موتى في ديار الغربة في غرف التبريد ينتظرون التوصيل

17
موتى في ديار الغربة في غرف التبريد ينتظرون التوصيل
موتى في ديار الغربة في غرف التبريد ينتظرون التوصيل

افريقيا برسالجزائر. يختلف الكثير من المهاجرين في كيفية التعامل مع جثة الميت، ليس فقط في هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم اليوم، وهو جائحة كورونا، لكن حتى في السنوات الماضية. ففيهم من يعتقد أنه بما أن الشخص مات وفارق الحياة وقضى نحبه، خاصة لمن عمر طويلا في ديار الغربة، فما الفائدة من نقله إلى أرض الوطن، وربما لا يعرفه حق المعرفة ماعدا في فترات متقطعة حين يزوره، لكن في المقابل وفي الطرف الآخر، تصر الكثير من العائلات على ضرورة نقل جثة ميتها إلى أرض الوطن، مهما كلف الأمر، ولا يمكن أن يدفن في مقبرة النصارى كما يقال. في السنوات الماضية كان الأمر سهلا، لكن في هذه السنة الأخيرة، التي ميزتها جائحة كورونا، صعب الأمر على المهاجرين، في نقل جثمان ميتهم إلى أرض الوطن، وتبقى الجثة تتأرجح في الغربة عدة أيام، في انتظار إجراءات نقلها.

لذا، يحدث في العديد من المرات، أن ينتظر أهل الميت وصول جثمان ميتهم، أسبوعين أو عشرة أيام، وفي بعض الأحيان تتجاوز هذه المدة، لذا يبقى أهل الميت كالمعلق من عرقوبه، يفتحون بين العزاء لعدة أيام في انتظار وصول الميت، فترة تزيد من حزن أهل الميت، حينما يتأخر دفنه، ويبقى الجرح مفتوحا كما يقال، لعدة أيام أخرى. بالإضافة إلى هذا، فكل جثمان يصل من ديار الغربة، يغلق عليه في الصندوق، ولا يمكن لأهله أن يروه كاملا، إلا الوجه، وهذا الأمر الذي لا تتقبله الكثير من العائلات، لكن لا خلاص من هذه الإجراءات، المعمول بها بين الدول.

الحديث عن الموت في الغربة وتأجيل وصول الجثة إلى أرض الوطن في هذا الظرف الاستثنائي، يدفعنا كذلك إلى الحديث عن موضوع آخر، وهو موت الشباب الذين يقيمون بطريقة غير شرعية في ديار الغربة، أي من يسمون بـ”الحراقة”، حيث تصلنا الكثير من رسائل الاستغاثة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تنقل أخبار موت شباب لا هوية لهم إلا الاسم أو الولاية في الجزائر، يقيمون بطريقة غير شرعية قد وافتهم المنية، من أجل نشرها لإخبار أهله قبل أن يحرق أو يدفن في مقابر النصارى كما يقال.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here