“منارة جامع الجزائر”.. الإسلام خط أحمر  

22

بقلم : فريدة شراد

أفريقيا برسالجزائر. وقعت جريدة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية في سقطة كبيرة بحذفها منارة جامع الجزائر، من واجهة صفحتها الأولى لعدد يوم الإثنين الخاصة بجنازة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وأثار تصرّف الصحيفة غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين الخطوة قلة احترافية وسقطة مهنية غير مبرّرة، وربط بعضهم خرجة الجريدة بهجماتها السابقة على مشروع المسجد منذ انطلاق الأشغال به، إذ لم تكن تفوّت أي فرصة لمهاجمته بحجة أن ميزانيته ضخمة.

فيما ربط جزء منهم حذف الصومعة له علاقة بوفاة بوتفليقة باعتباره صاحب المشروع وهو ما أرادت الصحيفة إيصاله من خلال واجهتها الأولى.

وأعاد حذف المنار الجدل في الجزائر حول ما يسمى بالتيار العلماني الذي كان ضد بناء الجامع بحجة أن الجزائر بحاجة إلى بنية تحتية وليس إلى مسجد، خاصة أن التيار طالب بتحويل الجامع إلى مستشفى باءت جميعها بالفشل.

أهم الاختصاص يردون

استنهجن الاعلاميون والصحفيون الجزائريون سقطة جريدة الوطن، ونشر الصحفي سمير حميطوش من قناة الشروق الجزائرية على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك مستنكرا ما قامت به الجريدة، حيث قال” اقول قولي هذا ينبثق من المنارات نور، والنور – كما يقول أطباء العيون- يضر كل من في عينيه رمد، وحرى بكل تاجر أن يعرض بضاعته بشكل لا يؤذي زبائنه”.

وأضاف سمير في منشور آخر حول نفس الموضوع بعد نشر الجريدة لاعتذارها على صفحتها الرسمية على فيسبوك “لتبرير واه و كأنه يقول لها خذوا بضاعتكم لم تقنوعونا بتبريريكم” في كل الجرائد التي عملت لها أو التي كان لي شرف التدرب فيها، تعلمت، بل رأيت أن لإعداد الصفحة الأولى بروتوكلا خاصا، يجتمع مسؤولوها لاختيار المواضيع وصياغة العناوين وانتقاء الصور، يتم ذلك تحت إشراف ومراقبة مدير النشر، وقبل وصولها إلى المطبعة، تكون خضعت لمراقبة مدقق لغوي والمسؤول التقني وسكرتير التحرير”.

وعبر فيصل سراي، الصحفي بجريدة الجزائر اليوم الجزائرية عن رأيه بطريقة تهكمية وساخرة على سقطة يومية الوطن، قائلا في منشور له، “انتم برك كبرتوها الفرق بين الصورتين أنك تشوفهم “تنظر” بالنواظر “النظارات” وبلا نواظر. ديرو نظارات تشوفو المنارة” ويعني أنتم تضخمون الأمر ضعوا نظارتكم لتروا المنارة.

وتحدث المصور الصحفي جعفر سعادة، هو الاخر في الموضوع منها زواية مهنية وقال” أنا أتحدث عن كل مصوري الجرائد على العموم وليس صاحب الصورة فقط، لو عندوا قيمة وعندوا كلمة وعندوا كل الحقوق لي يستطيع يقول فيها لرئيس تحرير أو المدير أو أي مسؤول فالجريدة قف لا تلمس صورتي ولا تعدل فيها أي تعديل بالإيجابي أو السلبي هناك نبداوا نتكلموا أساسا عن مهنة الصحافة أو ابجدياتها” .

واضاف جعفر سعادة” هناك عدة خرقات يومية وسرقات يومية لتعب المصورين حتى اعملاهم وتغير فالجريدة يلزم عليها احترام الصورة والمصور لمصداقية الحدث مهما كان، أنا بسبب خطأ تقني وليس خطائي جوزت أسبوع سجن في 2001 بسبب صورة أين نحن من الاحترافية”

الفتوشوب يجّر جريدة للقضاء

خرجت السلطات العمومية والرسمية في الجزائر عن صمتها وانضمت لحركة التنديد والرفض الشعبي لسقطة جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية، في عدد يوم الإثنين. وهددت السلطة الجزائرية عبر وزارة الاتصال ووزارة الشؤون الدينية والاوقاف، باللجوء للعدالة ومعاقبة الجريدة على سقطتها.

ووصفت وزارة الاتصال الجزائرية، ما قامت به جريدة الوطن، بالاعتداء الصارخ على القوانين وخرق لأخلاقيات المهنة، كما أنه انحراف عن قواعد الاحترافية. واعتبرت الوزارة حذف صورة منارة “جامع الجزائر” أثناء مرور الموكب الجنائزي للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة تشويها لهذا الصرح الكبير والمعلم الديني، المحمي بقوانين الجمهورية المتعلقة بحماية العلامة و حقوق الملكية وحقوق المؤلف، وذكرت وزارة الاتصال المواد القانونية التي تمنع تشويه الوجه الجمالي للمسجد.

كما دخلت وزارة الشؤون الدينية والاوقاف على الخط على باعتبار المسجد يقع تحت وصايتها الادارية والقطاعية، وقالت في يبان لها، سقطة جريدة الوطن اليوم ، هي اعتداء صارخ على ذاكرة الشعب، وانتهاك صريح لقوانين الجمهورية الجزائرية.

وطالبت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برفع دعوى قضائية ضد جريد الوطن الناطقة باللغة الفرنسية ومتابعتها إداريا، عقب حذفها لمنارة جامع الجزائر في الصورة التي تضمنتها صفحتها الأولى. وتساءلت وزارة الشؤون الدينية باستغراب واستنكار شديدين عن خلفيات إقدام جريدة الوطن على هذا السلوك غير المبرر حسب الوزارة في منبر إعلامي وطني يدعي الاحترافية والمهنية.

وأوضحت أن سلوك حذف منارة المسجد من طرف جريدة الوطن الناطقة باللغة الفرنسية طمس احترافي لهذا الصرح الديني والثقافي لا تقبله العفوية ولا يجيزه إدّعاء الخطأ. ووصفت الوزارة في بيان لها الفعل بأنه اعتداء صارخ على ذاكرة الشعب الجزائري وانتهاك صريح لقوانين الجمهورية.

وقالت إن جامع الجزائر صرح ديني ومعلم ثقافي وعلمي وحضاري، يؤرّخ لجزائر الاستقلال ويقدم رسالة وفاء للشهداء برمزية تاريخية وثقافية دينية تؤسس لتاريخ ومستقبل شعب رفض مخططات الاستعمار وتمسك بمقوماته الثقافية في بقعة حولتها جزائر الاستقلال من لافيجري إلى المحمدية ومن جمعية الآباء البيض التبشيرية إلى جامع الجزائر.

حزب إسلامي يرد على صحيفة

ردّ رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، على صحيفة الوطن، بعدما، متسائلا في منشور عبر حساباته الرسمية على وسائط التواصل الاجتماعي: “هل يبلغ الحقد على رموز الدين الإسلامي إلى هذا الحد عند هؤلاء؟”.

ويرى رئيس الحزب الاسلامي، أن أصحاب صحيفة الوطن الناطقة باللغة الفرنسية، من كل ما قام به بوتفليقة لا يحقدون إلا على المسجد. واعتبر رئيس حمس جامع الجزائر معلما مهما من حسنات بوتفليقة، مضيفا أنه كان لا يحب يظهر ذلك، لأن كثيرا من الحكام في العالم يشيدون معالم دينية كبيرة لأسباب سياسية معلومة، على حد قوله.

وأضاف مقري: “والله ما كنت أظن أن انحرافهم وحقدهم يصل إلى هذه الدرجة لو يكون عند هؤلاء السلطة المطلقة سيفعلون فينا أكثر مما فعل الاستعمار”. وتابع: “ولكن أما وأن حقد هؤلاء بهذا الحجم والله سأحتفي بهذا المسجد وأساهم في رفع مقامه وأرجو أن يعطى دورا حضاريا أهم من حيطانه الجميلة”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here