أفريقيا برس – الجزائر. راسل مفتشو إدارة المدارس الابتدائية، وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، لمناشدته التدخل العاجل لإيفاد لجان وزارية مختصة للتحقيق في قضية المطاعم المدرسية التي تم غلقها بشكل يومي بسبب استمرار أزمة التموين، جراء إصرار الممونين على ضرورة التعديل في دفتر الشروط القديم بسبب موجة الغلاء الفاحش، في حين يرفض مجلس “تسيير المطعم المدرسي” تحيين الأسعار. بالمقابل لجأت مطاعم أخرى إلى تقديم وجبات باردة لتفادي الغلق.
الداخليات ونصف الداخليات مهددة بالإيقاف.. واستنجاد بالوجبات الباردة
أفادت مصادر “الشروق” أن مفتشي الإدارة للتعليم الابتدائي، قد رفعوا تقارير للمسؤول الأول عن القطاع، حول قضية غلق المطاعم المدرسية، رغم أنه تم فتحها مع بداية الدخول المدرسي للموسم الدراسي الجاري 2021/2022، تنفيذا لتعليمات عبد الحكيم بلعابد، مؤكدين على أن ظاهرة الغلق تتفشى بشكل غير مسبوق، إذ يسجلون كل أسبوع غلق عديد المطاعم، وذلك بنسبة وطنية بلغت 60 بالمائة.
وناشد هؤلاء التدخل العاجل للوزير، لأجل احتواء المشكل خدمة لآلاف التلاميذ المستفيدين من خدمة الإطعام المدرسي، من خلال إيفاد لجان وزارية مختصة للتحقيق على مستوى المدارس الابتدائية، والوقوف على الحقائق، خاصة بعد ما اتضح بأن التقارير المرفوعة من قبل بعض مديري التربية للولايات حول ملف الإطعام المدرسي، مغلوطة وعارية تماما من الصحة ولا علاقة لها بالواقع.
وأكدت مصادرنا على أن أزمة تموين المطاعم المدرسية بالمواد الغذائية، خاصة واسعة الاستهلاك، لا تزال مطروحة دون حل لحد الساعة، برغم مرور شهرين عن الدخول المدرسي الجاري، بسبب رفض الممونين المتعاقد معهم الالتزام ببنود دفتر الشروط القديم الذي سيؤدي بهم إلى الإفلاس بسبب موجة الغلاء الفاحش وغير المسبوق في أسعار المواد الغذائية، على حد تعبيرهم.
ويرفض “مجلس تسيير المطعم المدرسي” الذي يضم مديري المدارس الابتدائية مفتشي التغذية المدرسية وممثلين عن البلدية، التعديل في دفتر الشروط والتحيين في الأسعار، لتبقى دار لقمان على حالها.
وشددت المصادر ذاتها على أنّ المطاعم المدرسية، التي لا تزال صامدة في وجه أزمة التموين الخانقة، والتي لا تزال أبوابها مفتوحة أمام التلاميذ، قد لجأت اضطرارا إلى تقديم الوجبات الباردة لمستفيديها، والتي لا تتعدى قطع الجبن والخبز، لأجل المحافظة على وظيفية المطعم المدرسي البيداغوجية، خاصة في ظل غياب إستراتيجية قطاعية تضمن الوجبات الساخنة للتلاميذ.
ونبهت ذات المصادر إلى خطورة الإبقاء على المطاعم المدرسية مغلقة في وجه التلاميذ، على اعتبار أن مديري المدارس الابتدائية سيضطرون في حال استمرار المشكل إلى إبقاء المتمدرسين خارج أسوار مؤسساتهم التربوية، الأمر الذي يجعلهم عرضة للاعتداءات الجسدية واللفظية، خاصة بالمناطق المعزولة.
وبخصوص الداخليات ونصف الداخليات المتواجدة على مستوى المتوسطات والثانويات، أكدت مصادرنا بأنها هي الأخرى مهددة بالإيقاف في أي لحظة، بسبب أزمة التموين، مشددة على أن معظمها يلجأ إلى الوجبات الباردة لعدم ترك التلاميذ من دون تغذية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس