أفريقيا برس – الجزائر. الداخلية تراسل الولاة لتفعيل مخططات الإسعاف والإنقاذ
الشيخ فرحات: أمطار الخريف ابتداء من 15 سبتمبر وعلينا الاستعداد
حملات تطهير بشعار “اللي فينا يكفينا..” و”نظفها قبل ما تفيض علينا”
أيام قليلة تفصلنا عن تساقط أمطار الخريف، التي غالبا ما تكون غزيرة ومتواصلة، وهو ما جعل المختصين يدقون ناقوس الخطر من حدوث فيضانات محتملة، قد تأتي على الأخضر واليابس، في ظل انسداد معظم البالوعات، وتراكم النفايات بالوديان الجافة، فالجزائر لم تتخلص بعد من تبعات أزمة كورونا وأزمة حرائق الغابات وهي غير مستعدة لمواجهة كارثة جديدة ستفاقم الأوضاع أكثر مما هي عليه.
تلقى ولاة الجمهورية، تعليمة من وزارة الداخلية والجماعات المحلية، تشدد عليهم ضرورة تفعيل المخططات الولائية المتعلقة بالإسعاف والإنقاذ، استعدادا لأمطار محتملة وتقلبات جوية خلال فصل الخريف المقبل.
وتكون العملية، بتنظيف وتهيئة البالوعات التي تعرف انسدادا، وتطهير الأودية والشعب المائية من القمامات المنزلية، والأعشاب، والأوحال، حيث باشر كثير من رؤساء الدوائر والبلديات عبر الوطن، حملات التنظيف استعداد لتقلبات فصل الخريف.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس بلدية القصبة بالجزائر العاصمة، في اتصال مع ” الشروق”، بأن مصالحه تتحرك دوما بشكل استباقي وسارعت منذ 15 أوت الجاري، في مباشرة أشغال صيانة وتهيئة وتنظيف جميع البالوعات المتواجدة على مستوى تراب بلدية القصبة.
وأضاف المتحدث، بأن العملية تسهر عليها، مصلحة الصيانة والتطهير بالبلدي وهي فرقة مختصة، تتولى مهمة معاينة وتنظيف جميع البالوعات، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة ” “أسروت”، استعدادا لموسم الأمطار، وتجنبا لفيضانات محتملة، قد تتسبب في كوارث وخسائر بالبلدية.
ليؤكد المتحدث، بأن تهيئة أحياء البلدية ورفع القمامات خاصة من مجاري المياه، وفتح البالوعات، خلال منتصف شهر أوت.. يجعل البلدية آمنة ومستعدة لأي خطر محتمل، جراء التساقط الغزير لأمطار الخريف، والتي تكون مفاجئة غالبا وجميعنا يعلم، بأن فصل الصيف يشهد تنقلا كبيرا للمواطنين في الشوارع، ورميهم لمختلف الفضلات في أي مكان يجدونه أمامهم، ما يتسبب في سد البالوعات، على حد قوله.
دعوات لتنظيف السدود من الأوحال
ومن جهته، ناشد المختص في الأرصاد الجوية، الشيخ فرحات، السلطات المحلية بالمسارعة إلى تنظيف البالوعات ومجاري الوديان، استعدادا لأمطار الخريف المنتظرة ابتداء من 15 سبتمبر المقبل.
وتأسف المتحدث في تصريح لـ ” الشروق”، كون كثير من ” الأميار ” يتجاهلون هذه العملية الضرورية أو يتأخرون في إجرائها، ما جعل بلادنا تشهد عديد الفيضانات في سنوات مضت والتي تسببت في خسائر مادية معتبرة وحتى إزهاق أرواح بشرية.
وأردف الشيخ فرحات “الجزائر ليست بحاجة لمزيد من الكوراث.. على السلطات المحلية التشمير على ساعديها من الآن، وحتى المواطنون مطالبون بتجنب رمي القمامة عشوائيا في الشوارع ومجاري المياه، التي تتسبب في انسداد البالوعات بعدما تنقلها مياه الأمطار”.
كما دعا الشيخ فرحات، السلطات إلى المسارعة في تنظيف وتهيئة السدود من الأوحال، التي احتلت نصف مساحة السد في بعض الأماكن، خاصة وأن غالبية سدودنا باتت شبه فارغة من المياه، وهو ما يساعد في عملية تنظيفها، استعدادا لاستقبالها كميات أكبر من مياه الأمطار الأشهر المقبلة، مشيرا إلى أنّ السّد يفقد 10 بالمائة من قدرة استيعابه كل عشر سنوات”.
وأردف بالقول: “لو أنّنا خططنا وجهزنا أنفسنا في السنوات المنصرمة، بخصوص الوضعية المقلقة من شح الأمطار والمياه، لتجاوزنا الازمة في نقص الماء الصالح للشرب بسلام، ” وهو ما يجعلنا نأمل إنشاء وزارة للتخطيط، والتي تعتبر جهازا أكثر من مهم في ظل ما يعيشه العالم من كوارث وأزمات متلاحقة، وفي ظل التغير المناخي الخطير وكذا النمو الديموغرافي المتزايد ببلادنا “.
وعن كمية الأمطار المتوقع تهاطلها خلال الخريف المقبل، في ظل وضعية الجفاف التي تعرفها البلاد السنتين الأخيرتين، أوضح الشيخ فرحات بالقول ” نتوقع عاما مقبلا، أحسن من هذه السنة، من حيث كمية الأمطار المتساقطة”.
بدورها أطلقت، مؤخرا، جمعيات حماية المستهلك، مناشدات ونداءات عديدة للسلطات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، من أجل استعداد السلطات المحلية، للتغيرات المناخية المرتقبة، مع بداية النصف الثاني من شهر أوت، حيث قد تشهد العديد من المناطق، تساقط أمطار معتبرة، في ظل ما نشاهده من انسداد البالوعات ومجاري صرف المياه، معتبرة أن هذه الظاهرة “أصبحت تتكرر كل سنة، في غياب أي تحركات استباقية للصيانة والتنظيف من الجهات المسؤولة”.
وأوردت في هذا الشأن المنظمة الوطنية لحماية المستهلك أنّه “إيمانا من المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، أن ما حدث خلال هذا العام من كوارث يكفينا، ولا نتمنى حدوث أي كارثة جديدة، نطلق نداء لكل بلديات الوطن ومجالسها المنتخبة، وجمعيات المجتمع المدني، ولجان الأحياء وحتى المواطنين الخيرين، بضرورة العمل على تنظيف وتهيئة بالوعات صرف مياه الأمطار استباقا لأي فيضانات محتملة.” وأطلقت المنظمة حملة شعارها: “اللي فينا يكفينا..” و”نظفها قبل ما تفيض علينا”.
مناورات وتنظيف للبالوعات بالمناطق السوداء
انطلقت حملة تنظيف وصيانة كبيرة للبالوعات ومجاري المياه والوديان، عبر مختلف ولايات الوطن، ففي ولاية الجزائر العاصمة، أطلقت المقاطعات الإدارية الـ 14، عمليات تنظيف شاملة للبالوعات، والمجاري والوديان، وكل ما من شأنه أن بشكل احتمالا لحدوث فيضانات بسبب الأمطار الأولى لفصل الخريف المرتقبة ابتداء من 15 سبتمبر المقبل.
والجديد في الموضوع، والذي لقي استحسانا وثناء كبيرين، هو قيام المصالح البلدية، بمناورات مشتركة مع الأسلاك المعنية بتنظيف وتهيئة البالوعات، لمعرفة احتمالية حدوث فيضانات على مستوى بعض المناطق أو ما يعرف بالنقاط السوداء، وخاصة تحت الجسور وبالمنخفضات والتي تعتبر خطرة وسهل حدوث فيضانات وسيول بها.
ويشارك في عملية الصيانة والتنظيف الكبرى، جميع المؤسسات والهيئات المعنية ومنها، “أوديفال”، “سيال”، “أسروت”، “نات كوم”، “اكسترانت”.. والعملية تحت الإشراف المباشر للولاة المنتدبون ومصالح النظافة للبلديات.