الحدائق المائية والشواطئ الاصطناعية تستهوي العائلات

14
الحدائق المائية والشواطئ الاصطناعية تستهوي العائلات
الحدائق المائية والشواطئ الاصطناعية تستهوي العائلات

أفريقيا برسالجزائر. أصبحت الحدائق المائية مطلبا سياحيا لهواة الاصطياف في المناطق الداخلية، التي تبحث عن الاستجمام في ظروف مريحة وآمنة بعيدة عن رحلات الشواطئ المحفوفة بالمخاطر. وفتحت موجة الحرارة التي تعرفها كل ولايات الوطن الحديث عن الاستجمام، الذي لازال في بلادنا يقتصر عند أغلبية الناس على الشواطئ في الوقت الذي بدأت ثقافة الحدائق المائية تتخذ مكانا لها في مختلف المناطق الداخلية. وهي الفضاءات التي تجمع بين الألعاب والتمتع بالمياه في وسط اصطناعي بعيدا عن الطبيعة العذراء.

وبالنظر لمشقة التنقل إلى البحر والمخاطر المترتبة عن هذه الرحلات، وفي مقدمتها حوادث الغرق المتكررة، فإن الوجهة اليوم بدأت تميل ناحية الحدائق المائية على قلتها في الجزائر. ففي الشرق الجزائري مثلا لا تجدها إلا في ولاية باتنة وبعين مليلة بولاية أم البواقي، وولاية برج بوعريريج وكذلك في ولاية سكيكدة المشهورة بشواطئها الخلابة إلا أن المستثمرين هناك أضافوا لمتعة البحر حديقة مائية تستقطب عشاق الألعاب والمسابح.

وقد بدأت هذه الحدائق تنتشر بالجنوب كما هو الحال بولاية بسكرة وبوسعادة، ما يعني أن هناك حاجة ملحة لمثل هذه الفضاءات خاصة مع الارتفاع المذهل لدرجة الحرارة. ولذلك تحوّلت هذه الأماكن إلى قبلة للمصطافين الذين يأتون خاصة من المناطق المجاورة للولايات المذكورة. والملاحظ أن هناك ولايات كبيرة لكنها تفتقد لمثل هذه المنشآت كما هو الحال بولايات سطيف وقسنطينة وميلة فرغم التطور العمراني والاقتصادي بهذه المناطق إلا أن الاستثمارات بها كانت في مختلف المجالات عدا السياحية منها والمتعلقة خاصة بالفضاءات المائية التي لم تتسلل بعد إلى أذهان بعض المستثمرين الذين لازالت عقولهم مرتبطة فقط بالمناطق الصناعية، في الذي تحوّلت هذه الحدائق إلى موضة في الصيف لما تحويه من حيوية اقتصادية وترفيهية.

وقد حرص أصحاب الحدائق المائية على تخصيص الفضاء للعائلات فقط للحفاظ على حرمة المكان وتوفير جو ملائم بعيد عن المغامرات والتصرفات الطائشة للشباب المتهور. ففي كل حديقة تجد جناحا للأطفال بألعاب مخصصة لهذه الفئة، وأجنحة أخرى للكبار تشمل التزحلق بأنواعه على الماء مع مسابح موجهة لمختلف الفئات، بالإضافة إلى الشواطئ الاصطناعية بأمواجها التي يتم التحكم فيها وبرمجتها حسب الحاجة، وهو الفرع الذي يستقطب العائلات بأعداد هائلة ويعرف إقبالا كبيرا خاصة للوافدين من الولايات الداخلية والصحراوية، خاصة أن هذه الشواطئ الاصطناعية تعرف عدة نشاطات وحيوية موسيقية ترافق الأمواج.

وتتميز هذه الحدائق بالنظافة وتنوع الخدمات مع توفير المطاعم والمقاهي ودورات المياه والمرشات، لكن حسب زوارها فإن النقطة السوداء تكمن في غلاء تذكرة الدخول والتي تتراوح بين 1000 دج و1500 دج للشخص الواحد، ما يعني أن عائلة من ستة أفراد يكلفها الدخول بين 6000 دج و9000 دج، وأما العائلات الكبيرة فإنها تعتبر الدخول إلى هذه الفضاءات من المهام الصعبة بل المستحيلة بالنسبة لمتوسطي الدخل. وهذا الارتفاع في الأسعار يبرره أصحاب الحدائق بضخامة الاستثمار الذي يقدر بالملايير مع ارتفاع التكاليف بتعدد الخدمات اليومية ومعالجة المياه بالكلور والحرص على نظافتها، كما أن نشاط هذه الحدائق المائية يقتصر على ثلاثة أشهر في السنة فقط. والبعض يعتبر الدخول إلى هذه الفضاءات معقولا جدا مقارنة بالشواطئ الساحلية التي لازالت تحت يد السماسرة الذين يؤجرون الطاولة والكراسي بـ1000 دج والشمسية بـ1000 دج في غياب أدنى الخدمات والاحترام.

وأما في الدول المتطوّرة فإن الحدائق المائية تعرف تطوّرا رهيبا وتعد من الاستثمارات الكبرى مع تنويع الألعاب التي تجمع بين الماء والأضواء والمغامرات المثيرة، مع التركيز على الترفيه الممتع والمدهش الذي تتحكم فيه أحدث التكنولوجيات في هذا المجال، والذي تطوّر خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية كألمانيا والسويد وفنلندا. بينما في الجزائر فلازال هذا النشاط في بداية عهده وينتظر أن يعرف تطوّرا في السنوات المقبلة باعتباره استثمارا سياحيا آمنا للعائلات التي تمقت الشواطئ ومغامراتها.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here