“الاسم سردين والمهنة كروفات”.. غلاء الأسعار يتحول إلى “مسخرة”

13
“الاسم سردين والمهنة كروفات”.. غلاء الأسعار يتحول إلى “مسخرة”
“الاسم سردين والمهنة كروفات”.. غلاء الأسعار يتحول إلى “مسخرة”

افريقيا برسالجزائر. أثار موضوع وصول أسعار السمك إلى مستويات قياسية، تجاوزت 1200 دج، موجة من التنكيت على منصّات التواصل الاجتماعي، بسبب ما اعتبروه “غرابة” الظاهرة، في دولة تملك 1200 كلم من السواحل البحرية.

لا يضيع الجزائريون وكعادتهم أي ظاهرة “غريبة” لتحويلها لمادة للتندر والتنكيت، ترويحها عن النفس وتنفيسا عن المكبوتات والضغوطات، آخرها موضوع وصول سعر الكلغ من السردين إلى قرابة 1300 دج.

فالمتصفح مثلا لموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” يجد جل تعليقات المواطنين الطريفة كانت حول ظاهرة غلاء السمك، وهي تعليقات طريفة حقا، ولكنها تعكس واقعا اجتماعيا مريرا، يحاول أفراده تجاوزه ولو بقليل من الفكاهة.

سعر السمك المرتفع صار يضاهي في قيمته الجمبري، وهو ما جعل الكثير يعلقون: “الاسم سردين والمهنة كروفات”.. فيما اعتبر آخرون أن اصطياد السمك يحتاج مجهودا بسيطا، مقارنة بمهن أخرى، لكن ثمنه صار نارا، والدليل حسب تعبيرهم، أن راعي المواشي ينهض في الصباح الباكر ويتنقل مع مواشيه بحثا عن مراعي الكلإ، تحت أشعة الشمس اللافحة، أو يستأجر راعيا بمرتب شهري، وفي الليل يبيتون قياما لحراسة مواشيهم من الذئاب واللصوص، وينفقون عليها أموالا طائلة لشراء العلف والشعير.. وفي الأخير يبيع الموال، وخاصة في مناطق الهضاب كلغ اللحم بـ 900 دج أي أقل من سعر السردين.. رغم أن السردين لا يحتاج صيده إلا إلى جولة بحرية مُنعشة، ولا هو في حاجة إلى أكل ولا نفقة، بل ويبيع الصياد صندوق السمك بمجرد نزوله من قاربه بـ 3 ملايين سنتيم، دون حاجته إلى التنقل إلى الأسواق.. وهو ما جعل أحد الموالين يعلق: “ندوروها قاع صيادين وخلاص، ولا نولي موّال نرعى بالسردين”.

ولأن السمك غاب عن موائد كثير من العائلات لأكثر من سنة كاملة، نشر كثيرون صورا لسردينة وتحتها سؤال: “من يتذكر هذا المخلوق المنقرض في الجزائر..”!!

أما مواطن، فنشر صورة بعد شرائه خمس سردينات فقط، حسب قدرته الشرائية، وعلق: “فقط.. أردت استرجاع نكهة السمك، قبل أن أنساها”. واقترح آخر اختراع “جامبو سردين.. حتى لا ننسى طعم السمك”. ورجح معلق: “السمك سيصبح يباع في لونشار.. المزاد العلني”.

ومن الصور الطريفة المنتشرة، صورة لقط يحمل سكينا في يده، وعلامات الغضب بادية على وجهه وهو يصرخ: “وأنا كي غليتو علينا السردين واش ناكل!!”، ويجيبه طائر النورس: “الحمد لله أنا في نهار واحد ناكل السردين أكثر من 40 مليون جزايري”.

وفي صورة طريفة أخرى، نشر معلقون صورا لقطط كثيرة متجمعة في مكان واحد، مع كتابة تعليق: “مظاهرة للقطط احتجاجا على غياب السردين..”.

واعتبر مواطنون أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي يموت فيه السردين بالشيخوخة.. بسبب الممارسات القديمة في صيده، وكتب معلق: “للأسف، شريط ساحلي بهذا الطول مازال نصيدو السردين بالبوطي… دول شقيقة من العالم الثالث ولا نقصد الدول المتطورة تمتلك مصانع تعوم في البحر تصيد وتعلب وممكن تُصدّر مباشرة من البحر“.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here