لصوص يتسببون في مقتل طالب ويفجرون احتجاجات بوهران

32
لصوص يتسببون في مقتل طالب ويفجرون احتجاجات بوهران
لصوص يتسببون في مقتل طالب ويفجرون احتجاجات بوهران

افريقيا برسالجزائر. صُعق ليلة الأحد، الطلبة المقيمون بالحي الجامعي “رزوق بلخير” في وهران، إثر مصرع زميلهم “روان عماد الدين”، طالب سنة أولى ماستر بجامعة إيسطو للعلوم والتكنولوجيا، دهسا تحت عجلات سيارة، وهذا عندما حاول النجاة بنفسه من ملاحقة قاطعي طريق اعترضا سبيله بغرض السرقة من أمام مقر إقامته الجامعية، لتندلع بعدها احتجاجات طلابية كانت أشبه بمشهد جنائزي، أطلق فيه رفقاء الضحية هتافات التكبير وأيضا التنديد بغياب الأمن وكثرة الاعتداءات وجرائم السرقة بالخطف، التي باتت تستهدفهم بشكل متلاحق ومروِّع.

سادت أجواء مهيبة من الحزن والأسى على مستوى قسم الري بكلية الهندسة المدنية والمعمارية بجامعة محمد بوضياف، الإثنين، أين كان يدرس الطالب روان فيما شلّت الدراسة هناك. وبالموازاة مع ذلك، نظمت وقفات تضامنية من طلبة مقيمين في أحياء جامعية أخرى، لاسيما أن رفقاء المرحوم كانوا قد أثاروا في احتجاجهم ليلة الأحد، معاناتهم المتكررة مع انعدام الأمن على محيط إقامة “رزوق بلخير”، وأيضا على طول الطريق المحاذي لها، وبخاصة الممر في شقه الرابط بين المكان المسمى بـ “المشتلة” ومحور الدوران “المرشد”.

وعن تفاصيل الحادثة كما رواها زملاء الضحية، فإن هذا الأخير باغته شخصان كانا على متن دراجة نارية، وفي يد أحدهما خنجر كبير “بوشية” أشهرها في وجهه، وحاول الاعتداء عليه وتجريده من هاتفه النقال، لكن “روان”، ومن روع المشهد، حاول التملص من قبضتهما، ليختار الهروب إلى الجهة المقابلة للطريق، وعند محاولته الاجتياز، دهسته سيارة في عين المكان، ورغم محاولة صاحب المركبة التعجيل بنقله إلى المستشفى لإنقاذ حياته، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعدها بلحظات، بينما تمكنا اللصان من الفرار.

وفي المقابل، تجمع عشرات طلبة إقامة “ترافارسا” أمام مقر هذه الأخيرة ليلا ولأكثر من ساعتين، حيث صرح بعضهم للشروق، أنهم اضطروا لخرق إجراءات الحجر الليلي، في احتجاج نددوا من خلاله بالظروف التي لا تزال كارثية على مستوى الإقامات الجامعية، رغم كل ما أثير بعد حادثة هلاك الطالبة “بكوش نصيرة” من إقامة أولاد فايت، وما تلاها من تداعيات، حيث عبّر أحدهم عن استياء الطلبة المقيمين مما أفرزته تلك الجلبة الإعلامية من أصداء تصم الآذان، ليقتصر الملموس في النهاية على مجرد إنهاء مهام المدير الوطني للخدمات الجامعية، مضيفا أن الطلبة الداخليين يموتون لأتفه الأسباب حاليا، وأن معاناتهم لا تزال قائمة بنفس الحدة الممزوجة بالقنوط على مستوى أحيائهم الجامعية، وهو ما عبّر عنه بقوله “قلنا لهم الشربة مالحة.. بدلونا المغارف”.

وعن شكاواهم بخصوص إقامة “رزوق بلخير”، يؤكد المحتجون على أن جرائم السرقة والاعتداءات من طرف عصابات الليل والدراجات النارية، باتت تتكرر بشكل يومي تقريبا على محيط الحي والطريق سالف الذكر، والذي يشكل نقطة سوداء على الصعيد الأمني، موضحين أنه لا يمر أسبوع إلا وتسجل حوادث تستهدف الممتلكات الخاصة لضحايا من صفوفهم، مما دفع ممثليهم لإيداع شكاوى وتقارير إلى الجهات المسؤولة قصد التدخل وحمايتهم من قطاع الطرق ومخططاتهم، خاصة أن هذه الحوادث قد تضاعف حجمها بشكل ملحوظ. ليضيف هؤلاء أن الأمر تطور هذه المرة، ليكون انعدام الأمن سببا في إزهاق روح طالب كانت والدته تنتظر بفارغ الصبر أن ينتهي غيابه عنها، ويعود إليها بشهادة التخرج وجواز سفره للوظيفة التي قد تخفف عنها بؤسها وشقاءها، لكنها لم تكن تدري، أنه بعد الغياب سيكون الفراق، وأن سفره سوف يكون إلى تحت الثرى.

من جهة أخرى، أفادت، الإثنين، إدارة الخدمات الاجتماعية أنها خصصت 7 حافلات لصالح طلبة 14 إقامة جامعية بوهران لنقل الراغبين لحضور جنازة زميلهم “روان عماد الدين”، بمسقط رأسه عين الحديد في ولاية تيارت، فيما أكدت مصادر أخرى أن والد الفقيد كان قد تنقل إلى مستشفى وهران الجامعي لاستلام جثمان ابنه العشريني.

سحابة حزن تغطي بلدية عين الحديد

عائلة الطالب عماد تطالب بتوقيف الجناة

على إثر وفاة الطالب روان عماد الدين إبن بلدية عين الحديد بولاية تيارت، إثر تعرضه لمحاولة اعتداء بغية سرقة هاتفه النقال بالقرب من إقامته الجامعية بوهران، انتقلت “الشروق” إلى بيته العائلي حيث التقت أفراد عائلته الذين أكدوا للشروق، أن ابنهم هو طالب علم وذو خلق محبوب بين أوساط بلدته، معتبرين أن ما جرى هو قضاء الله وقدره، لكنهم بالمقابل طالبوا السلطات ببسط الأمن بالقرب من الإقامات الجامعية، نظرا للإعتداءات الكثيرة التي طالت الطلبة القادمين من ولايات أخرى .

شقيق الضحية روان قادة، أكد لنا أن شقيقه كان يدرس بجامعة وهران بصفة عادية، ولم يشتك أبدا من الظروف التي يعيشها بالإقامة، غير أن ما حصل فاجأهم ولكن لا مردّ لقضاء الله وقدره .

من جهته أكد قريب الضحية الحاج، أنه وجب على السلطات الولائية والأمنية فتح تحقيق في ظروف مقتل الطالب ومن قاموا بالإعتداء عليه، ليكونوا عبرة للآخرين، وحتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، والتي راح ضحيتها شاب طالب للعلم، كان حلمه إعالة والديه الكبيرين في السن.

وقد شهد منزل الضحية توافدا كبيرا للمواطنين تضامنا مع عائلة روان، واستحضر الجميغ حادثة وفاة بكوش نصيرة بالإقامة الجامعية لأولاد فايت بالعاصمة، والمنحدرة هي الأخرى من ولاية تيارت، والتي خلفت ردودا غاضبة، نتيجة ما يعيشه الطالب الجزائري داخل الإقامات الجامعية.

الوزير عبد الباقي بن زيان يعزي عائلة الطالب

قدم وزير التعليم العالي، الإثنين، تعازيه لعائلة الطالب الجامعي روان عماد الدين الذي توفي في وهران ليلة الأحد.

وجاء في رسالة الوزير “بقلوب خاشعة ونفوس راضية بقضاء الله وقدره،تلقينا بمزيد من الحسرة والألم ، نبأ وفاة ابنكم وابننا الطالب روان عماد الدين، قسم الري، كلية الهندسة المدنية والمعمارية،جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف”.

وأضاف “وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم إليكم وإلى كافة أفراد عائلتكم باسمي وباسم إطارات وعمال الوزارة، بأخلص التعازي وأصدق المواساة،سائلا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وغفرانه، وسابغ رحمته، وأن يتقبله في الصالحين الراضيين من المؤمنين والمؤمنات، ويجعل مثواه الجنة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here