افريقيا برس – الجزائر. تأسف رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الرزاق قسوم، لما آلت إليه الأوضاع في تونس بسبب ما وصفه بـ”قوى مندسة حاملة لواء المسخ والإفساد ومطالبة بعودة الطغيان والاستبداد”.
وفي مقال كتبه بموقع جريدة “البصائر” التي تصدرها الجمعية، قال قسوم “أمر غريب حقا ما يحدث في تونس الثورة اليوم، هذه الثورة التي كانت تقدم للعالم على أنها النموذج الأسلم للتغيير، كما قدمت – بال- الثورة الجزائرية النوفمبرية في كفاح المستضعفين ضد الغزاة المحليين، وكما يقدم اليوم الحراك الشعبي الدائر في الجزائر على أنه أروعُ نموذج للانضباط والسلمية والتسامح، وفسيفسائية المشاركين على اختلاف قناعاتهم وأيديولوجياتهم”.
وتساءل عبد الرزاق قسوم: “أين هم أبناء تونس الأصلاء من الزيتونيين وأبنائهم وطلابهم وحوارييهم؟”.
وأضاف أنهم “بصمتهم وانسحابهم ولامبالاتهم قد مكّنوا للغثائيين من أن يطفوا على السطح فيثيروا دخانا، هو الذي ينسج السحب الدكناء التي ما فتئت تغطّي سماء تونس الخضراء”.
وتابع: “إن كل من يعادي العلم والعلماء هو شيطان فاجتنبوه، وإن كل من يعلن الحرب على الإسلام هو جاهل أحمق فانبذوه.. ذلك أن العلم ..العلم المؤصل بالإسلام هو القيمة الإنسانية الصحيحة التي يحتاج إليها كل إنسان حتى ولو نشأ في بيئة غير إسلامية، فكيف بمن يتربّى على سماع الآذان والقرآن..كيف ران على قلبه الجهل والفساد”.
وقال: “يعلم الله كم كنا نحب تونس ولا زلنا متيّمين بحب قيّمها الزيتونية العلمية الإصلاحية التي ربّت أجيالا، كان لها الفضل في تحرير تونس من الدخلاء والعملاء. وكم يحز في قلوبنا اليوم أن يتصدر مشهد تونس في القيادة “منسلبو الإرادة” الفاقد والسيادة، الساقطون في وحل الدياثة والبلادة”.