هكذا يتم التعامل مع الأضاحي المستوردة مباشرة بعد النحر

2
هكذا يتم التعامل مع الأضاحي المستوردة مباشرة بعد النحر
هكذا يتم التعامل مع الأضاحي المستوردة مباشرة بعد النحر

أفريقيا برس – الجزائر. شرع بياطرة في التّحسيس المُبكّر حول كيفيات التعامل مع لحوم الأضاحي المُستوردة بعد عملية الذبح، للحفاظ عليها طازجة ولذيذة، خاصة وأن البيئة التي نشأت فيها هذه الكباش تختلف عن بيئتنا المحلية، ما يجعل لحومها تحتاج إلى تعامل خاص بعيدا عن عادات العائلات الجزائرية.

يتساءل كثير من الجزائريين الذين اقتنوا أضاحي رومانية وإسبانية، عن طريق التعامل مع لحومها بعد عملية النحر، وهو ما جعل بياطرة يشرعون في عملية تحسيسية مسبقة، حول كيفيات التعامل مع هذه الأضاحي بعد ذبحها، والتبكير في عملية التحسيس، خاصة وأنه يفصلنا قرابة الـ20 يوما عن مناسبة عيد الأضحى، هو لضمان وصول المعلومات الصحيحة لجميع المُضحّين.

وبعض العائلات، قد تتعرض لمشكلة فساد لحوم أضاحيها، وهو ما يقطع عليها فرحة عيد الأضحى المبارك، بسبب جهلها بالسلوكات الصحيحة للتعامل مع الأضاحي مباشرة بعد النحر وخاصة ما تعلق بعملية الحفظ الجيّد للحم. والأمر عادي، لأنه حتى اللحوم المحلية أو الأسماك تختلف من حيث التعامل معها، بحسب اختلاف نوع الحيوانات أو الطيور أو الأسماك، لأن الأمر متعلق بنوعية بيئة عيْشها وطبيعة أكلها وتركيبة أنسجتها، وكم من عائلة فسدت لحوم أضحيتها المحلية، بسبب سوء التعامل معها بعد النحر.

وفي الموضوع، تذكر الخبيرة في القطاع الزراعي والمفتشة البيطرية، الدكتورة هدى سميرة جعفري، أن كيفيات التعامل مع لحوم الأضاحي المستوردة بعد الذبح، تختلف عن طريقة التعامل مع اللحوم المحلية، وقدمت الطريقة الصحيحة للحفاظ على لحوم الأضاحي طازجة ولذيذة بعد الذّبح.

لحوم الأضاحي الإسبانية تجفّ أسرع

وكشفت المتحدثة أن لُحوم الأضاحي القادمة من إسبانيا تجفّ أسرع، لأنها ممتازة في التهوية ما يجعلها “تشبه إلى حد بعيد خصائص الكبش الجزائري، وذلك بسبب تقارب الأصول الجُغرافية للبلديْن، بينما تحتاج لحوم الأضحية الرومانية إلى عملية التبريد فورا”.

وتؤكد هدى سميرة جعفري، على المُضحّين بعد عملية نحر الكبش الإسباني، على ترك اللحم مكشوفا في مكان نظيف ومُهوّى، لأن تركيبة هذا اللحم تسمح له بالجفاف الطبيعي التدريجي، ما يحافظ على نكهته ويمنحه قواما مثاليا، بينما يحتاج بحسبها الكبش الروماني إلى التبريد فورا، بسبب ضعف خاصية الجفاف الطبيعي لديها، بحيث لا تجف اللحوم الرومانية بالسرعة الكافية، وهو ما يمنع “المَراحلة الهوائية” الطبيعية التي تحسّن جودة اللحم، عكس الكباش المحلية أو الإسبانية التي تجف لحومها طبيعيًا عند التهوية.

اللحوم الرومانية غنية بالماء.. سارعوا بها إلى الثلاجة

وسبب ذلك بحسب البيطرية، هو أن لحوم الكباش الرومانية تكون غنية بالماء، وأيّ تأخير في التبريد قد يتسبّب في فساد اللحم، بعد عملية النحر، وقالت: “على المواطنين إدخال الأضاحي الرومانية بعد ذبحها، مباشرة إلى الثلاجة لتوقيف نشاط البكتيريا وللمحافظة على طراوة اللحم”.

وتوضّح المختصة البيطرية، أسباب احتياج اللحوم الرومانية إلى التبريد مباشرة بعد الذبح، وهو أولا بسبب نسبة الرطوبة العالية الموجودة في لحوم الكباش الرومانية، بحيث تحتوي أنسجتها العضلية على كمية أكبر من الماء، مقارنة بالكباش الجزائرية أو الإسبانية. وهذه الرطوبة الزائدة تجعل اللحم أكثر عرضة لتكاثر البكتيريا والتحلل السريع، إذا تُرك في درجة حرارة الغرفة، والسبب الثاني، هو هشاشة الألياف العضلية للكبش الروماني، بمعنى أن تركيبة العضلات في السلالة الرومانية أكثر ليونة وأقل تماسكًا، مما يجعلها تفقد بُنيتها بسرعة بعد الذبح، وتصبح رخوة أو “مبلولة”، خاصة إذا لم تُبرّد بسرعة، كما ذكرت هدى سميرة جعفري، على أن طبيعة لحم الكبش الروماني، تسرع من تحلل الإنزيمات بعد الذبح، وتبدأ عملية تفكيك البروتينات، موضّحة: “إذا لم تُبرد الذبيحة مباشرة، يبدأ اللحم بفقدان قوامه ونضارته، مما يؤثر على طعمه وشكله وحتى سلامته الصحية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الجزائر عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here