أفريقيا برس – الجزائر. عاد فريق الحماية المدنية الجزائرية الموفد لإسعاف ضحايا زلزال تركيا إلى بلاده ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، وسط احتفاء رسمي وشعبي كبير، تفاعلا مع نجاح المهمة التي كللت بإنقاذ 13 شخصا وانتشال 96 من المتوفين، وهي أكبر حصيلة تحققها فرقة إنقاذ من خارج تركيا.
ووجد الفريق العائد في استقباله بالقاعدة الجوية العسكرية ببوفاريك (30 غرب العاصمة) كل من وزير الداخلية إبراهيم مراد، والمدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف. كما حضرت للاستقبال عشرات وسائل الإعلام التي نقلت شهادات الأعوان عن هول ما رأوه من دمار في تركيا.
وفي كلمته، نقل وزير الداخلية إبراهيم مراد، تحية الرئيس عبد المجيد تبون ، لكل أعضاء فوجي الحماية المدنية الموفدين إلى تركيا وسوريا، نظير تشريفهم للراية الوطنية أثناء أداء مهمتهم الإنسانية إثر الزلزال العنيف المسجل بالبلدين.
وخاطب الوزير رجال الإنقاذ بالقول:” كنتم من بين الأوائل الذي وصلوا إلى تركيا، و رفعتم التحدي وانقذتم ما أمكنكم من أرواح وسجلتم نتائج مشرفة يعترف بها الكل اليوم، كما أنكم أثبتم احترافية عالية خاصة في مثل هذه المواقف الإنسانية”.
وفي الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال، أوفدت السلطات الجزائرية لتركيا، 89 عضوا مصنفا على المستوى الدولي في التدخل وتسيير الكوارث الكبرى، يتوزعون على عدة تخصصات تتعلق بالتدخل في الكوارث الكبرى منها فرقة للبحث والإنقاذ تحت الردوم وكذا فرقة الكلاب المدربة وفرقة طبية مختصة.
وأكد مدير الإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية العقيد فاروق عاشور، أن الفوج كان يتوفر على كل التخصصات الضرورية لمواجهة هذا النوع من الكوارث الطبيعية، وقد تجسدت في الميدان، كما قال “فعالية وجدوى تلك البرامج التي تسهر على تطبيقها واستمراريتها السلطات العليا وتؤكد عليه في كل مرة”.
وأضاف قائلا: “ذات البرامج التكوينية ساهمت في الرفع من قدراتنا لتحقيق خدمة عمومية راقية، وكذا الأمر بالنسبة لمختلف التجهيزات والمعدات التي نتوفر عليها والتي مكنت الى حد بعيد في نجاح مهمتنا بسوريا وتركيا”.
وحظي العون علي فارس الذي نجح في إنقاذ طفل صغير، باهتمام خاص من وسائل الإعلام التي تناقلت باهتمام تصريحاته. وروى رجل الإنقاذ الجزائري، أن الطفل الذي أنقذه كان يتشبّث بي، متّكئا على صدر والدته المتوفاة، مشيرا إلى أن “نظرته البريئة وسط ركام منزل عائلته، جعلتني أعقد العزم ألّا أخرج إلا وهو معي، ينجو معي أو أموت معه”.
وأبرز فارس والدموع تغالبه أنه أحس بشعور فريد لما تمكن من استخراج الطفل من تحت الركام، قائلا: شعرت كأنما ولدت من جديد. وذكر أنه سمع صوت هذا الطفل من تحت الأنقاض، ولما تقدم نحوه وجد أنه يقبع في مكان أشبه بالمغارة، لا يستطع أحد الدخول إليه، لكنه قال إنه تمكن من الوصول إليه بفضل بنيته المورفولوجية النحيفة. وأردف “الطفل كان عالقًا لا يستطيع التحرك، أعاقه جدار منهار وخزانة سقطت أمامه، وكان أي خطأ سيدي بحياته، لكن الله سلّم في الأخير واستطعت إنقاذه”.
اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس