مؤامرة تحاك ضد البلاد.. وسنحاسب الجميع!

14

كشف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن تنحيات وإقالات جديدة في الأفق للمسؤولين الفاسدين، تعقب تلك التي شملت مساء الثلاثاء مسؤولين محليين ـ رؤساء دوائر وبلديات ـ بسبب عدم التزامهم وتقاعسهم في تطوير مناطق الظل.

وشدد الرئيس على أن المقالين سيخضعون للتحقيق وإن ثبت تعمدهم الفساد، فسيحاسبون على ذلك بشدة، مشيرا إلى مؤامرة تتعرض لها البلاد من طرف مجموعة من الأشخاص لإخراج المواطنين للاحتجاج وزعزعة الاستقرار، وهو ما كشفته تحقيقات بشأن انقطاع الماء والكهرباء عشية عيد الأضحى وتفاقم أزمة السيولة المالية، وأكد أن خيوط المؤامرة تشمل أشخاصا من أصحاب المال الفاسد يتواجدون بالسجن لا تزال أموالهم تتحرك بالخارج، مخاطبا الولاة “أحذروا، سنحاسب الجميع ولن نسمح بعودة تجاوزات الماضي”.

وقال رئيس الجمهورية، خلال افتتاحه لقاء الحكومة – الولاة أمس بقصر الأمم، في خطاب دام 35 دقيقة، والذي قيم من خلاله إنجازات الولاة في ظرف 6 أشهر بعد لقائه بهم شهر فيفري المنصرم، أن المواطن عانى في الماضي من مآسي العصابة، وأن لقاء اليوم الذي نظّم في ظرف صحي واجتماعي استثنائي جاء لمعالجة ملفات مناطق الظل وجائحة كوفيد 19، مشددا على أنه سبق وأن أوعز بتعليماته للوزراء لفك العزلة عن المناطق المهمشة، كما تم الخروج في لقاء الحكومة – الولاة المنصرم بـ130توصية لبسط العدالة، متسائلا “أريد أن أعرف اليوم ماذا أنجزتم، ولماذا تأخرت الرقمنة وإزالة الضبابية عن قضايا الرأي العام”.

وأضاف الرئيس “أهنئ بعض الولاة الذين أبلوا بلاء حسنا، رغم آثار الوباء ولكن للأسف لم نلمس آثارا حسنة عند البعض الآخر الذين لم يبذلوا ما كان مطلوبا منهم لتحسين معيشة المواطن”، مشددا على أنه اتخذ قرارات بتنحية بعض المسؤولين وأن العملية ستستمر خلال المرحلة المقبلة، وأضاف “سنحاسب كل من يتقاعس في حل مشاكل المواطن”، متسائلا “كيف نرى اليوم مناظر بشعة يعيشها المواطن بعد حراك شعبي مبارك وجهود كبرى للدولة؟”، متهما بعض المسؤولين المحليين بالتظاهر بتموين المواطنين بالماء أمام الكاميرات وإعادة عزله بعدها، مخاطبا المسؤولين الفاسدين “عصر السينما انتهى، فالمواطن لا يطلب منكم المعجزات”.

أطراف عرقلت منحة الأطباء لزعزعة الاستقرار

وأكد رئيس الجمهورية أن مؤامرة كبرى تحاك ضد البلاد وأن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجزائر أحد فصولها، مشددا على أن خيانة الأمانة والتصريحات الكاذبة والتقارير المزيفة يجب أن تستبدل بتحمل الجميع للمسؤولية، متسائلا عن سر التماطل في تطبيق القرارات المتخذة لصالح المواطن على غرار منح المعوزين التي لم توزع إلا بعد 3 أشهر من صدور القرار، وأيضا منح الأطباء رغم أن القرار على مستوى وزارة المالية لا يستغرق أزيد من 10 أيام، وذهب الرئيس أبعد من ذلك قائلا “أين هم الولاة لتشجيع الجيش الأبيض، أحذروا، فالأمور ليست بهذه البساطة، هناك قوى ضد البلاد لا تزال تسعى لـ”التخلاط” وسنتحرى حول الملف ونحاسب كل المتورطين”.

واعترف الرئيس بالظروف الصعبة المتزامنة مع فيروس كورونا التي يشتغل فيها الولاة وتراجع المداخيل أيضا، ولكنه بالمقابل قال أن معركة التغيير الجذري لها رجالها، وأن محاربة المال الفاسد مستمرة عبر مقاربة تشاركية تجمع بين الطموح والواقعية والابتعاد عن ممارسات الماضي، وإعادة الثقة للمواطن في نفسه عشية مناقشة الخطة الوطنية للإنعاش الاقتصادي.

وأكد الرئيس أنه يجب تجاوز هذه المرحلة الاستثنائية لتحقيق الأمن والاستقرار والابتعاد عن التوتر والإشاعات التي تؤثر على المواطن، من طرف المشبوهين وأصحاب المال الفاسد، وفصل الرئيس بشكل أكبر قائلا “الحوادث المشبوهة التي شهدتها الجزائر في عز الحر والأعياد محل تحقيق اليوم، هدفها كان تفاقم العنف والاحتجاجات”، موضحا أن بعض الاحتجاجات مقبولة وستحل مطالبها بشكل تدريجي، لكن البعض الآخر غير منطقية، فمشاكل 20 سنة لن تحل في 20 يوما.

أثرياء في السجن يمارسون التخلاط بملايين الدولارات

وذهب تبون أبعد من ذلك، قائلا “لماذا يقطع الماء ليلة عيد الأضحى، فبعض أصوات الغربان جعلت الأمور تتفاقم، هناك مؤامرة لزعزعة الاستقرار، وكذلك الوضع بالنسبة لأزمة السيولة في البريد، وجدنا من يسحب 40 مليارا في اليوم، ومواطن مسن يسحب لوحده مبلغ 2,5 مليار سنتيم مرتين في الأسبوع”، مشددا على أن بعض الحركات الاحتجاجية المتنقلة مدبرة، وهنالك من يرفض تحقيق الاستقرار في الجزائر، معتبرا أن 80 بالمائة من الجزائريين يحمدون الله على السلم، وأن من يشعل فتيل الاحتجاجات أشخاص يمتلكون الملايير، يتواجدون اليوم بالسجن ويحركون ملايين الدولارات خارجه، ولكن الدولة ستكون لهم بالمرصاد.

واعتبر رئيس الجمهورية أن تعيين المسؤولين عبر “الشكارة” وفي ظلام الليل قد انتهى، إلا أن باب التوبة تبقى مفتوحة لمن تم تغليطه.

كورونا تحت السيطرة.. وهذه تعليماتي لرفع الحجر

وقال الرئيس أن الجزائر اليوم تتحكم في فيروس كورونا والوضع تحت السيطرة بفضل الأطباء والعلماء والممرضين وعناصر الجيش الأبيض.

وبخصوص ملف الحجر الصحي، طالب الرئيس الولاة بالنزول للشارع بداية من السبت المقبل ومراقبة الأوضاع وإن ثبت عدم احترام الإجراءات يتسنى للولاة إعادة الغلق، ريثما يتم تحضير اللقاح المناسب، مشيرا إلى أن الفتح الجزئي جاء لظرف اقتصادي ونفسي أيضا لتمكين المواطن من العودة للمسجد والشاطئ والمساحات الخضراء، ولكن طالب الرئيس بالتزام اليقظة لعدم دفع البلاد إلى الهاوية.

استفتاء شعبي حول الدستور.. ولا للمرحلة الانتقالية

وعن الدستور الجديد محل النقاش، أكد الرئيس أنه سيكون توافقيا منبثقا من بيان أول نوفمبر، مطالبا بالاستعداد لمرحلة الاستفتاء الشعبي لتكون للمواطن كلمة الفصل والتغيير السلمي والجذري، حيث سيتم طباعة نص يشمل اقتراحات الجميع لأخذ اقتراحات الأغلبية، مشددا “الدستور سيحقق مطالب الشعب يوم 22 فيفري، والتجارب جعلتنا نميز بين المخلص والمتحايل”، ودعا الرئيس إلى فتح المجال أمام المجتمع المدني وإدماجه ومساعدته في تنظيم صفوفه.

ونفى الرئيس إمكانية لجوء الجزائر إلى مرحلة انتقالية، قائلا أن هذا الطرح أصبح من الماضي، وأن من يريدون زرع الفتنة من وراء البحار لن يتمكنوا من ذلك، مصرحا “المطالبون بمرحلة انتقالية، أقول لهم أن ذلك العهد قد ولّى”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here