أفريقيا برس – الجزائر. رفعت الجزائر من مبيعاتها النفطية والغازية على حد سواء إلى المملكة الاسبانية، في عز أزمة تشكيك من أطراف داخلية في البلد الأوروبي وأخرى مغربية، بشأن قدرات الجزائر على ضمان إمدادات طاقوية إلى إسبانيا في أعقاب وقف أنبوب الغاز، ما يعني أن السلطات الإسبانية وثقت أكثر في قدرات الجزائر في عز حملة التشكيك.
وتظهر بيانات على أرض الواقع أن إسبانيا اقتنعت فعليا بأن الجزائر شريك طاقوي جد موثوق رغم كل الجدل وحملات التشكيك التي رافقت قرار الجزائر بخصوص وقف العمل بأنبوب الغاز المغرب العربي أوربا، سواء ما تعلق باستيراد الغاز أو النفط الخام.
في هذا السياق كشفت بيانات إسبانية رسمية لهيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الاسبانية “CORES”، نشرتها “الشروق” قبل أيام، أن مدريد زادت من مشترياتها من النفط الجزائري شهر سبتمبر الماضي، رغم أن الخام الجزائري لم يكن يحظى باهتمام المشترين الإسبان على الأقل خلال العقد الماضي، حيث كانت مبيعات الجزائر قليلة جدا لهذا البلد الأوربي.
واللافت أن إسبانيا زادت من واردات الخام الجزائري بنسبة 286 بالمائة في سبتمبر بحصة 5 بالمائة من السوق، في عز العاصفة الإعلامية التي شهدتها البلاد ودعمتها أوساط مغربية، وتشكيكها في قدرات الجزائر لضمان تزويد إسبانيا بالغاز عقب قرار وقف العمل بأنبوب المغرب العربي أوربا المار عبر الأراضي المغربية.
والملاحظ في هذه الخطوة أنها جاءت صادمة للأطراف المحلية الإسبانية وحتى المغربية التي شككت في قدرات الجزائر على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية لتزويد إسبانيا بالغاز، وكان توجه مدريد معاكسا لحملات التشكيك بأن زادت أيضا مشتريات الخام الجزائري بنسبة قاربت 300 بالمائة.
وعلى صعيد الغاز فقد مرت الجزائر عبر سوناطراك مباشرة للأفعال بعيدا عن الأقوال، من خلال إرسال أولى ناقلات الغاز الجزائرية العملاقة إلى موانئ إسبانية لإمداد البلاد بالغاز الطبيعي المسال، مثلما تعهدت به السلطات العليا وعلى رأسها عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، ووزارة الطاقة.
وكترجمة للأفعال، فقد أفرغت الناقلة العملاقة “الوقارتة” حمولتها من الغاز الطبيعي المسال “جي.أن.أل” مرتين في موانئ إسبانية في الأيام الأخيرة (ميناء هويلفا على المحيط الأطلسي وميناء ساغونتو المتوسطي)، في انتظار شحنات أخرى في قادم الأيام والأسابيع.
ويستشف من سرعة الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك في إمداد إسبانيا بالغاز الطبيعي المسال، مباشرة بعد وقف أنبوب الغاز المغرب العربي أوربا، أنها رسالة للسلطات الإسبانية على مدى التزام الجزائر بتعهداتها وضمان إمدادات آمنة ومستمرة بالغاز، مباشرة بعد انتهاء عقد الأنبوب، في انتظار تفعيل قدرات النقل الإضافية لخط ميدغاز المباشر بين البلدين المنتظر في ديسمبر المقبل.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس