أفريقيا برس – الجزائر. حذر الخبير المعماري ورئيس المجمع الجزائري للخبراء والمهندسين المعماريين عبد الحميد بوداود من اتساع رقعة انجراف المباني وغرقها في السيول في حال استمرار الاضطراب الجوي لأيام إضافية، بسبب تشبع التربة بالماء وسهولة انجرافها وفيضانات الأودية التي بنيت عليها العديد من المشاريع السكنية، وهذا ما يعري حسبه “البريكولاج” في تشييد البنايات العمومية والخاصة.
وفي تعليقه على حادثة انجراف التربة في العاصمة ووقوع أضرار على مستوى بعض المباني، كشف عبد الحميد بوداود في تصريح للشروق أن عددا كبيرا من سكنات العاصمة بنيت على منحدرات وجبال ترابية سهلة الانجراف، وهذا ما يهدد بكوارث عمرانية في المستقبل، مضيفا أن التسارع واللهفة في البناء، دفع عددا كبيرا من الجزائريين على إهمال دراسات الأرضية قبل تشييد سكناتهم ما يجعلها عرضة للانهيار جراء انجراف التربة، كما يهدد البناء على الأودية والأراضي الفلاحية بغرق السكنات في السيول وسرعان انهيارها أثناء الزلازل.
وكشف محدثنا أن أكثر من نصف المباني في الجزائر مهددة بالانجراف والسيول وخطر الانهيار جراء بنائها بطريقة عشوائية في أماكن خطيرة على غرار المنحدرات والمرتفعات والأودية والأراضي الترابية الهشة، وأضاف أن ثقافة دراسة التربة والأرضيات غائبة تماما في المشاريع الخاصة وحتى العمومية، حيث تكتفي بعض الشركات المعمارية بدراسة سطحية فقط للأرضية وهذا ما يجعل مشاريع تحتوي آلاف السكنات معرضة للهدم فوق رؤوس قاطنيها.
واستغرب عبد الحميد بوداود من إهمال الجزائريين لمعايير السلامة والبناء في تشييد سكناتهم، فتجدهم حسبه يعتمدون على مواد رخيصة في البناء ويتنافسون على زيادة عدد الطوابق دون أدنى اعتبار لنوعية الأرض وتواجدها في منحدر أو جرف أو حتى واد نائم، “وبعد حدوث الكارثة تجد هؤلاء يبكون وينتقدون، وهم الذين تسببوا في مصيبتهم”.
وحتى المشاريع العمومية لم تسلم من العشوائية وإهمال معايير السلامة، حيث كشف مصدرنا أن المجمع الجزائري للخبراء والمهندسين المعماريين حذر من عدد كبير من المشاريع المشيدة في أماكن هشة وعلى أطراف الوديان وفي مرتفعات ترابية سريعة الانجراف، غير أن غياب الرقابة والاحتيال جعل من المشاريع السكنية عبارة عن فرصة لربح الأموال وإسكان المواطنين في محتشدات سكنية مهددة بالانهيار في أي وقت.
وانتقد محدثنا تجاهل السلطات الوصية للجرائم العمرانية التي تعيشها الجزائر خلال الفترة الأخيرة، من خلال الاعتداء على الأراضي الفلاحية وبناء أحياء سكنية أشبه بسجون كبيرة، ناهيك عن غياب كلي للرقابة على معايير السلامة والأمان “فتجد أحياء بأكملها تغرق بسبب الأمطار وأخرى تجرفها السيول، و تتوغل المياه إلى السكنات وتخترق العمارات من السطح إلى القاع وهذا بسبب عدم احترام معايير البناء السليم والمتين”.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس