المشهد الذي أدمى ضمير العالم

3
المشهد الذي أدمى ضمير العالم
المشهد الذي أدمى ضمير العالم

أفريقيا برس – الجزائر. لامادون بن طلحة” واحدة من أبرز الصور التي وثّقت فترة “العشرية السوداء”، التُقطت يوم 23 سبتمبر 1997 أمام “مستشفى سليم زميرلي” بالعاصمة الجزائر، عقب مجزرة بن طلحة في الضاحية الجنوبية، التي راح ضحيتها نحو 200 شخص على يد الجماعة الإسلامية المسلحة.

الصورة التقطها الصحفي المصور الجزائري حسين زورار لصالح وكالة الأنباء الفرنسية، وتُظهر امرأة في الأربعين من عمرها تغمرها الصدمة والحزن، وقد أصبحت رمزًا لمعاناة سكان عزّل هاجمهم الإرهابيون ليلًا ومارسوا بحقهم أبشع أنواع التنكيل.

انتشرت الصورة في أكثر من 750 وسيلة إعلامية حول العالم آنذاك، ونالت جائزة World Press Photo المرموقة عام 1997. وسُميت “لامادون بن طلحة” لتشابهها مع تصوير مريم العذراء في الأعمال الفنية الغربية.

لم يتعرف أحد على المرأة المكلومة في البداية، إذ لم تكن تقطن في بن طلحة. وبعد أيام، ظهرت في تسجيل فيديو أكدت فيه أن اسمها أم السعد، وأنها امرأة حقيقية وليست “سرابًا”، كما رُوّج حينها. وروت أنها توجهت إلى المستشفى في اليوم التالي للمجزرة، وقد كانت في حالة ذهول بعد أن بلغها نبأ مقتل أشقائها الذين كانوا يقيمون في البلدة، وأغمي عليها من هول الصدمة عندما رأتهم أشلاء.

تحوّلت صورة “لامادون بن طلحة” إلى رمز إنساني عالمي، وموضوع للدراسة في مجالات الإعلام، والذاكرة، والتاريخ. وهي لا تزال حتى اليوم شاهدًا مؤلمًا على واحدة من أكثر صفحات تاريخ الجزائر الحديث سوداوية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here