ضرورة التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية والكوفيد معا لتعزيز الحماية

12
ضرورة التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية والكوفيد معا لتعزيز الحماية
ضرورة التلقيح ضد الانفلونزا الموسمية والكوفيد معا لتعزيز الحماية

أفريقيا برس – الجزائر. تتوالى دعوات الأطباء والمختصين في الصحة من أجل حث المواطنين للتلقيح ضد فيروس كورونا الذي يواصل تهديده في موجة رابعة وشيكة يتنبأ هؤلاء بأن تكون أكثر فتكا، بالنظر إلى ضعف النسبة الوطنية للتلقيح والتي لن تصل إلى الاهداف المسطرة لبلوغ المناعة الجماعية مع نهاية السنة الجارية إذا استمرت بهذه الوتيرة.

مدير معهد باستور: 2 مليون جرعة لقاح ضد الانفلونزا ولا ضرر من الجمع بين اللقاحين

ويخشى الأطباء في قطاع الصحة تداخل الأعراض بين فيروس كورونا وفيروس الانفلونزا الموسمية، وبالتالي صعوبة التشخيص وتعقد الوضعية الصحية للمصابين الذين قد لا يتم تشخيصهم في الوقت المناسب، وهو ما جعلهم يركزون على أهمية تلقي اللقاحين المضادين للفيروسين لضمان حماية مزدوجة ومعززة للجسم، خاصة مع تسجيل ارتفاع طفيف في الحصيلة اليومية للاصابات بكوفيد19 واستقبال المصالح الاستشفائية لحالات أكثر مما كانت عليه في الاسابيع الماضية.

الدكتور ملهاق: لا وجود لموانع استعمال اللقاحين معا وهذه فترة انتعاش الفيروسات التنفسية

وينتاب المواطنون الراغبون في التلقيح ضد كورونا أسئلة عديدة حول إمكانية تلقي اللقاحين والآثار الجانبية لذلك، فيما يعتقد آخرون بأن الجمع بين اللّقاحين أمر خطير على الصحة وقد يعرضهم لتعقيدات هم في غنى عنها.

معهد باستور يستقبل 800 ألف جرعة لقاح للأنفلونزا الموسمية

وفي هذا السياق، أفاد فوزي دارا المدير العام لمعهد باستور، في تصريح للشروق، أنّ فيروس الأنفلونزا الموسمية بدأ في السيران والمعهد قام باقتناء العينات الأولى للقاح المضاد للأنفلونزا منذ أزيد من أسبوع تقريبا واستقبل 800 ألف جرعة في إطار عقد يشمل 2 مليون جرعة وبالتالي فإن اللقاحات ستصل تباعا وسيتم مراقبتها دوريا، مشيرا إلى أنّ المعهد يبذل مجهوده من أجل استقبال كامل الجرعات قبل نهاية نوفمبر الجاري للبدء في حملة التلقيح الوطنية المقرر انطلاقها بين 20 إلى 23 نوفمبر الجاري.

ويرى مدير معهد باستور بأن الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية التلقيح ضد الانفلونزا ليست متأخرة، حيث أشار إلى اتفاق مع منظمة الصحة العالمية التي أصدرت توصياتها من أجل تأخير التلقيح لأن مدة فعالية التلقيح هي 5 أشهر وبالتالي مع امتداد فصل الحرارة وتأخر حلول فصل الشتاء التلقيح سيسمح بإعطاء أكثر نجاعة للعملية وسيبقى فعالا الى غاية شهر ماي.

وبخصوص تلقي لقاح كورونا ولقاح الانفلونزا معا قال درار “الأكيد أنهما فيروسان مختلفان ونظرا للتكنولوجيا يمكن التلقيح في نفس الوقت، خاصة إذا كان لقاح “سينوفاك” لأنه فيروس غير منشط ولكن من المستحسن الفصل بينهما والانتظار مدّة أسبوع بين اللقاحين، مبرزا نتائج بعض المنشورات العلمية التي تفيد بأنّ تلقي اللّقاحين معا يعطيان استجابة جيدة وعالية”.

ويرى درار أنّ الملقح ضد كوفيد19 بإمكانه الإصابة بالإنفلونزا الموسمية وقد تؤدي به إلى الانعاش لا قدّر الله.

وأضاف درار “نحن نتأسف لأننا فعلنا كل ما في وسعنا من أجل التحسيس بأهمية التلقيح ضد فيروس كورونا، غير أنّ العزوف فاجأنا بهذا الشكل خاصة مع انتظار استقبال 7 ملايين جرعة في إطار كوفاكس شهر ديسمبر المقبل وإذا بقينا على هذا الحال فإننا سنواجه موجة رابعة “خطيرة علينا لأننا ملقحين بنسبة غير عالية وهي نسبة إذا استمرينا عليها تعتبر مناسبة جدا لظهور سلالات متحوّرة لأنّ نسبة التلقيح الضعيفة تجعل الفيروس يتأقلم وتخلق سلالات جديدة“.

وتوقع درار تسجيل موجة رابعة شهر ديسمبر المقبل حيث قال “حسب المعطيات الاخيرة المنحنى في تصاعد بخصوص حالات الموجة الرابعة وإذا استمرينا هكذا مع العزوف سنكون أمام موجة رابعة شهر ديسمبر، لا نعرف درجة شراسة لكن ما نعرفه أن نسبة التلقيح الحالية لا تكفي للحد من أي شراسة قد تسجل في المستقبل”.

وأردف المتحدث “نلاحظ أنه في أوروبا هناك حالات كثيرة جدا تتجاوز 50 ألف حالة لكن مع نسبة التلقيح الكبيرة والمرتفعة لم تسجل تعقيدات خطيرة”.

من جانبه أفاد محمد ملهاق الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق بمخابر التحليل الطبية، في تصريح للشروق، أنّ الفترة الحالية هي فترة ازدهار الفيروسات التنفسية التي تبدأ من الفترة الخريفية إلى غاية نهاية الفترة الشتوية وتزدهر بشكل اكبر حيث تبلغ الذروة بين شهري جانفي وفيفري، وبالنظر إلى تهديدات كوفيد 19 الخطيرة فإن الأولوية اليوم تمنح للتلقيح ضده وتلقي الجرعتين وعقب ذلك الانتظار مدة أسبوعين للتلقيح ضد الانفلونزا الموسمية وهو أمر واجب لتعزيز الحماية في اطار ترتيب الاولويات.

وأضاف المختص ملهاق محمد أنه لا يوجد أية مضادات استعمال عند الجمع بين لقاحي الكورونا والأنفلونزا، غير أنّ توصيات الباحثين والمختصين تشير إلى أنّه من الافضل احترام فترة أسبوعين فاصلين بين اللّقاحين لأننا أمام لقاح جديد “كورونا” وضع في إطار الاستعمال الطارئ ولا نعرفه جيّدا.

وأشار ملهاق الخبير في علم الفيروسات بأنه سبق لنا في الجزائر المزج بين اللّقاحات مستدلا بما يحدث مع الاطفال الذين يتلقون لقاحات مختلفة في فترات متقاربة وأحيانا مرة واحدة.

وأضاف ملهاق أنّ الفيروسات التنفسية عديدة ومختلفة ولا تقتصر على الانفلونزا فقط، بل تتعداها الى التهابات الانف والحنجرة وكذا الزكام ونزلات البرد.

وأردف ملهاق بأن لكل فيروس قواعده وخصائصه وعليه فإن التلقيح حماية واجبة، تزداد أهميتها بالنسبة للمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here