أفريقيا برس – الجزائر. فرضت التعقيدات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد وتفشي سلالة “دلتا” في إسبانيا والجزائر ومختلف دول العالم، تعليق مفاوضات إطلاق خط بحري يربط بين مدينة مليلية في الساحل الجنوب الإسباني وميناء الغزوات الجزائري، الذي كان مقررا أن يدخل حيز التنفيذ في شهر سبتمبر الداخل، بعد المحادثات الماراطونية بين الجانبين الجزائري والإسباني حول بنود صفقة الخط البحري الجديد.
ونقلت صحيفة “مليلية أكتوليداد” المحلية، أن حكومة مدريد تتطلع إلى تحسن الوضع الوبائي بشكل مميز لعودة الحديث عن الخط الذي يربط الميناءين الإسباني والجزائري، مضيفة نقلا عن مصادرها، أن تعليق المفاوضات مبرره الوضع الصحي ومرور مختلف دول العالم بموجة وبائية حادة.
ورأت الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار في مليلية، تعليقا على تواصل الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، أن عودة استئناف المفاوضات مع الجزائر لتدشين خط بحري جديد يربط مليلية والغزوات، يعتبر حلا استراتيجيا لتعويض “الابتزاز المغربي” الذي فضل تعليق مرور مواطنيه وجاليات إفريقية أخرى بحرا مع اسبانيا أو ما يعرف بعملية “عبور المضيق”.
وقالت الصحيفة الإسبانية ذاتها، إنه لا يوجد أي جديد في مسألة إطلاق الخط البحري الجديد بين البلدين، بسبب ظروف جائحة كورونا، مرجحة أن تتجدد المفاوضات في غضون الفترات القليلة القادمة حسب تقديرات “مليلية أكتوليداد”.
معلوم أن هذا الخط الواعد، ينظر إليه بإيجابية من قبل الجانبين الإسباني والجزائري، لاسيما اتحاد رجال الأعمال الإسباني وسلطات ميناء مليلية، كونه سينعش القطاعين التجاري والسياحي في المدينة، كما يهدف المشروع إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين الطرفين وتسهيل دخول السياح الجزائريين بدون تأشيرة إلى هذه المدينة، وهو ما يعني تمتع الجزائريين بنفس الامتياز الذي كان يتمتع به المغاربة القاطنون في إقليم الناظور.
غير أنّ نظام المخزن نظر إلى هذا المشروع، الذي يوجد قيد الدراسة، بعين الريبة والتوجس، كونه سيعقد بشكل كبير العلاقات بين الرباط ومدريد، وقد يتسبب في أزمة أخرى للمغرب في حال تنفيذه، فالمملكة التي تحبس أنفاسها تعيش اليوم توترا دبلوماسيا غير مسبوق في علاقاتها مع اسبانيا بعد تأجيل ثالث للقاء القمة بين البلدين، بعدما كانت مبرمجة خلال شهر أبريل الماضي ولا تاريخ في الأفق لعقدها.