مختصون: “أوميكرون” سيسيطر في الجزائر خلال شهر..

11
مختصون: “أوميكرون” سيسيطر في الجزائر خلال شهر..
مختصون: “أوميكرون” سيسيطر في الجزائر خلال شهر..

أفريقيا برس – الجزائر. يجمع العديد من المختصين في علم المناعة وعلم الفيروسات على أنّ متحوّر فيروس كورونا، “أوميكرون”، سيتغلب على متحوّر “دلتا”، وسيصبح هو المسيطر في الجزائر، في غضون الأسابيع المقبلة مع نهاية شهر جانفي المقبل، مؤكدين أن المتحور المسيطر حاليا هو “دلتا”، الذي يعد أكثر شراسة وفتكا. فهو لا يزال يقتل العشرات يوميا.

وحذّر المختصون والأطباء من مغبة التهاون في إجراءات الوقاية، مؤكدين أنّ الأرقام الحالية للحصيلة الوبائية الرسمية تبقى أكثر مما تقدمة وزارة الصحة، التي تحتسب تحاليل “بي سي آر” فقط، في حين، تعرف البلاد إصابات أخرى غير محتسبة في إطار التحاليل الأخرى، وأحيانا تمر من دون تحليل، ما حال- بحسبهم- دون اكتشاف إصابات البعض بمتحور “أوميكرون”.

معهد باستور يعلن ثاني إصابة بأوميكرون بعد 10 أيام

أعلن معهد باستور الجزائر، يوم ، عن تسجيل ثاني إصابة بالمتحور “أوميكرون” في الجزائر وذلك في سياق تحاليل التسلسل الجيني التي يجريها على فيروس SARS-CoV2 للكشف عن السلالات المتحورة.

ويتعلق الأمر، حسب المعهد، بمواطن جزائري قادم من جنوب إفريقيا، شعر بعد أيام قليلة من وصوله إلى الجزائر بأعراض توحي باحتمال إصابته بفيروس كوفيد 19، ما تطلّب إجراء فحص جيني للمعني، كانت نتيجته إيجابية، وعليه استوجب الوضع إجراء اختبار PCR على مستوى المخبر المرجعي لمعهد باستور بالجزائر كانت نتيجته إيجابية أيضًا حيث تم التأكد بعد ذلك من وجود الطفرات الخاصة بالمتحور Omicron .

مصالح كوفيد 19 الاستشفائية تقترب من التشبع

ودعا المعهد المواطنين إلى تعزيز حماية أنفسهم والآخرين عن طريق التلقيح والالتزام الصارم بالتدابير الوقائية المتمثلة في ارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي والغسل المتكرر لليدين.

جنوحات: قلة تحاليل التسلسل الجيني حالت دون اكتشاف إصابات بمتحوّر “أوميكرون”

وفي هذا السياق، برّر البروفيسور جنوحات كمال، رئيس المخابر المركزية لمستشفى رويبة، رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، في تصريح إلى “الشروق”، عدم الكشف عن حالات جديدة للمتحور “أوميكرون” ماعدا تلك التي أعلن عنها معهد باستور، يوم ، بعد مرور 15 يوما من ظهور أوّل حالة، بقلة إجراء تحاليل التسلسل الجيني، على اعتبار أن أغلب حالات “أوميكرون” تكون بأعراض خفيفة وغير معقّدة.

وتوقّع المختص سيطرة المتحور “أوميكرون” في الجزائر، أواخر شهر جانفي المقبل، على غرار ما حدث في جنوب إفريقيا وبريطانيا وبقية الدول المنتشر فيها، مقابل تراجع المتحور دلتا، الذي يسيطر حاليا في الجزائر، بنسبة كبيرة جدا.

وأوضح جنوحات أن توقعات المختصين بلوغ ذروة الموجة الرابعة، تبقى غير دقيقة وغير مؤكدة، وتخضع لكيفية تعامل المواطنين والسلطات معها، داعيا إلى ضرورة تكسير العدوى، من خلال الإقبال على تلقي اللقاح، وارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي والاجتماعي.. فهي الإجراءات الوحيدة لكسر الموجة الرابعة ومجابهتها.

وأضاف جنوحات أنّ أغلب المصالح الاستشفائية في طريقها إلى التشبع، بسبب تزايد الإصابات، حيث يجري الآن فتح مصالح جديدة بالعديد من المستشفيات، حيث إن ما بين 30 و35 بالمائة من التحاليل هي حالات إيجابية، محذرا المواطنين والأطباء من تداخل الأعراض بين الكوفيد 19 والأنفلونزا الموسمية.

جيجيك: أوميكرون سيصبح مسيطرا في غضون شهر

وبدوره، أكّد البروفيسور رضا جيجيك، رئيس مصلحة علم المناعة بمستشفى بني مسوس بالعاصمة، في تصريح إلى “الشروق”، أن الجزائر تعيش، في الآونة الأخيرة، نشاطا فيروسيا شديدا، غير أنّ توقع ذروة الموجة الرابعة غير ممكن في الوقت الحالي، فالأمر- برأيه- متوقف على كيفية التعامل مع الوضع، من قبل المواطنين، ومدى الالتزام بإجراءات الوقاية.

وأضاف البروفيسور جيجيك أنّ الحالة الوبائية حاليا تتجه نحو التصاعد بشكل لافت، حيث ارتفعت نسبة التحليلات الإيجابية للكشف عن الفيروس، وفق ما تؤكده المعطيات الحالية على مستوى مخابر المصالح الاستشفائية ومعهد باستور.

وكشف المختص عن مؤشرات هامة، تؤكد حساسية المرحلة الحالية والمقبلة، وتقدم المرحلة الرابعة للفيروس، وتتعلق بتشبع في مصالح الإنعاش وارتفاع متزايد لحالات الاستشفاء، مع تسجيل حالات تشخيص إيجابية أكثر من ذي قبل.

وأوضح البروفيسور جيجيك أن متحوّر دلتا هو المسيطر حاليا، وهذا لا يمنع من انتشار بعض الحالات لمتحور “أوميكرون” في الجزائر، بعد تسجيل أول إصابة منذ أيّام، تلتها ثاني إصابة يوم الجمعة.

وتوقّع البروفيسور جيجيك انتشارا أكبر لمتحور أوميكرون، مثلما حدث في جنوب إفريقيا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وتفوّقه على نظيره “دلتا”، نظرا إلى سرعة العدوى. وذلك، خلال شهر تقريبا، مثلما حدث في دول أخرى.

وبخصوص عدم الإعلان عن حالات جديدة للمتحور “أوميكرون”، باستثناء حالتين، أرجع محدثنا ذلك إلى عدم اكتشافها، وليس عدم وجودها، لأن التحاليل عادة لا تكون من قبل معهد باستور، إلا بالنسبة إلى تحليل الـ “بي سي آر”، أو الحالات التي تتواجد في المستشفى. وهو ما يحول دون اكتشاف كامل الحالات الحقيقية فعلا، ناهيك عن بساطة الإصابة التي لا تدفع حاليا إلى التوجه نحو الاستشفاء.

ملهاق: “أوميكرون” أثبت أنّه قاتل وقد يكون الأمر كذلك في الجزائر

أمّا الدكتور محمد ملهاق، الباحث في علم الفيروسات، البيولوجي سابقا في مخابر التحليل الطبي، فأكد أنّ المعلومات العلمية حول المتحور “أوميكرون” شحيحة وقليلة، وتبقى مجرد ملاحظات علمية. ولتأكيد خطورة المتحور من عدمها، لابد من تجارب وأبحاث مختلفة في مناطق جغرافية مختلفة، وعلى أجناس مختلفة، فالخطورة التي لم تكن قائمة في جنوب إفريقيا أصبحت حقيقة في بريطانيا، حيث قتل المتحور بعض المصابين به، وقد يكون الأمر كذلك في الجزائر، وتزيد هذه الاحتمالات في ظل ضعف نسبة التلقيح والتراخي والتجمعات السكانية في مختلف المناسبات، على غرار الاحتفالات السابقة بتتويج الخضر، حين ضرب بالإجراءات الوقائية عرض الحائط.

وقال الباحث في علم الفيروسات بأن أميكرون سيعوّض دلتا بسرعة انتشاره، مستندا في ذلك بالتجارب السابقة مع متحورات “ألفا” و”بيتا” و”غاما”، لكنه تجنب تقديم تاريخ محدد في غياب معطيات علمية دقيقة تضاهي تلك الموجودة في الدول المتقدمة.

وأردف ملهاق بأنّ سيطرة “أوميكرون” ليست بعيدة، نظرا إلى معامل العدوى المرتفع جدا، مقارنة بالفيروس المرجعي، الذي يقدر بـ 10 مرات أكثر.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here