أمريكا تنتظر دورا من الجزائر يغطي فشل الفرنسيين في المنطقة

14

أنهى الوزير الأمريكي مارك إِسبِر، زيارته الرسمية إلى الجزائر، وتوجه إلى المغرب لاستكمال جولته المغاربية، التي بدأت بتونس.إسبر استقبل في الجزائر من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، بحضور كل من الفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ومدير الديوان برئاسة الجمهورية نور الدين بغداد دايج، واللواء محمد بوزيت، المدير العام للتوثيق والأمن الخارجي بوزارة الدفاع الوطني.

وقال بيان لرئاسة الجمهورية، إن المحادثات استعرضت “العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها في مجالات عديدة، كما بحث الطرفان تطورات الوضع في ليبيا والساحل الإفريقي، واتفقا على ضرورة متابعة التشاور والتنسيق من أجل توطيد أركان الأمن والسلم في المنطقة في إطار احترام وحدة وسيادة دولها”.

من جهته، ذكر وزير الدفاع الأمريكي أن الأزمة الليبية والوضع في الجارة الجنوبية مالي ومنطقة الساحل، كانت في قلب المحادثات التي أجراها مع الرئيس تبون، وأشار إلى أن “الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية تتطلعان إلى تعزيز التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب”.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان إن إسبر عبر خلال الاجتماع عن دعمه لتوسيع نطاق العلاقات العسكرية مع الجزائر، وأضاف: “بحث الطرفان الأمن في أنحاء شمال أفريقيا و(منطقة) الساحل وسبل تعزيز شراكتنا العسكرية والدبلوماسية”.

وتعتبر زيارة وزير الدفاع الأمريكي للجزائر، الثانية من نوعها منذ زيارة سلفه، دونالد رامسفيلد، في العام 2006، وكان وزير دفاع للرئيس الجمهوري، الأسبق، جورج وولكر بوش الابن، وقد جاءت في وقت تتوجه فيه الجزائر نحو مراجعة عقيدتها العسكرية في الدستور المقترح للتعديل، وذلك من خلال الترخيص للجيش الوطني الشعبي بالقيام بمهمات عسكرية خارج الحدود، في إطار جهود السلام التي تقررها الأمم المتحدة.

ووفق مراقبين، فإن الولايات المتحدة وانطلاقا من التحولات التي تشهدها الجزائر على المستوى التشريعي (الدستور)، تأمل في الوصول إلى توافق بشأن أدوار أمنية للجزائر في محيطها الإقليمي، وعلى وجه الخصوص في الدول التي كانت محل مباحثات بين الرئيس تبون ووزير الدفاع الأمريكي، مثل ليبيا ومالي ومنطقة الساحل.
سعي الولايات المتحدة إلى تعزيز التعاون العسكري مع الجزائر في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، جاء بعد فشل فرنسا ومن ورائها الأوروبيين، في ضبط الأمن في دولة مالي وجيرانها، رغم القوة العسكرية التي زجت بها باريس في هذا البلد منذ العام 2013، والتي بدأت بعملية “سرفال” وانتهت بـ”برخان” ولم تصل إلى نتيجة إلى حد الآن.

وقد تم التمهيد لزيارة إسبر، بزيارة قائد القوة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال ستيفن تاونسند، وهي قوة تضم نحو 800 جندي، وتباحث مع كبار المسؤولين الجزائريين، وتوج زيارته بعبارة قال فيها إن واشنطن “تثق في الجزائر كشريك ملتزم في محاربة الإرهاب”.

كما تولي واشنطن أهمية بالغة للوضع في ليبيا، باعتبارها في تماس مع نشاط (أفريكوم)، غير أن غريمتها روسيا سبقتها بتعزيز تواجدها في الشرق الليبي بدعمها للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الأمر الذي أحرج إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي استفاق مؤخرا وهو يحاول استدراك ما فات، من خلال العمل على استثمار وضع الجزائر كدولة لها علاقات جيدة مع جميع الأطراف السياسية والقبلية في الجارة الشرقية.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here