دول جوار ليبيا تفعل “المبادرة الرباعية” بشأن الحدود

27

بقلم : فريدة شراد

أفريقيا برسالجزائر. أكد رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون وقوف بلاده إلى جانب ليبيا، قائلا على في تصريح نقله وزير خارجيته رمطان لعمامرة “نحن رهن الإشارة ليبيا، وسنبذل قصارى جهدنا لنصرة الليبيين ونرفع بصوتنا منادين باحترام الحقوق السيادية لليبيا.”

واستقبل الرئيس الجزائري وزراء خارجية الدول الستة المشاركين في ملتقى دول جوار ليبيا والتي احتضنته الجزائر على مدار يومين بمشاركة كل من ليبيا ومصر وسودان ونيجر وتشاد وتونس والكونغو.

وقال رئيس الجمهورية إن الشقيقة ليبيا تستحق هذا الحضور، متمنيا أن تكون بادرة خير لحل المشكل الليبي نهائيا، مضيفا نحن كدول الجوار يهمنا أكثر من غيرنا استقرار ليبيا، لأن عدم استقرارها هو عدم استقرار كل دول الجوار، على حد تعبيره.

وتنمى الرئيس الجزائري لليبيا أن تسترجع مكانتها ما بين الدول المغاربية والإفريقية والعربية، مؤكدا أنها تملك كل الإمكانيات البشرية والاقتصادية وموقع جغرافي الذي يأهلها أن تكون دولة فاعلة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

واختتمت الجزائر، اجتماع دول الجوار الليبي لدعم حل الأزمة الليبية سياسيًا والتأكيد على المخرجات التي توصل إليها الفرقاء في جنيف سواء السياسي بتشكيل سلطة تنفيذية جديدة ملزمة بعدد من المهام أبرزها إجراء انتخابات، أو مخرجات اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” خاصة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.

وبعد استعراض الوزراء الوضعية السائدة في ليبيا وانعكاساتها على المنطقة، تطرّقوا للسبل والوسائل الكفيلة بتمكين الدول المجاورة من الدعم الفاعل للجهود الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف التوصّل إلى دعم المسار السياسي ينهي الخلافات ويحفظ أمن واستقرار جميع دول الجوار.

الوحدة الترابية وخروج المرتزقة


وأكّد الوزراء على التزامهم بمخرجات مؤتمري برلين 1 و2 وجدّدوا تمسكهم بسيادة دولة ليبيا ووحدتها الوطنية وسلامتها الترابية. كما جدّدوا رفضهم القاطع لجميع أشكال التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية اللّيبية، مع إدانتهم لاستمرار توريد الأسلحة والمرتزقة إلى التشكيلات المسلحة وذلك في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وكذلك المحاولات المتعمّدة لبث الفرقة بين الليبيين لتقويض كافة الجهود الهادفة إلى حل الأزمة في ليبياـ حسب ما جاء في البيان الختامي للاجتماع.

كما أكد وزراء خارجية دول جوار ليبيا المجتمعين في الجزائر على الدور المحوري لآلية دول الجوار في دعم المسار الليبي برعاية أممية، وعلى أهمية التشاور في منتدى الحوار السياسي الليبي والعمل على التنسيق ما بين اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” و دول الجوار الليبي بشأن موضوع انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية لوضع آلية فعالة وعملية بين الجانب الليبي ودول الجوار.

ودعا الوزراء إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 وعلى النحو المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الدائم. وشدّدوا على الحاجة إلى إشراك دول الجوار بشكل كامل في المحادثات أو المسارات التي يتم إطلاقها في هذا الصدد. ودعا الوزراء إلى تفعيل الاتفاقية الرباعية بين ليبيا ودول الجوار لتأمين الحدود المشتركة.

لا استقرار في المنطقة دون أمن ليبيا
وربط المجتمعون في الجزائر على مدار يومين استقرار دول المنطقة باستقرار وأمن ليبيا، مولين اهتمام خاص لتأثير الأوضاع فيها على دول الجوار الليبي الجنوبي، مشددين على ضرورة إشراكهم في كافة الاجتماعات الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأزمة.

كما أجمع وزراء خارجية الجوار الليبي على أهمية ضمان تعزيز التنسيق والمواءمة والتكامل بين جهود الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي التي تعمل بشكل وثيق مع دول الجوار، بهدف تجنّب تعددّ الجهود والمسارات المتنافسة في دعم المرحلة الانتقالية للحلّ الشامل في ليبيا.

استقرار ليبيا
ورحّب المشاركون بالتحسّن الذي شهده الوضع في ليبيا، والذي تميّز بوقف الأعمال العدائية وإطلاق النار وتشكيل السلطة الانتقالية المتمثلة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية التي حظيت بثقة مجلس النواب، فضلا عن إعادة فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق ليبيا وغربها.

وأكد الوزراء على الحاجة الملحة لتعزيز تدابير بناء الثقة من أجل تهيئة المناخ الملائم لإنجاح الانتخابات، كما شدّدوا على الأهمية القصوى لمصالحة وطنية شاملة وذات مصداقية في إطار مساعي الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الليبي.

ورحب المجتمعون بالخطوات المعلنة التي سيتخذها فريق من الاتحاد الإفريقي الرفيع المستوى المعني بليبيا ومفوضية الاتحاد الإفريقي قريبا من أجل تمهيد الطريق لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية بين الليبيين بالتنسيق مع دول الجوار.

وشدّد الوزراء على ضرورة التنفيذ الفعلي للأولويات الرئيسية لخارطة الطريق المتفق عليها، من حيث إجراء الانتخابات في موعدها المقرر وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 ومخرجات مؤتمر برلين 2 وخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي.

وطالب المجتمعون أن تقوم المؤسسات الليبية المختصة بتمهيد الأرضية القانونية والدستورية لذلك، وانسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وإنجاز المصالحة الوطنية.

المخرجات العملية للأزمة

واتفق الوزراء على تنسيق جهودهم الجماعية إزاء كافة الأطراف الليبية لوضع حد للأزمة وفقا للمسار الأممي، مقررين قيام وفد وزاري بزيارة إلى ليبيا لإبداء التضامن مع الشعب الليبي والتواصل مع جميع الأطراف الليبية بهدف تقييم مسار العملية السياسية الذي يسبق الانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية العام الجاري.

ودعم المشاركون المبادرة الليبية لاستقرارها بتنفيذ قرارات مجلس الأمن 2570 و2571 ومخرجات برلين 1و2 وتنسيق الجهود وعقد اجتماعات تشاورية قبل استحقاقات قادمة يدعو لها الجانب الليبي. وشدد الوزراء على تكثيف التواصل مع كافة الأطراف الأجنبية للتأكيد على حتمية الحلّ السياسي باعتباره الحل السلمي الوحيد للأزمة الليبية.

وفعل الوزراء اللجنتين الفرعيتين الخاصتين بالسياسة والأمن، اللتين ترأسهما على التوالي مصر والجزائر مع تحديد المواضيع والمسائل التي تتكفل بها وتأطيرها، على أن تجتمع في أقرب الآجال الممكنة. ورحب البلدان الستة بمقترح جمهورية مصر لاستضافة الاجتماع القادم لوزراء خارجية دول الجوار الليبي، موضحين أن الموعد سيتم تحديده لاحقا.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here