جزائريون يتهافتون على معرض الإنتاج الوطني للبحث عن “وظيفة”!

3
جزائريون يتهافتون على معرض الإنتاج الوطني للبحث عن “وظيفة”!
جزائريون يتهافتون على معرض الإنتاج الوطني للبحث عن “وظيفة”!

أفريقيا برس – الجزائر. تهافت آلاف الشباب والبطالين من خريجي الجامعات والمعاهد ومراكز التمهين، على قصر المعارض بالصنوبر البحري منذ انطلاق معرض الإنتاج الوطني في طبعته الـ31 على أمل تحقيق حلم الحصول على “وظيفية”، وإيجاد فرصة عمل لائقة ودائمة، بعد ما أصبح الدخول إلى “سوق العمل” حاليا مهمة شاقة لدى الكثيرين.

وشهد معرض الإنتاج الوطني منذ انطلاقه في 14 ديسمبر الجاري وعلى مدار عشرة أيام، استقبال عشرات “السير الذاتية” يوميا تلقتها مختلف الشركات العارضة ما بين القطاعين العام والخاص، قدرت بالآلاف حسب جولة استطلاعية قادت “الشروق” إلى مختلف أجنحة أروقة المعرض في يومه الأخير، والذي تحول إلى فرصة أمام هؤلاء للالتقاء وجها لوجه مع الشركات الكبرى والمؤسسات العمومية، وهي فرصة استحسنها الكثيرون في إشارة منهم إلى أن المعرض قد يساهم نوعا ما في مهمة امتصاص نسبة “البطالة” وتوفير مناصب شغل مستقرة ودائمة من قبل الشركات والمؤسسات التي تحتاج هي الأخرى أحيانا إلى خرجين جدد قصد تدريبهم وتوظيفهم، وإيجاد كفاءات وطاقات شبانية جديدة لرفع نوعية ونسبة إنتاجها في مختلف المجالات كالسياحة والموارد البشرية والمحاسبة وكذا بعض التخصصات التقنية منها الميكانيك والأنظمة المعلوماتية.

“المعرض فرصة مناسبة للتوظيف”

ووسط حضور كثيف للشباب بمعرض الإنتاج الوطني، التقينا “وليد” شاب يبلغ من العمر 27 سنة، خريج ماستر إدارة أعمال، وهو يجوب أروقة المعرض حاملا بيده حزمة من الأوراق عبارة عن عشرات النسخ لـ”سيرته الذاتية” ويقوم بتسليمها وإيداعها لدى المكلفين بالاستقبال وممثلين للشركات الكبرى والمعروفة، باحثا عن أمل للتوظيف بعد سنوات عانى فيها من شبح البطالة منذ تخرجه مثل ما اخبرنا، وكله تفاؤل من أجل الظفر بمنصب عمل لإعالة أسرته وتحسين ظروفه الاجتماعية…

“وليد” حاله حال آلاف الشباب من خريجي المعاهد والجامعات ومراكز التكوين الباحثين عن فرصة عمل مناسبة تنقلهم إلى مستوى عال من الطموح، اعتبروا المعرض فرصة لهم للتوظيف وتحقيق الاستقرار المادي والمعنوي، طافوا بأروقته لإيداع طلبات العمل واستعراض مؤهلاتهم العلمية لدى الشركات العارضة كل حسب تخصصه، أو البحث عن إمكانية لتلقي تكوين وتربص ميداني بالنسبة للمقبلين على امتحان نهاية التخرج.

هكذا يتم استقبال وتوجيه طلبات العمل

وتصدرت الشركات الكبرى منها الشركات الخاصة بالمنتجات البترولية والمحروقات، قائمة المؤسسات الأكثر استقبالا لطلبات العمل أو “السّير الذاتية” بمعدل 20 طلب يوميا، استقبلته مختلف الشركات على رأسها المؤسسات التابعة لمجمع سوناطراك وفروعه، هو ما كشفه لنا ممثلون عن هذه الشركات التي تحدثت إليهم “الشروق”، عبر مختلف الأجنحة بمعرض الإنتاج الوطني، وكشفت ممثلة عن المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى، أنها استقبلت شخصيا ما يزيد عن 30 طلب عمل يوميا منذ انطلاق المعرض، وتقول محدثتنا أن أغلب الطلبات الواردة إليهم كانت من قبل خريجين جدد يبحثون عن فرص للتوظيف بمختلف المناصب منها الموارد البشرية والمحاسبة والإعلام إلى جانب التخصصات المتعلقة بالمحروقات، مشيرة إلى أن العشرات يقصدوننا يوميا من أجل البحث عن إمكانية الاستفادة من تربصات ميدانية داخل المؤسسة.

وأضافت ممثلة الشركة أنها تقوم بتوجيه طالب العمل مباشرة من المعرض نحو مقر المديرية العامة الكائن بالرغاية، مع تبليغهم بضرورة الانخراط بالوكالة الوطنية للتشغيل “لانام” التابعة لها، كشرط أساسي لقبول الملف لاحقا، ثم توجه حسب المتحدثة – الطلبات إلى مكتب خاص من أجل دراستها – كما يتم اختيار الموظفين حسب احتياجات الشركة، وهو ما صرح به أيضا ممثل عن شركة “نفطال” بالمعرض، قائلا أن المؤسسات الكبرى هي الأكثر استقطابا لطالبي “العمل” حتى أن معظمهم يتوجهون نحو المعرض خصيصا للبحث عن الأروقة المخصصة لهذه الشركات فقط، والتوجه نحو مكتب الاستقبال الخاص بها لإيداع “السي في”، وكشف المتحدث أنهم يستقبلون ما بين 10 إلى 20 طلبا يوميا في جميع التخصصات ووضعها في صندوق خاص لدراستها لاحقا، كما توفر المؤسسة مجالا للتربصات الخاصة بنهاية التخرج وتأطير الطلبة الجدد الذين يقصدونهم لذات الغرض.

المؤسسات العمومية فرصة للتغيير والبحث عن الاستقرار

لم يكن معرض الإنتاج الوطني فرصة للبطالين فقط من أجل البحث عن وظيفة، بل حتى أن الكثيرين منهم قصدوا المعرض بحثا عن التوظيف رغم أنهم يملكون وظائف ومناصب عمل، لكنها بالقطاع الخاص، حاولوا استغلال الفرصة للبحث عن الاستقرار المهني بالمؤسسات العمومية، هذا ما كشفه ممثل لمؤسسة خاصة في مجال الألمنيوم، أكد أن الجناح الخاص بهم يستقبل ما معدله 3 إلى 4 طلبات عمل يوميا وهو رقم ضئيل جدا مقارنة ببعض الشركات على رأسها المؤسسات العمومية حسب المتحدث التي جذبت بشكل كبير زوار المعرض، قائلا أن الجزائريين حاليا أصبحوا يفضلون مؤسسات الدولة بحثا عن الاستقرار، سواء بالنسبة للبطالين أو الموظفين بالقطاع الخاص وترك مناصبهم رغم الامتيازات التي قد يتحصلون عليها أحيانا.

مؤسسات ناشئة ومصغرة للهروب من شبح البطالة

واستغنى العديد من الشباب، أغلبهم الذين تحصلوا على شهادات عليا بمختلف التخصصات، عن مشقة البحث و”التنقيب” عن منصب عمل مهما كان نوعه، وفضلوا ابتكار مشاريع مصغرةب دون الحاجة إلى ميزانية ضخمة، بعد تلقي تكوين في مختلف المجالات والحرف اليدوية، وعلى هامش المعرض تنوعت المنتجات اليدوية، على غرار صناعة العطور ومواد التجميل والألبسة الجاهزة لعارضين شباب حوّلوا مواد بسيطة إلى منتجات محلية 100 بالمائة، جذبت زوار المعرض وشجعت على استثمار الطاقات الشبانية بمشاريع مصغرة للمساهمة في امتصاص نسبة البطالة وتنويع المنتج المحلي، وهو حال الشابة “اسمهان” التي قررت رفقة زوجها فتح ورشة لصناعة الحقائب اليدوية، وتزيينها برموز مستوحاة من الثقافة الأمازيغية، وكشفت المتحدثة أنها تخرجت هي وزوجها من معهد اللغة الانجليزية بولاية بجاية، وتجنبا لمشقة البحث عن وظيفة بمجال تخصصهما قررا معا التوجه نحو مركز لتكوين الحرفيين، ثم فتح مشروعهما الخاص بمساعدة العائلة، وإعطائه بصمة خاصة من خلال الترويج للثقافة والتراث الأمازيغي بمشروع للحقائب المصنعة يدويا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here