كشفت حادثة التحرش التي تعرض لها المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، علي بن فليس، والتي تم تداولها من قبل ناشطين في فيديوهات على “اليوتيوب”، عن حجم التحدي الذي يواجه المترشحين الخمسة، في الحملة الانتخابية، المزمع انطلاقها في السابع عشر من الشهر الجاري.
الذين هاجموا المرشح بن فليس، لم يستهدفوه لشخصه، وإنما باعتباره أحد الفرسان الخمسة المشاركين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويمكن الوقوف على هذه المقاربة من خلال العبارات التي رفعها هؤلاء المتحرشون.
ما تعرض له بن فليس، يمكن أن يتعرض له غيره من المترشحين الآخرين، برأي مراقبين، وكل هذه المعطيات، تصعّب من مأمورية هؤلاء المترشحين، في تنشيط الحملة الانتخابية، لأنهم سيجدون أنفسهم في مواجهة ناقمين على كل من شارك في السلطة في مرحلة ما من حياته السياسية.
ويعيش الشارع على وقع حالة من الشحن ضد الانتخابات، ووصل الأمر بالبعض في ولايات بعينها، إلى الدعوة إلى عرقلة تنظيم الاستحقاق المقبل، بمن فيهم بعض المنتخبين المحليين، فيما بدا تحديا للدولة، الأمر الذي كان وراء تحذير نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، كل من يقف في طريق الانتخابات، بتسليط سلطان القانون عليه.
هذا الصراع المتوقع بين الداعين إلى تنظيم الانتخابات في الموعد المحدد في الثاني عشر من ديسمبر المقبل، وبين من يطالبون بتأجيلها، من شأنه أن يتمظهر أيضا من خلال السعي أيضا، إلى عرقلة الحملة الانتخابية، أملا في إفشال الاستحقاق الرئاسي المقبل.
ومن هذا المنطلق، لا يستبعد أن يقدم الرافضون للانتخابات على استغلال فعاليات الحملة الانتخابية للتعبير عن مواقفهم السياسية، وقد يكون المترشحون الخمسة، هدفا لهذه الأوساط، التي قد يدفعها تفكيرها الأحادي، إلى التصرف وفق منطق من ليس معي فهو ضدي، بمعنى أن من يشارك في الانتخابات يحسب على الطرف الآخر، وهو تصرف بعيد عن الأعراف الديمقراطية، التي تحتم على معتنقيها الاحتكام إلى الصندوق للبت في قبول مشروع سياسي على حساب آخر.