمدينة تشيتا دي كاستيلو وأيضا في بيروجيا، عاصمة الإقليم وسان سيبولكرو وغيرها، فإن العودة مع الأبناء إلى أرض الوطن كل صيف على الأقل، يعزز الشعور بالانتماء للوطن لدى الجيل الجديد من الجزائريين الذين ولد معظمهم في إيطاليا ويدرسون بمدارسها ويتكلمون لغتها، لذلك صار من الضروري حسبهم ربطهم بوطنهم مرة على الأقل كل سنة.
في هذا السياق صرح عبد القادر مكري، وهو رئيس مركز الرحمة الثقافي الذي يضم مسجدا ومدرسة للغات وأخرى قرآنية بمدينة فابريانو بمقاطعة أنكونا بإقليم لي ماركي بوسط ايطاليا أيضا، وتنقل إلى تشيتا دي كاستيلو في إطار لقاء لأبناء الجالية الجزائرية بالمركز الثقافي الجزائري، بأن مسالة الباخرة والخط المباشر بين الجزائر وإيطاليا مهمة جدا لتسهيل التنقل وخصوصا عودة العائلات والأبناء إلى أرض الوطن في فترة العطل الصيفية.
وناشد مكري الذي ينحدر من مدينة مليانة بولاية عين الدفلى، السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها وزير الداخلية والنقل سعيد سعيود إطلاق هذا الخط تحسبا للعطلة المقبلة، مشيرا إلى أن الخط من الأحسن أن يكون من ميناء تشيفيتافيكيا قرب روما، لأنه يقع وسط ايطاليا وبالتالي سيكون قريبا إلى كل مناطق البلاد، سواء في الجنوب وجزيرة صقلية أو الوسط أو الشمال، وحتى بالنسبة للقادمين من دول أوروبا الشرقية والوسطى. وأشار مكري في هذا الصدد إلى أن إطلاق خط من جينوفا سيكون بعيدا جدا عن الجزائريين بجنوب إيطاليا وصقلية مثلا ما سيزيد من عناء السفر.
بدوره ذكر جمال بوالنار وهو جزائري مقيم في تشيتا دي كاستيلو ينحدر من مدينة جيجل، بأن الجالية بإيطاليا تنتظر بفارغ الصبر إطلاق خط بحري مباشر يربطها بوطنها الأم، مشيرا إلى أنه سيكون من الأفضل لو يتم تسيير الرحلات انطلاقا من ميناء تشيفيتافيكيا، ما يسهل السفر والعودة إلى أرض الوطن على أفراد الجالية وخصوصا العائلات خلال الفترة الصيفية.
في هذا الصدد عبر بوالنار عن أمله وأمل الكثيرين أن تقوم الشركة الوطنية للنقل البحري بإطلاق هذا الخط، ليضاف إلى ذلك الذي أعلنت عنه شركة “جي.أن.في” تحسبا للعطلة الصيفية القادمة، مشيرا إلى أن وجود شركتين تعملان على تسيير رحلات بحرية للمسافرين بين الجزائر وايطاليا، ما سيرفع العرض المتاح ويسهل التنقل أكثر ما سيحافظ على الرابط القوي بين أبناء الجالية المولودين في إيطاليا ووطنهم الأم.
من جهته شدد جمال علاق، وهو رئيس الجمعية والمركز الثقافي للجالية الجزائرية بمدينة تشيتا دي كاستيلو بأن المطلب المتعلق بخط مباشر لباخرة نقل المسافرين بين إيطاليا والجزائر، صار بمثابة حلم تنتظره آلاف العائلات منذ سنوات.
وأوضح علاق الذي ينحدر من الرحمانية بالعاصمة، بأن الجالية في إيطاليا تمني نفسها بخط من ميناء تشيفيتافيكيا بوسط البلاد، وهذا سيكون حسبه خلا وسطا يساعد الجميع بما في ذلك القادمين من أوروبا الشرقية وحتى من فرنسا.
المصدر: الشروق
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس





