أرملة الرئيس بومدين ضحية حملة عدائية في فرنسا

1
أرملة الرئيس بومدين ضحية حملة عدائية في فرنسا
أرملة الرئيس بومدين ضحية حملة عدائية في فرنسا

محمد مسلم

أفريقيا برس – الجزائر. تتعرض أنيسة بومدين، أرملة الرئيس الراحل، هواري بومدين، لحملة عنصرية تشويهية في فرنسا، بسبب تعبيرها عن موقفها من سجن الكاتب الفرانكو -جزائري، بوعلام صنصال، على خلفية تهم تتعلق باستهدافه الوحدة الترابية للجزائر، في تصريحات صحفية أدلى بها لمنبر يميني متطرف.

وسئلت أرملة الرئيس الراحل إن كانت تقف إلى جانب المطالبين بإطلاق سراح الكاتب صنصال، ومن بينهم ياسمينة خضرا، فعبرت عن رفضها القاطع للإفراج عنه، وردت بصرامة قائلة: “لا. على الإطلاق”. وعلى الرغم من أن الوسيلة الإعلامية التي حاورته “أفريكا راديو”، غير معروفة، إلا أن هذا التصريح كان وراء حملة شعواء ضد السيدة الأولى سابقا في الجزائر.

وبررت أنيسة بومدين موقفها الصارم قائلة: “بالنسبة إلي، بوعلام صنصال لا يحب الجزائر”. وأضافت مستنكرة: “بوعلام صنصال قال إن تلمسان ومدنا أخرى ليست جزائرية.. بالنسبة لي، هذا أمر خطير للغاية”، قبل أن تخاطب محاورها قائلة: “تخيل لو أن سكان نيس (مدينة بجنوب شرق فرنسا)، أو الكورسيكيين (نسبة على جزيرة كورسيكا)، قالوا إنهم كانوا يفضلون البقاء مع الإيطاليين على حساب الفرنسيين”.

وجاء موقف السيدة الأولى سابقا في الجزائر، قبل أقل من أسبوع على صدور قرار مجلس قضاء الجزائر العاصمة في جلسة الاستئناف في قضية الكاتب الفرانكو جزائري، وهو الأمر الذي خلف حالة من الرعب لدى الأوساط الداعمة والمطالبة بالإفراج عن صنصال في فرنسا، لأن موقف شخصية قانونية (أنيسة تحوز على شهادة في القانون من جامعة السوربون في باريس) فضلا عن رمزيتها في المخيال الجزائري، كأرملة رئيس وطني محبوب من قبل الجزائريين، مثل الراحل هواري بومدين، من شأنه أن يؤثر على قضية الكاتب المسجون في تقدير المتحاملين عليها.

ولذلك لم تلبث تلك الأوساط الفرنسية أن خرجت من جحورها منتقدة أنيسة بقسوة، والمثير في الأمر أن من أطلقوا هذه الهجمة يدعون الدفاع عن حرية التعبير، وعلى رأسهم صاحب جائزة الكونغور الفار من العدالة الجزائرية، كمال داود، الذي غرد على منصة “إكس” قائلا: “سئلت إن كانت مع الافراج عن بوعلام صنصال. فردت: لا على الإطلاق. إنها تعيش في فرنسا. البلد الذي تتمتع فيه بالحرية”.

وأتبع كمال داود ذلك بسلسلة من التغريدات الداعمة للكاتب الفرانكو جزائري، كما جاء في إحداها: “إذا كنت تريد مساعدة نفسك، والدفاع عن حرياتك، والإيمان دون الركوع، والحلم دون النوم، والاستماع دون تحيز، والسفر بمجرد حركة إصبع السبابة على الصفحة، اقرأ صنصال”.

وعلى الرغم من حالة الهدنة غير المعلنة في وسائل الإعلام الفرنسية تجاه الجزائر، أملا منها في خفض التصعيد ومن ثم تهيئة الأجواء للعفو عن الكاتب الفرانكو جزائري، إلا أن منابر إعلامية معروفة بتوجهاتها اليمينية، لم تتخلف عن استهداف أرملة الرئيس الراحل، على غرار صحيفة “لوجورنال دو ديمانش”، و”فالور أكتيال”.

وعنوات “لوجورنال دو ديمانش” مقالها حول أنيسة بومدين كالتالي: “تعيش في فرنسا وهي حرة”: رأي السيدة الأولى السابقة للجزائر في بوعلام صنصال يثير الجدل”، وفيه توقفت عند ما قالته أنيسة بومدين، وكتبت: “السيدة الأولى السابقة للجزائر والمحامية، لا تطالب بالإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال، المعتقل في السجون الجزائرية منذ نوفمبر. وترى أن تصريحاته الخطيرة تهدد وحدة البلاد وتبرر مصيره”.

فيما عنونت الصحيفة الأخرى “فالور أكتيال” مقالها الاستفزازي ضد أنيسة بومدين قائلة: “تصريحاته خطيرة للغاية: السيدة الأولى السابقة للجزائر لا تريد إطلاق سراح بوعلام صنصال”. وفي نص المقال علقت: “بعد أشهر من غيابها عن قضية بوعلام صنصال، الكاتب الفرانكو جزائري المسجون منذ نوفمبر 2024 في الجزائر، أكدت أنيسة بومدين، أنها لا تريد إطلاق سراح الكاتب، الذي تُعدّ قضيته رمزًا للتوترات بين باريس والجزائر”.

وبالمقابل، وجدت أنيسة بومدين من يدافع عنها في فرنسا، ممثلا في المنتخب المحلي ذي الأصول الجزائرية، سليم جلاب، الذي رد على كمال داود في تغريدة: “إن الإشارة إلى أن أنيسة بومدين بأنها تعيش في فرنسا هو بمثابة (محاولة) فضحها علنا، مع التلميح إلى المعارضة التي يجب المعاقبة عليها”.

وأضاف: “ومع ذلك، ففي القانون الدولي، تتمتع كل دولة بالسيادة في ممارسة عدالتها. إذا أدين بوعلام صنصال بموجب القانون الجنائي الجزائري، فمن الممكن الاستئناف للحصول على قدر من الرحمة (العفو الرئاسي)، ولكن بالتأكيد لا يمكن الطعن في الاختصاص القضائي لدولة ثالثة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here