الجزائر – افريقيا برس. بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، للجزائر، والتي غلب على أجندتها الطابع الأمني، جاءت دعوة وزير الصناعة، فرحات آيت علي إبراهيم ، واشنطن إلى تنويع علاقاتها مع الجزائر، وذلك من خلال دفع عجلة الاستثمار في القطاع الصناعي، والتكنولوجيا والرقمية.
دعوة فرحات آيت علي جاءت في مداخلة ألقاها خلال مشاركته، بواسطة تقنية التحاضر المرئي، في أشغال الندوة الدولية “اكتشف الأسواق العالمية” التي انعقدت بـ”إنديانا” الأمريكية في الفترة بين 7 و9 أكتوبر الجاري.
وقال آيت علي إن المؤسسات الأمريكية مدعوة لاغتنام الفرص المتاحة في مختلف القطاعات بالجزائر، أين ستشجع على خلق أنشطة ذات تكنولوجيا عالية والمشاركة في تنمية هندسة تصنيع المعدات الصناعية.
ووفق وزير الصناعة فإن الجزائر تولي “اهتماما خاصا بالتعاون الجزائري-الأمريكي، نظرا للطابع الاستراتيجي الذي يكتسيه وفرص الأعمال المفتوحة أمام الاستثمار الأجنبي المباشر، لاسيما المؤسسات الأمريكية الراغبة في الاستثمار في الجزائر”.
وألمح الوزير إلى عدم رضا الطرف الجزائري على وتيرة وتطور الاستثمارات الأمريكية في الجزائر، بالرغم من أن عمر الأرضية القانونية المؤطرة لذلك تعود إلى عام 2001، عندما أشار إلى إن “العلاقات الجزائرية-الأمريكية تعززت في السنوات الأخيرة بجملة من الاتفاقات في مختلف الميادين من بينها اتفاق إنشاء لجنة اقتصادية مختلطة واتفاق حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات والذي ينظم التغطية بالتأمينات وإعادة التأمين والضمانات الممنوحة للاستثمارات الأمريكية وكذا الاتفاقية-الإطار حول التجارة والاستثمار (تيفا) الموقعة في 2001”.
كما أشار إلى “بروتوكول الاتفاق في مجال التكنولوجيا الحيوية وإنتاج الأدوية، الموقع في جوان من عام 2011 والحوار الاستراتيجي الذي أطلق في 2012 وكذا غرفة التجارة الأمريكية بالجزائر التي اعتمدت في 3 أبريل 2018”.
آيت علي أغرى بالمناسبة الأمريكيين بالمزايا التي توفرها السلطات الجزائرية من أجل الاستثمار في صناعة الصلب والحديد، الصناعة الميكانيكية والمعدنية، الصناعة الكهربائية والإلكترونية، الصناعة الغذائية، الصناعات التحويلية، صناعات الكيمياء، البلاستيك والصيدلانية والمواد الغذائية، ووعد بتعزيز الترسانة القانونية، لدفع نشاطات الإنتاج والخدمات.
يضاف إلى ذلك، المزايا التي تتمتع بها الجزائر على صعيد المواد الأولية واليد العاملة المنخفضة، ومستوى التكوين والموقع الجغرافي، وهي الميزات التي تجعل من الجزائر مرشحة للتحول إلى سوق إقليمية واعدة، لاسيما وأن الجزائر تعتبر رائدة في بعض الصناعات، على غرار الصناعات الميكانيكية وصناعة الصلب والتعدين وصناعات التحويل الغذائية.
ويغلب على العلاقات الجزائرية الأمريكية الطابع الأمني، بسبب الهواجس الأمريكية من ظاهرة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، والأزمة الليبية التي جلبت قوى عالمية لمزاحمة النفوذ الأمريكي في المنطقة، في حين يرى الطرف الجزائري ضرورة تنويع العلاقات الثنائية، وذلك من خلال الاستثمار الأمريكي في القطاعات التي تبرع فيها واشنطن، وهي المطالب التي لا تزال تنتظر التجسيد بالرغم من الإلحاح الجزائري المتكرر منذ فترة حكم الرئيس السابق.