أفريقيا برس – الجزائر. تستضيف الجزائر ابتداء من، غدا الإثنين، اجتماعاً وزارياً لدول جوار ليبيا، يشارك فيه وزراء خارجية سبع دول، يخصص لبحث سبل إنهاء الأزمة الليبية، وهو الاجتماع الذي جاء بعد جهود حثيثة قامت بها الجزائر مؤخرا.
ودعي إلى هذا الاجتماع، كل من ليبيا ومصر والسودان وتشاد وتونس ومالي، بالإضافة إلى ممثلين عن كل من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ممثلة في ممثلها إلى ليبيا، يان كوبيتش.
وقد جاء الاجتماع في ظرف جد حساس بالنسبة للجارة الشرقية، التي باتت مهددة بانهيار الاتفاقيات الأخيرة التي أرست مؤسسات انتقالية أوكلت لها مهمة التحضير لإجراء انتخابات عامة.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية الأحد، مشاركة تونس في الاجتماع، وقالت في بيان لها، إن وزير الخارجية عثمان الجرندي، سيلتقي بهذه المناسبة بنظرائه المشاركين في هذا الاجتماع والمسؤولين الأمميين، ولاسيما وزير الخارجية الجزائري وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ويان كوبيش، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا.
كما أعلن كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي خلال لقائهما في العاصمة الإيطالية روما، على أهمية “مواصلة ملتقى الحوار السياسي أعماله لتعزيز المسار الديمقراطي في ليبيا للوصول إلى الانتخابات في ديسمبر القادم، والحاجة إلى ضرورة انسحاب سريع للقوات الأجنبية منها”.
ويأتي هذا الإجتماع بعد عودة الاحتقان إلى المشهد الليبي، طبعتها تهديدات من قبل رئيس البرلمان، عقيلة صالح، بسحب الثقة من الحكومة المعترف بها دوليا، والتي يقودها عبد الحميد الدبيبة، فيما يشهد ملتقى الحوار الليبي خلافا بشأن الأرضية الدستورية التي ستحكم إجراء الانتخابات المرتقبة في ديسمبر المقبل، وفق ما نصت عليه مخرجات مؤتمر برلين.
وينعقد اجتماع الجزائر وفي جدول أعماله جملة من الأهداف، وعلى رأسها رأب الصدع بين الطرفين المتصارعين، ممثلين في المجلس الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس من جهة، ومن جهة أخرى، البرلمان في طبرق بأقصى الشرق الليبي الموالي للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، والذي بات ينذر بحصول تطورات غير سارة في قادم الأيام، إذا لم يتم احتواء الصراع.
ووفق بعض المراقبين، فإن احترام آجال تنظيم الانتخابات يبقى الشغل الشاغل لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، في ظل الشكوك التي تحوم حول إجرائها في موعدها، فيما رجحت بعض المصادر، أن يعمد وزراء خارجية الدول السابع، إلى محاولة التوافق حول أسماء معينة تخوض العملية الانتخابية، تكون مقبولة من قبل الطرفين المتصارعين، تفاديا لانهيار التوافقات السابقة، ولاسيما في حال سعي بعض الأطراف في الداخل الليبي إلى فرض أجندتها مدفوعة بأطراف خارجية، بالإضافة إلى عنصر آخر وهو التأكيد على دور لدول الجوار والاتحاد الإفريقي في حل الأزمة الليبية.
ويرى مراقبون أن عودة اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار الليبي بعد انقطاع دام ثمانية أشهر ونيف (آخر اجتماع كان في 22 جانفي المنصرم)، يعني من بين ما يعنيه، أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين الجزائر ومصر بخصوص الملف الليبي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تنظيم الانتخابات في آجالها، لأن مصر هي الدولة الوحيدة القادرة على كبح اندفاع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، نحو المعترك الانتخابي.
وسبق اجتماع الجزائر جهودا حثيثة من قبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج، رمطان لعمامرة، قادته إلى كل من السودان ومصر وتونس، والتقى مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، كما زار مالي نهاية الأسبوع.