بوقرة على خطى بلماضي والمهازل أصبحت من الماضي

بوقرة على خطى بلماضي والمهازل أصبحت من الماضي
بوقرة على خطى بلماضي والمهازل أصبحت من الماضي

أفريقيا برس – الجزائر. لا تزال الجماهير الجزائرية تعيش على وقع تتويج المنتخب الوطني المحلي بكأس العرب التي احتضنتها قطر، وهذا بعد أن تألق أبناء المدرب مجيد بوقرة في اللقاء النهائي، محرزين فوزا بثنائية نظيفة أمام المنتخب التونسي في مباراة محلية خطفت الأضواء وعكست حدة التنافس التي ممزوجة بالروح الرياضي والأخوية العالية فوق الميدان وفي المدرجات. تتويج وصفه المتتبعون بالمستحق، بالنظر إلى المسيرة المميزة التي حققها المنتخب الوطني المحلي في هذه الدورة رغم الظروف الاستثنائية التي مرّت بها التشكيلة قبل أيام عن انطلاق المنافسة.

ذهب الكثير من المتتبعين إلى القول بأن تتويج المنتخب الوطني المحلي بلقب كأس العرب كان بمثابة تحصيل حاصل، خاصة وأنهم برهنوا على صحة إمكاناتهم وتميزهم منذ البداية، بدليل أنهم لم يتعثروا في أي لقاء، والأكثر من ذلك فقد أبانوا عن صحة نواياهم من مباراة إلى أخرى تحت قيادة المدرب الشاب مجيد بوقرة (39 سنة) الذي عرف كيف يكسب الرهان ويعطي البرهان فوق الميدان على طريقة زميله في المنتخب الأول جمال بلماضي، وساهما بذلك في بسط محاربي الصحراء سيطرتهم على الكرة العربية والإفريقية، وهذا قبل أيام قليلة عن انطلاق العرس القاري في الكاميرون، إضافة إلى التحدي الذي ينتظر زملاء رياض محرز بمناسبة اللقاء الفاصل المؤهل إلى مونديال 2022، وا تألق بقدر ما بعث الفرحة في نفوس الجماهير الجزائرية التي خرجت سهرة السبت إلى الشوارع للاحتفال والتفاعل مع هذا الانجاز المميز، بقدر ما أعطى صورة واضحة على قوة المنتخب الوطني الأول والرديف، واللذين أعطيا صورة مشرفة تؤكد مواصلة البرهنة على جميع الأصعدة، خصوصا وأن المنتخب الأول يملك سلسلة 33 مباراة دون تعثر قابلة للزيادة، ناهيك عن طموحاته الكبيرة في تحدياته القارية ورهانه على التواجد في مونديال قطر 2022.

أربع مباريات مثيرة

ومن الجوانب التي تعكس أحقية المنتخب الوطني أحقيته في نيل اللقب القاري هو تجاوزه لعقبة مختلف المنتخبات التي واجهها، انطلاقا من دور المجموعات وصولا إلى الأدوار الاقصائية، وفي الوقت الذي دشن المسيرة بفوز على وقع رباعية أمام السودان وثنائية ضد لبنان، ما مسح بضمان التأهل إلى الدور ربع النهائي قبل الأوان، إلا أن قمة المجموعة الرابعة أمام مصر كانت أول اختبار حقيقي للعناصر الوطنية بغية التنافس على مقعد الريادة، ما جعل ورقة اللعب النظيف هي التي ترجح الكفة للفراعنة بعدما افترق المنتخبان على نتيجة التعادل هدف في كل شبكة، وهو الأمر الذي أرغم زملاء مبولحي على مواجهة المنتخب المغربي في لقاء محلي كبير، ناهيك عن قوة المنافس الذي كان أحد المنتخبات التي خطفت الأضواء في هذه الدورة، ما جعل الجمهور يحضر لمباراة مثيرة على جميع الأصعدة، بدليل انتهاء الوقت الرسمي والإضافي على وقع هدفين في كل شبكة.

وتألق بلايلي خلال المباراة بهدف أسطوري من وسط الميدان، في الوقت الذي ابتسمت ركلات الترجيح لأبناء بوقرة بعد تألق العناصر الوطنية في تنفيذ الركلات الخمسة بنجاح مقابل تصدي مبولحي لركلة حاسمة، مانحا التأهل المربع الذهبي، ما جعل الطموح يكبر أكثر رغم أن المنافس كان البلد المنظم منتخب قطر الذي أزاحه زملاء بن عيادة بهدفين مقابل هدف واحد في مباراة أضاف فيها الحكم 9 دقائق كوقت بدل ضاع سرعان ما تم تمديدها إلى الضعف، ليكون الموعد مع النهائي أمام الجار منتخب تونس، نهائي وفى بجميع وعوه الفنية والمحلية، إلا أن الكلمة الأخيرة كانت للعناصر الوطنية التي صنعت الفارق في الشوطين الإضافيين عن طريق البديل سعيود وحسن لاعب في الدورة ياسين براهيمي، فكانت الثنائية بمثابة فاتحة التتويج الإقليمي الذي يأتي بالتزامن مع تزعم المنتخب الأول للقارة السمراء.

حصد الجوائز يؤكد أحقية أبناء بوقرة بالتتويج

ولم يقتصر تألق المنتخب الوطني على كسب لقب كأس العب في مشوار كان صعبا ومثيرا، خاصة وأنه لعب 4 مباريات كبيرة أمام منتخبات قوية (مصر والمغرب وقطر وتونس)، بل حصدت العناصر الوطنية أغلب الجوائز الفردية، بعدما تم اختيار ياسين براهيمي أحسن لاعب في الدورة، وهو تتويج مستحق للاعب اتصف بالقوة الهادئة، بالنظر إلى إمكاناته الفنية التي مكنته من تسجيل 3 أهداف ومنح تمريرات حاسمة سمحت باختراق دفاع المنتخبات المنافسة وتسجيل أهداف حاسمة، في الوقت لذي احتل المرتبة الثانية كأحسن هداف.

كما كان العنصر البارز يوسف بلايلي في قاسمة محل الإشادة بعدما تم اختياره ثاني أحسن لاعب في الدورة، وهو الذي ترك بصمته بهدف تاريخي ومحاولات فردية ومراوغات قاتلة، في الوقت الذي كان للحارس رايس مبولحي كلمته هو الآخر، بعدما نال جائزة أفضل حارس في دورة قطر، حيث ساهم بشكل فعال في هذا التتويج بفضل تدخلاته الموفقة وخبرته الطويلة التي منحت الثقة لزملائه في الدفاع بصرف النظر عن بعض الهفوات الدفاعية التي كلفت المنتخب الوطني 4 أهداف (3 منها سجلت بالرأس)، في الوقت الذي ضرب الهجوم بقوة وسجل 13 هدفا (بمعدل هدفين في كل مباراة)، وهو ما يعكس مسيرة التميز لتشكيلة تم ضبطها في آخر لحظة، تحت قيادة مجيد بوقرة الذي يعد أصغر مدرب في هذه الدولة (39 سنة)، باصما على مستقبل كبير كمدرب وهو الذي يملك في رصيده مسارا متميزا كلاعب.

أرقام من مسيرة المنتخب الوطني المحلي في كأس العرب

نتائج المنتخب الوطني

دور المجموعات

الجزائر السودان 4-0 (بونجاح هدفان، بلعمري وسوداني)

الجزائر لبنان 2-0 (براهيمي، الطيب مزياني)

الجزائر مصر 1-1 (توقاي)

الدور ربع النهائي

الجزائر المغرب 2-2 (براهيمي وبلايلي) تم التأهل بركلات الترجيح 5-4

الدور نصف النهائي

الجزائر قطر 2-1 (بلعمري ويلايلي)

الدور النهائي

الجزائر تونس 2-0 (سعيود وبراهيمي)

لعب المنتخب الوطني 6 مباريات وبلغت مدتها 600 دقيقة.

فاز المنتخب الوطني في 5 مباريات (واحد بفضل ركلات الترجيح ضد المغرب) واكتفى بتعادل واحد ضد مصر حسا دور المجموعات.

تم اللجوء إلى الشوطين الإضافيين في لقائي المغرب (ربع النهائي) وتونس (النهائي).

سجل الهجوم 13 هدفا، بمعدل هدفين في كل مباراة.

تلقى الدفاع 4 أهداف، منها واحد عن طريق ركلة جزاء وثلاثة بالرأس.

هدافو المنتخب الوطني: 3 أهداف (براهيمي)، هدفان (بونجاح وبلايلي وبلعمري)، هدف واحد (سعيود وتوقاي ومزياني وسعيود).

عرفت الدورة حضورا منتظما لعهدة لاعبين، يتقدمهم بن دبكة وبراهيمي وبن عيادة وبلايلي الذين شاركوا في جميع المباريات.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here