أفريقيا برس – الجزائر. أشرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء 13 ماي بليوبليانا، رفقة الوزير الأول السلوفيني، روبرت غولوب، على مراسم التوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين تخص العديد من القطاعات.
كما أشرف كذلك الرئيس تبون والوزير الأول السلوفيني على التوقيع على إعلان مشترك بين الجزائر وسلوفينيا، في إطار زيارة الدولة التي يجريها رئيس الجمهورية تلبية لدعوة نظيرته السلوفينية ناتاشا بيرتس موسار.
جاء ذلك عقب توقيع شركة جيوبلين السلوفينية والشركة الجزائرية سوناطراك اليوم عقداً موسعاً لتوريد الغاز الطبيعي الجزائري، يُتيح لسلوفينيا ضمان إمدادات الغاز دون انقطاع في السنوات المقبلة من خلال تمديد العقد، وهو الاتفاق الذي وصفه بيان لشركة جيوبلين بأنه “اتفاق له أهمية استراتيجية أيضاً بالنسبة للجزائر، حيث تعمل الشركة الجزائرية المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي، سوناطراك، على زيادة حضورها في سوق الطاقة السلوفينية من خلال هذا الاتفاق، في حين تستجيب أيضاً للطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية”.
وفي مايو/ أيار 2024، وقعت شركة سوناطراك الجزائرية اتفاقاً مع الشركة السلوفينية “جيوبلين”، تزاد بموجبه كميات الغاز الطبيعي التي تُنقل إلى سلوفينيا عبر خط أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر بإيطاليا، بمناسبة الزيارة التي قام رئيس الحكومة السلوفينية روبرت غولوب إلى الجزائر، ووصف ذلك الاتفاق بأنه “يشكل خطوة إضافية نحو تعزيز الروابط الطاقوية بين الجزائر وسلوفينيا”.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، بدأت سلوفينيا والمجر محادثات لتشييد خط أنابيب غاز لربط البلدين، لضمان وصول الغاز الجزائري عبر إيطاليا، وما يسمح للمجر بخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية.
وبحضور رئيس حكومة سلوفينيا روبرت غولوب، جرى التوقيع على اتفاقيات تعاون بين الجزائر وسلوفينيا، وعلى مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الفضاء لأغراض سلمية، تشمل تنظيم ورشات عمل بين خبراء البلدين لمناقشة تطوير أنظمة الفضاء، خاصة في مجالات البصريات والاتصالات، إذ ترغب وكالة الفضاء الجزائرية في التعاون مع مكتب الفضاء السلوفيني في هذا المجال، لبحث سبل التعاون في التكنولوجيات والتطبيقات الفضائية والذكاء الاصطناعي لاستكشاف الموارد الطبيعية وإدارة الكوارث، فقد كان وفد من مكتب الفضاء السلوفيني قد زار الجزائر في شهر فبراير الماضي.
وقال الخبير في الشؤون الاقتصاد والجيوبوليتك سيف الدين قداش إنه “إضافة إلى قطاع الطاقة الذي يمثل مجالاً محورياً للتعاون بين البلدين، فإن الجزائر تتطلع أساساً للاستفادة من التجربة السلوفينية التي حققت تقدماً في الابتكار والرقمنة (34 عالمياً)، مع بيئة حاضنة للشركات الناشئة ومراكز بحثية متقدمة في الذكاء الاصطناعي، خاصة أن نسبة الرقمنة في سلوفينيا بلغت 69%، وقطاع التكنولوجيا في دولة سلوفينيا يتضمن أكثر من عشرة آلاف مؤسسة، وإجمالي مداخيل يتجاوز 6.17 مليارات يورو ويشكّل 8% من الاقتصاد المحلي، ويمكن للجزائر الاستفادة ونقل هذه التجربة في خضم سعيها لنقل اقتصادها إلى اقتصاد للمعرفة، عبر الشراكات الجامعية وحاضنات الأعمال وبرامج التبادل، خاصة في الفلاحة وصناعة الطاقة والطاقات المتجددة، لتسريع التحول الاقتصادي والتكنولوجي وتعزيز تنافسية مؤسساتها الاقتصادية والناشئة”.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد بدأ، أمس الاثنين، زيارة رسمية إلى سلوفينيا، هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري إلى دولة في أوروبا الشرقية، منذ سقوط حائط برلين، استجابةً لدعوة رسمية كانت قد نُقلت إلى الرئيس تبون في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس