يعتبر مرضى القصور الكلوي في الجزائر من ضمن الفئات الهشة والضعيفة المعرّضة بشكل أكبر لخطر العدوى بفيروس كورونا المستجد، خاصة في ظل ترددهم لمرات عدة في الأسبوع على مراكز التصفية وما يتخلل ذلك من تهديدات، سواء في مركبات نقلهم أم في مراكز التصفية العمومية والخاصة أم حتى في المستشفيات لدى تنقلهم للفحص والمراقبة الدورية بالنسبة إلى من خضعوا للزرع حديثا.
ودقت الفدرالية الوطنية للقصور الكلوي، على لسان رئيسها محمد بوخرص، في تصريح إلى “الشروق”، ناقوس الخطر إزاء كثرة المشاكل وضعف التكفل بهذه الفئة على مستوى كل ولايات الوطن، رغم التعليمات الوزارية الموجهة في هذا الشأن عقب لقاء الفدرالية بوزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد.
ووجّهت الفدرالية الوطنية للقصور الكلوي نداءها إلى مسؤولي الصحة المحليين، من أجل احترام التعليمة الوزارية الصادرة بتاريخ 23 مارس الفارط، المتبوعة بتعليمة أخرى في شهر ماي الفارط، المتعلقتين بالتوصيات الوزارية في مجال التكفل بمرضى القصور الكلوي الذين يقومون بالغسيل الكلوي في المراكز العمومية والخاصة والتصفية البريتونية في البيت وكذا الأشخاص الذين خضعوا للزرع خلال هذه الأزمة الصحية لجائحة كورونا.
وقال بوخرص إن أكثر من 28 ألف شخص مصاب بالقصور الكلوي يعالجون من خلال التصفية بالآلة في المراكز ونحو ألف شخص آخر يقومون بالتصفية في البيت، بالإضافة إلى عدد ممن قاموا بالزرع. وهذه الفئة الأخيرة تزيد مخاطر إصابتها بكورونا لأنها تتناول أدوية مقللة للمناعة لمنع رفض الجسم للكلية المزروعة، وبالتالي احتمال الإصابة لدى خروجها إلى المستشفى يرتفع بشكل خطير جدا.
واستنكر محمد بوخرص، رئيس الفدرالية، عدم تطبيق التعليمة الوزارية الخاصة بالبروتوكول الصحي للتكفل بمرضى القصور الكلوي في ولايات الوطن، المتعلقة بالأخص بالإجراءات الوقائية للسائق والطاقم الطبي والمريض التي لم يحترمها عدد من مديري الصحة بالولايات.
وتنص التعليمة على التطهير والتعقيم المنتظم للهياكل المخصصة لغسيل الكلى، سواء في القطاع العام أم الخاص، ونقل مريض واحد في المركبة المخصصة لنقل المرضى نحو مراكز التصفية، مع تعقيم مستمر لها وكذا توفير الكمامة بالنسبة إلى السائق والمريض معا.
وتطرق بوخرص إلى مسألة هامة جدا، تضمنتها التعليمة، تتعلق بتخصيص مركز مرجعي واحد في كل مقر ولاية لمرضى القصور الكلوي المصابين بكورونا، لتجنب احتكاكهم بالمرضى الآخرين حماية لهم وللأطقم الصحية المشرفة على علاجهم، وهو ما ضرب به عرض الحائط من قبل جميع مديري الصحة ولم يتم تنفيذه.
واستقبلت الفدرالية،بحسب رئيسها، شكاوى وصرخات لعديد المرضى في بعض ولايات الوطن أهمها البليدة وتيارت والجلفة وسطيف والأغواطوالنعامة وبشار ومعسكر وخنشلة، يستنجدون بالفدرالية، ويؤكدون أنهم باتوا في خطر حقيقي، نظرا إلى سوء التكفل بهم، كاشفا عن إصابة عدد من مرضى القصور الكلوي بفيروس كورونا.
ويؤكد رئيس الفدرالية على أن الوقاية والحماية لهؤلاء المرضى الذين يعانون من قصور كلوي في المراكز العمومية أو الخاصة، وأولئك الذين يخضعون لغسيل الكلى البريتوني في المنزل وكذلك عمليات زرع الكلى، لم يتم التكفل بهم في الوقت المناسب من قبل المديرية العامة للصحة، متأسفا لعدم الاحترام الكامل للتعليمات الوزارية من قبل مديري الصحة عبر مختلف ولايات الوطن.