مختصون يحذرون من انتشار كورونا في لعب الأطفال

20

خلت الأرصفة، والأسواق من ألعاب العيد، ولَم يعد هناك أطفال يرغمون أمهاتهم وآباءهم على شراء المسدسات البلاستيكية، والسيوف الوامضة والدمى وغيرها من آخر المبتكرات ذات الصنع الصيني في الغالب، وإن كان توفير الألعاب في ظل الحجر المنزلي وغياب الزيارات والخروج للمنتزهات والحدائق، يبقى ضروريا للطفل، فإن خطر العدوى بكورونا قد تأتي به هذه الألعاب!

حدّ الحجر المنزلي وبشكل ملحوظ من خروج الأطفال إلى الشارع، وهذا في مقابل غياب ملحوظ لطاولات الألعاب التي كانت في سنوات ماضية تكتظ بها الأرصفة أياما قبل العيد، وتومض أضواؤها الليزرية السهرات الأخيرة لشهر رمضان.

وإن كانت هناك محلات تجارية تبيع اللعب، فإن إجراءات الوقاية من عدوى كورونا منعت دخول أطفال أقل من 16سنة، هذه المحلات، وبهذا يمكن أن يتحرر الأولياء، من رغبة أبنائهم الجامحة، والملحة والملزمة لشراء ما يميلون إليه من لعب تكون في الغالب مشجعة على العنف.

والمشكل المطروح اليوم مع ألعاب العيد يتعلق بالعدوى التي قد تسببها هذه الألعاب، في حال شرائها أولا، وبالتأثير النفسي الذي قد يخلفه الحرمان منها ثانيا، لتصبح بذلك ثلاثية السلبيات فبين احتمال نقلها لفيروس كورونا وخطورة بعضها على الجانب السلوكي المتعلق بشكلها ونوعها، وبين تأثيرها النفسي في حال حرمان الكثير من الأطفال منها خاصة في ظل الحجر المنزلي.

فهل يداعب الأطفال لعب العيد بالكمامة، أم عليهم أن يشتروا منها سهلة الغسل والتعقيم؟

توقيف استيراد لعب الأطفال وإنتاج محلي في السوق
كشف رئيس فيدرالية الوطنية للتصدير والاستيراد والتجارة الدولية، محمد حساني، أن فوضى سوق الألعاب لن تكون أبدا مثل السنوات الماضية، وإن استيراد الألعاب خاصة من الصين، توقف منذ فيفري الماضي، في إطار إعادة تنظيم عمليات الاستيراد، وهذا قبل أزمة كورونا، بقي الأمر متوقفا بسبب الوباء، حيث إن الكميات المتواجدة من الألعاب، بحوزة التجار، لاسيما ذات الصنع الآسوي، هي الموجهة لبيعها تزامنا مع العيد، مشيرا إلى أن الكثير من المصانع الجزائرية تصنع ألعاب الأطفال، وهي أغلبها ألعاب بسيطة وبلاستيكية.

وأكد حساني أن ألعاب الأطفال رغم كونها من السلع الحساسة، التي تحتاج لمراقبة دقيقة، إلا أنها كانت محل تجاوزات وتضخيم للفواتير وتمويه بوثائق أخرى لسلع مصرح بها، بدل منها، وجاء قرار إعادة النظر في تنظيم الاستيراد، ليوقف عمليات استيراد الألعاب منذ بداية السنة الجارية، حيث إن صانعي المال بالألعاب الصينية، لن ينجحوا مستقبلا في جلب كميات منها كانت تغرق السوق الفوضوية، وهي في الغالب ألعاب غير صحية وغير مدروسة من الناحية البسيكولوجية، والتربوية.

ارتفاع أسعار لعب الأطفال بسبب كورونا
ويرى ذات المتحدث أن أزمة كورونا وإبقائها على توقيف استيراد الألعاب من الدول الآسيوية، في مقدمتها الصين، قد يرفع من أسعار الألعاب المتوفرة في السوق الجزائرية، وخاصة المستوردة من أروبا، كما سيفتح المجال واسعا لألعاب ذات الصنع المحلي وهي أغلبها بلاستيكية يمكن تعقيمها أو غسلها.

وتراجع السوق الفوضوية لألعاب الأطفال، حسب السيد محمد حساني، سيمنح فرصة للأولياء، لاختيار ألعاب مناسبة لسن أبنائهم، والاستغناء عن ألعاب العنف، وبعيدا عن عشوائية اقتنائها التي كانت برغبة الأطفال.

زبدي: احذروا عدوى كورونا بين ألعاب العيد!
وفِي السياق، يرى رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، أن ألعاب الأطفال تحمل معها هواجس عدوى كورونا، خاصة الدمى الصوفية، والألعاب المعقدة المكونة من عدة معادن، حيث إن البلاستيكية وحدها يمكن غسلها وتعقيمها، فيما يجب أن تترك الأخرى لأيام قبل لمسها واللعب بها.

وقال زبدي إن السوق الفوضوية للألعاب تراجعت بشكل ملحوظ هذا رمضان، وغاب الاهتمام بها، موضحا أن عدم مرافقة الأطفال لأوليائهم إلى الأسواق، وبقاءهم في المنزل تفاديا لعدوى كورونا، قد لا بجعلهم يقعون ضحايا ألعاب كانت تستهويهم، فيضغطون على آبائهم وأمهاتهم، ويرغمونهم على شرائها رغم سوئها وعدم تناسبها مع سنهم، مع العلم حسبه، أن أغلبها محرضة على العنف تتمثل في سيوف ومسدسات.

ودعا زبدي الأولياء إلى تفادي شراء ألعاب من الأرصفة أو حتى من المحلات وإعطائها لأبنائهم مباشرة للعب بها وملامستها، حيث يجب حسبه أن تعقم وأن تغسل البلاستيكية منها، وتفادي الدمى الصوفية.

وقال زبدي إن الأطفال لا يمكنهم الاستغناء عن الألعاب في العيد، لذا يمكن أن يضعوا الكمامة ويلعبوا ببعضها ولا يحرمون منها نهائيا.

كورونا تعزز تجارة الألعاب ذات الدور التوعوي
ومن جهته، أكد الدكتور مسعود بن حليمة، مختص في علم النفس، أن توفير الألعاب للأطفال، من بين سبل السيطرة عليهم داخل الحجر المنزلي، يومي العيد، وكسر الملل لديهم، حيث نصح بتلبية جميع احتياجاتهم، كألبسة العيد والألعاب المختلفة، وقال بن حليمة، إن المناسبة فرصة لاختيار ألعاب للتوعية، تتعلق بالتنظيف أو ممارسات وأساليب تربوية من خلال مجموعة من مكونات علبة ما.

وأشار إلى أن ألعاب الأطفال التي كانت تنتشر في السوق الفوضوية، وحتى في المحلات سواء المستوردة أم المصنعة محليا، لا تبين عمر الطفل الموجهة له، وهي بحسبه، مجرد تجارة مربحة بعيدة عن دورها التربوي التوعوي، والترشيدي، عدا التي تباع في المحلات الراقية، حيث إن معظم الألعاب التي تعرض على الأرصفة وطاولات الباعة الفوضويين، رديئة، وأسعارها منخفضة، تساعد المستهلك الجزائري في ظل تدني المعيشة.

ودعا الأخصائي في علم النفس، الدكتور مسعود بن حليمة، أصحاب مصانع الألعاب المحلية، إلى صنع دمى بكمامات وألعاب تحث على الوقاية من كورونا وترسخ أساليب النظافة.

وللإشارة، فإن شركة تشيكية لصنع ألعاب الأطفال جسدت دمى بلاستيكية، تتمثل في شخصيات، وهم أطباء وممرضون ورجال إطفاء وأفراد أسرة عادية، يرتدون كمامات.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here