انطلاق حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال

انطلاق حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال
انطلاق حملة التلقيح الثانية ضد شلل الأطفال

أفريقيا برس – الجزائر. تنطلق المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ شلل الأطفال، في 21 من ديسمبر الجاري، وينتظر أن يكون الإقبال كبيرا، على غرار ما شهدته حملة التلقيح الأولى، التي جعلت وزارة الصحة تمدّد فترتها نظرا لعدم تمكّن كثيرين من تلقيح أطفالهم، لعوامل مختلفة.

وتخـصّ الحملة الثانية للتلقيح ضد شلل الأطفال، الصغار الذين تتراوح أعمارهم مابين شهرين وخمس سنوات، وهم الذين من تم تلقيحهم خلال المرحلة الأولى للعملية، وأيضا الأطفال المتغيّبون عن التلقيح في ذات المرحلة.

وتمتدّ المرحلة الثانية، خلال الفترة الزمنية بين 21 إلى 27 من شهر ديسمبر الجاري، على مستوى جميع وحدات التلقيح، التابعة للمؤسسات العمومية للصحة الجوارية عبر الوطن، من الثامنة صباحًا إلى السادسة مساءً.

وفي الموضوع، تؤكد الدكتورة المختصة في طب الأطفال بلحاج، أن الأيام الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال، متواصلة، وستنطلق المرحلة الثانية، تحت شعار ” استدراك، تعزيز، وحماية جماعية نحو القضاء النهائي على شلل الأطفال”.

السعي لتحصين الأطفال بشكل كامل

وتؤكد الطبيبة، على مواصلة وزارة الصحة تنفيذ الأيام الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال عبر مرحلتها الثانية، في إطار إستراتيجية وطنية تهدف إلى تحصين الأطفال بشكل كامل، ومنع عودة هذا المرض الخطير، الذي خلّف سابقا إعاقات دائمة لدى آلاف الأطفال.

والفئة المستهدفة خلال الحملة الثانية للتلقيح، بحسب ما توضحه الطبيبة بلحاج، جميع الأطفال من عمر شهرين إلى 59 شهرًا كاملاً دون استثناء، بما في ذلك، الأطفال الذين تلقوا الجرعة الأولى خلال المرحلة الأول، الأطفال الذين لم يتمكنوا من التلقيح سابقًا لأي سبب كان. وأيضا كل مولود بلغ عمر شهرين خلال المرحلة الثانية، حتى وإن لم يكن مؤهلاً في المرحلة الأولى.

وتؤكد المتحدثة، وجود مرونة في مواعيد التلقيح، بحيث لا يوجد تاريخ محدد مرتبط بأخذ الجرعة الأول، كما يُمنح الأولياء حرية اختيار يوم التلقيح خلال فترة المرحلة الثانية، تسهيلاً لهم وضمانًا لأكبر نسبة مشاركة.

وللعائلات المتخوفة من التلقيح، تؤكد لهم طبيبة الأطفال بلحاج، أن “لقاح شلل الأطفال الفموي، فعال وآمن، ومُستعمل منذ سنة 1969، وهو الآن بصيغة مطوّرة تتماشى مع الأنماط الفيروسية الحالية”.

أما موانع استعمال اللقاح فهي نادرة جدًا، حسبها، وتقتصر فقط على وجود خلل مناعي مكتسب أو وراثي، مؤقت أو دائم.

ثلاث جرعات لتعزيز الحماية وتحفيز المناعة

وتؤكد الطبيبة، تلقيها عديد الاستفسارات من أمهات، تتساءلن عن سبب اعتماد مرحلتين من القطرات الفموية، تليهما جرعة حقن معززة في جانفي 2026، رغم أن لقاح شلل الأطفال القابل للحقن (IPV) مدمج أصلًا في البرنامج الوطني للتلقيح.

وكانت إجابتها، بأن الجرعة المعززة، هدفها تعزيز الحماية القصوى، حتى مع الالتزام بالتلقيح الروتيني، قد تختلف مستويات الأجسام المضادة من طفل لآخر، بحيث ترفع الجرعة المعززة، التي تعتبر إجراء وقائيا إضافيا، المناعة إلى أقصى مستوياتها، وتعتبر بمثابة شبكة أمان صحية، ضد الشلل.

ثاني سبب حسبها هو التآزر المناعي بين القطرات والحقن، وذلك وفق مبدأ علمي يُعرف بـ Prime-Boost:، أي أن القطرات الفموية تحفّز المناعة المعوية وتمنع تكاثر الفيروس في الأمعاء، كما أن الحقن يعزّز المناعة الدموية طويلة الأمد” والجمع بين الطريقتين، يوفّر مناعة أقوى وأكثر استدامة مقارنة بالتلقيح الروتيني وحده”.

والسبب الثالث، تضيف الطبيبة بلحاج، هو استدراك الأطفال الذين فاتهم التلقيح، في حملة وطنية واسعة تشمل ملايين الأطفال، يصعب التحقق فرديًا من السجلات الصحية،”ولذلك، فمن تلقى جميع الجرعات سابقًا يستفيد من تعزيز مناعي إضافي، ومن فاته التلقيح في وقت سابق، تُعتبر هذه الجرعة تعويضًا منقذًا.”

وتختم الطبيبة، مشيرة إلى أن الجزائر تخطو خطوة حاسمة نحو خلوها من مرض شلل الأطفال، بفضل هذه الإستراتيجية المتكاملة للتلقيح، بحيث ” لم يتبقَّ سوى القليل لتحقيق الاجتثاث النهائي لشلل الأطفال في الجزائر، وهو هدف صحي ووطني يعكس نجاح العمل الوقائي الجماعي، وتعاون الأولياء مع الطواقم الطبية.. لأن تلقيح اليوم هو حماية دائمة للغد” على حدّ تعبيرها.

ومن جهة أخرى، أكّد الأمين العام لمديرية الصحة بالجزائر، ماهر قنديل، أن حملة التلقيح الأولى التي جرت من 30 نوفمبر إلى 06 ديسمبر 2025 مرت بطريقة جيدة، وكان هناك إقبال كبير من العائلات لتلقيح أبنائهم، لدرجة جعلتنا “نطلب مزيدا من اللقاحات من معهد باستور، وجعلت وزارة الصحة تمدد الفترة في الحملة الأولى أياما إضافية”.

ويشار، أن حملة التلقيح الأولى ضد شلل الأطفال، عرفت تلقيح أزيد من 3.8 مليون طفل، بنسبة بلغت 95 بالمائة عبر كامل ولايات الوطن، من بينه أكثر من 350 ألف طفل ملقح في الجزائر العاصمة فقط.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here