أفريقيا برس – الجزائر. ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر خلال الأيام الأخيرة بشكل كبير، ما حدا بالسلطات الصحية إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من احتمال حدوث انتكاسة وبائية جديدة.
ومقابل ذلك، يسود غموض لدى قطاع من المواطنين حول مجموعة من الأمور، مثل إصابة أشخاص بالفيروس رغم تلقيحهم ضده، ما دفع بالبعض إلى التشكيك في فعالية اللقاح المضاد لكورونا.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع المهم الذي بات محور النقاش في الجزائر، قال البروفيسور “آيت جيدة باهي” مختص في الأمراض المعدية والوراثية بالمستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في وهران، إن الجزائر تعيش على غرار باقي دول العالم موجة وبائية ثالثة حادة، والتي تتميز بتفشي السلالة “دلتا”، التي تنتشر بسرعة كبيرة، وهو السبب الذي أدى إلى ارتفاع مهول في الإصابات، مضيفا أن الأهم في الظرفية الراهنة هو تكثيف الجهود من أجل مواجهة الوضعية التي نعيشها اليوم، عبر مقاربة تشاركية يتحمل فيها الجميع المسؤولية، وذلك بأن توفر الدولة أكبر عدد من اللقاحات، مع توفير أكبر عدد من الأسرة، وقد قامت بهذه المهمة، وفي الجانب الآخر على المواطن أيضا، في إطار التعاقد المواطناتي، أن يستشعر المسؤولية، عبر احترام إجراءات الوقاية والمبادرة إلى التلقيح ضد الفيروس، من أجل الخروج من هذه الأزمة الصحية في أقرب وقت وبأقل الخسائر الممكنة.
وبشأن جدوى اللقاح ضد فيروس كورونا وإصابة أشخاص ملقحين من جديد، أكد البروفيسور في حديث لـ”الشروق”، أن الهدف الأساسي من التلقيح هو تفادي تطوير الشخص الملقح للحالات الحرجة، وتفادي نقل العدوى إلى الآخرين، ذلك أن احتمال نقل الشخص الملقح للعدوى تقلّ بعشر مرات مقارنة بالشخص غير الملقح.
وبالأرقام، فإن شخصا واحدا فقط من 10 أشخاص ملقحين يمكن أن يطور، بنسبة قليلة جدا، أعراضا خفيفة، بينما الحالات الحرجة في صفوف الملقحين منعدمة تماما.
بخلاف ذلك، يضيف البروفيسور “آيت جيدة” يقول: “بكل صراحة إن كل شخص يبلغ من العمر 70 عاما وهو غير ملقح، وأصيب بالفيروس، فإنه غالبا ما سينتقل إلى الحالات الحرجة، وغالبا يتوفى، لا قدر الله”.
وأورد محدثنا، أنه لا يمكن أبدا المقارنة بين الشخص المصاب بالكوفيد وهو ملقح والشخص المصاب غير الملقح، حتى إن الناس الملقحين يتحدثون عن نزلة برد فقط بعد إصابتهم بالفيروس، لأنهم عندما يصابون تكون أعراض الإصابة لديهم خفيفة جدا، وكذلك الحالات الحرجة والوفيات تكون قليلة جدا أو منعدمة، مستدلا بإحصائيات طبية حديثة تؤكد أن 0.004 من المواطنين الملحقين أصيبوا بفيروس كورونا وظهرت عليهم أعراض خفيفة .
على هذا النحو، شدد البروفيسور على ضرورة انخراط الجزائريين في حملة التلقيح، “فرغم ما لدينا من إصابات، فإن الإجراءات الاحترازية ظلت مخففة مقارنة مع دول أخرى”، قائلا “في حين أن التلقيح هو ضمانة كبيرة بالنسبة لنا لكي نتجاوز هذه الأزمة”.
في سياق متصل بالموضوع، اعتبر البروفيسور أن الخروج من الأزمة الصحية المستجدة، مرهون بأرقام الإصابات التي ستظهر خلال الأسبوعين القادمين، مؤكدا أن، الخروج من الأزمة لن يتم الإعلان عنه في يوم معين، بل سيكون تدريجيا، فكما دخلنا الأزمة تدريجيا سنخرج منها تدريجيا.
وفي ما يتعلق بالتعايش مع الفيروس، أورد محدثنا، أن العالم كله سيجد نفسه مرغما على التعايش مع الفيروسات، ولكن لا يجب التطبيع مع الوفيات التي يمكن أن تنتج عن الأمراض الناجمة عن هذه الفيروسات، واستزاد في القول، إنه يمكن التعايش مع “السارس كوف- 2″ إذا كان سيؤدي فقط إلى أعراض خفيفة، و”لكن لا يمكن أن نطبّع مع فيروس يؤدي إلى وفاة الجزائريين، لأن الأولوية المطلقة في مواجهة جميع الأزمات الصحية هي الحفاظ على أرواح المواطنين مهما كانت الكلفة” .