افريقيا برس – الجزائر. كانت الأم بصدد تحضير بناتها الأربع من أجل بداية أسبوع جديد، خاصة أن هناك ثلاث متمدرسات، ولم يكن أحد يدري أن استحمام أفراد العائلة سيكلفهم حياتهم، هي بعض تفاصيل الحادث المأساوي الذي هز مدينة وهران وسكانها بعد هلاك أم و4 من بناتها دفعة واحدة، بسبب القاتل الصامت الذي كان مصدره المسخن المائي، غير أن التركيب الخاطئ للجهاز انتهى باختناق الجميع على حين غرة، ويتعلق الأمر بالوالدة 42 سنة، وأربع بنات أعمارهن تتراوح بين 3 و15 سنة .
فور تلقيها النداء تدخلت وحدة القطاع لعين البيضاء مدعومة بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية في حدود الساعة الثامنة والربع مساء على مستوى حي 200 مسكن اجتماعي بالطابق الثاني لعمارة تتكون من خمسة طوابق بعين البيضاء ببلدية السانيا، وقد تم تحويل جثت الضحايا الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و42 سنة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران “الدكتور بن زرجب”..
وبدورها فتحت المصالح الأمنية تحقيقا حول ملابسات الحادث، وفق المصدر ذاته.
وحسب مصادر من الحماية المدنية التي تنقلت إلى عين المكان، فإن سبب الحادث الدراماتيكي هو تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون من المسخن المائي، أثناء استحمام الأم وبناتها، وقد تنقلت فرق تقنية من مؤسسة سونلغاز السانيا من أجل الوقوف على السبب الرئيسي لهذا الحادث المميت، وبعد معاينة المسخن تبين أنه غير مزود بفتحات التهوية ولا بالأنبوب الناقل للغاز المحترق، كما أن العائلة كانت تلجأ للاستحمام بالمطبخ بسبب أشغال تهيئة على مستوى الحمام، وهو ما يعني عدم أهلية المكان لهذا الغرض، وقد تم على الفور تحرير تقرير مفصل حول الحادث .
من جهة أخرى، أفادت مصادر مسؤولة من مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالسانيا، أنه سبق لها زيارة الحي السكني الذي كان مسرحا لهاته الحادثة الحزينة والمأساوية، حيث تم تحسيس بعض السكان بمخاطر الغاز وضرورة الاستعانة برصاصين محترفين من أجل تركيب أجهزة التدفئة والتسخين، ومع ذلك سيتم تسطير حسب نفس المصادر، حملات أخرى بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، من أجل توسيع دائرة الحملة التوعوية بالحي المذكور، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتعميم الفائدة المرجوة .
يشار إلى أن ربّ العائلة البالغ من العمر 49 سنة، هو من اكتشف المأساة بعد عودته إلى البيت، وحسب ما صرح به للشروق، الوالد لم يصدق ما حدث، فقد عانى رفقة عائلته كثيرا عندما كانوا يقطنون بيتا قصديريا، في الحي الفوضوي المسمى “الفيراج” بالقرب من مقبرة عين البيضاء، واستبشر خيرا بعد ترحيلهم إلى الحي الجديد قبل نحو 5 سنوات، لكنه اليوم لم يعد يطيق الإقامة في هذا السكن الذي فقد فيه أعز وأحب الناس إلى قلبه.