“فايزر” و”موديرنا” مستبعدة في الجزائر!

8
“فايزر” و”موديرنا” مستبعدة في الجزائر!
“فايزر” و”موديرنا” مستبعدة في الجزائر!

افريقيا برسالجزائر. لازالت خيارات الجزائر بشأن اقتناء اللّقاح المضاد لكورونا تصنع الجدل وسط المختصين والمواطنين في ظل التكتم الشديد على الخيار النهائي، رغم الإعلان عن بدء حملة التلقيحات شهر جانفي المقبل وفقا لتوصيات رئيس الجمهورية، ما يفرض أن يكون الخيار جاهزا والطلبات محددة في ظل المنافسة العالمية الشرسة للظفر بالكميات المحدودة، والآجال التي يستغرقها لتسجيله واستيراده ونقله.

وحسب ما أدلت به مصادر على إطلاع بالملف لـ”الشروق” فإن لقاحي “موديرنا” و”فايزر” يعدّان خياران مستبعدان بالنسبة للجزائر بالنظر إلى طبيعة تخزينهما ونقلهما في درجة حرارة تقل عن 70 و20 درجة مئوية، أمر لا تستطيع الجزائر ضمانه عبر كافة المراحل لعدم توفرها على اللوجيستيك الملائم، وكذا أسعارهما التي تناهز 35 و25 دولارا على التوالي.

وما يعزّز هذا الطرح، هو طلب السلطات الوصية “وزارة الداخلية ووزارة الصناعة الصيدلانية” من الموزعين تحديد إمكانيات الموزعين والمنتجين والمستوردين في مجال التخزين والنقل والتوزيع ضمن درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجة، وهي ذات الدرجة الخاصة بحفظ اللقاح الصيني والبريطاني، فيما تبلغ درجة حفظ اللقاح الروسي أقل من 18 درجة.

وبناء عليه فإن الخيارات المتاحة في الوقت الراهن تبقى محصورة بين الخيار الصيني الذي يناهز سعره 12 دولارا والروسي الذي يناهز سعره 10 دولار، فيما بلغ سعر اللقاح المصنع من قبل “استرازينيكا” البريطاني 4 دولار وهو الأرخص ضمن القائمة.

ويرجّح العديد من المختصين في مجال الصيدلة واللّقاحات، أنّ اللقاح الصيني هو الذي يتوفر على أكثر الحظوظ لما فيه من ضمانات وسلامة للمواطنين، حيث أنّه منتج وفق النظام التقليدي من أصل فيروس مثبط “غير منشط” ومرّ عبر تجارب إكلينيكية في العديد من الدول، كما أنّ البعض منها قدمت له الرخصة من بينها الإمارات ما يجعل إمكانية استيراده ممكنة.

وفي الدرجة الثانية، يحل اللقاح الروسي “سبوتنيك” رغم أنه يفتقر إلى تجارب إكلينيكية ودراسات علمية منشورة وكافية كما أنّ كميات الإنتاج محدودة ولم تصرح أي دولة باستيراده إلى غاية الآن.

وتلعب العلاقات الدبلوماسية التي تربط الجزائر بهذين البلدين “الصين وروسيا” دورا كبيرا في إمكانية الظفر بالكميات المرغوب فيها وتعجيل الحصول على الطلبيات في ظل الطلب الدولي المتزايد، على اعتبار أن بقية المخابر المتعددة الجنسيات تعمل وفق مبادئ تجارية بحتة وتضع السياسة على جنب.

أمّا الخيار الثالث وإن كان غير ممكن الآن لإعلان المخبر التوقف عن استقبال الطلبيات، فيتعلق باللقاح البريطاني المطور من قبل مخبر “استرازينيكا” والذي يعد الأرخص سعرا بـ4 دولار، والذي أثبت فعالية ونجاعة وآثارا جانبية أقل، غير ان الجزائر للأسف لم تقدم طلبياتها في هذا الشأن.
ويبقى الشراء الفردي المباشر هو اكثر الطرق الناجعة للتمكن من بدء حملة التلقيح في آجالها المعلن عنها رسميا من قبل السلطات العليا في البلاد، حيث ان انتظار الحصول على اللقاح في اطار مجموعة “كوفاكس” الدولية سيضعنا في قائمة انتظار تطول آجالها لأشهر عديدة مقبلة تكون الفرص فيها متاحة للدول القوية والمتطورة.

ويرى خبراء في مجال الاستيراد والصناعة الصيدلانية انه بإمكان الجزائر الحصول على طلبياتها من قبل دول حجزت فائضا في كمية اللقاح المطلوب وهذه آلية ممكنة تتطلب التسريع بها للظفر بالكميات التي تحتاجها البلاد لتلقيح مواطنيها.

ويؤكد الخبراء ذاتهم أنّه كلما سرّعنا في وتيرة التلقيح، كلما سيطرنا على الوباء جيدا، خاصة وأننا لا نعلم مدة حماية التلقيح للشخص إن كانت تقدر بـ6 أشهر أو عام، أمر يتوقف عليه أيضا كمية الحجوزات التي قد تتضاعف.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here